ناشطون مسلمون ودعاة: التطرف أصبح ثقافة سائدة في بعض البيئات بالغرب

شاكر: لم يعد اليمين مجرد حالة وإنما ثقافة سائدة في المجتمع لا سيما بمواقع التواصل الاجتماعي

– الصميدعي: لا بد من الاعتراف بأن وضع المسلمين في بريطانيا أفضل كثيراً من غيره في بلاد أوروبية أخرى

– الفارس: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضربة موجعة للاتحاد وفوز اليمين بألمانيا يعني سيطرتهم على معظم الاتحاد

السيد: لو قام المسلمون بأوروبا بممارسة حقهم الدستوري بالمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية فسيتم النظر إليهم باعتبارهم كتلة انتخابية مؤثرة

عيد: فوز ترمب أدى لتنشيط “الإسلاموفوبيا” وتشجيع أصحاب الأصوات المعادية للإسلام على الصدع بالكراهية والتشويه أكثر

مصطفى: خطابات ترمب الانتخابية حملت دغدغة لمشاعر الرجل الأبيض على حساب الأقليات وفريقه المعاون شمل شخصيات يمينة متطرفة

ناشط هندي: القانون الجديد يستهدف نزع الشرعية عن مواطنة المسلمين وهو مقدمة لاستبعاد مسلمين آخرين وتجنيس غير المسلمين

 

 

في كتابه “ظاهرة الإسلاموفوبيا”، يقول د. محمد عمارة: “مع سقوط الشيوعية أوائل سنة 1991، عاد الغرب ليتخذ من الإسلام عدواً، أحله محل الخطر الشيوعي”، ويبدو أن الأمر لم يقتصر على مجرد عداوة منطقية، وإنما حالة يتم ترويجها وتأجيجها باستمرار لتحقق الأهداف المرجوة من ورائها، يقول نيثان لين في كتابه “صناعة الإسلاموفوبيا”: “إن حالة العداء للإسلام هي صناعة متكاملة تقوم بها جماعات متطرفة بالغرب عبر وسائل الإعلام للتحريض على الإسلام، تعود عليهم هذه الصناعة بالربح المادي والمعنوي، وتساعدهم في الوصول إلى السلطة.

فإلى أي مدى بلغت هذه الكراهية وكيف يؤثر خطاب اليمين على المسلمين؟

وماذا يجب على المسلمين فعله لمواجهة هذا العداء؟

هذا ما نتعرف عليه من خلال استطلاع آراء عدد من رموز العمل الإسلامي في الغرب.

أوروبا.. اليمين يزحف

يرى د. حسام شاكر، استشاري إعلامي وباحث في الشؤون الأوروبية، أن المشكلة لم تعد في أقصى اليمين، بل يمكن القول: إن هناك حالة عامة من النزوح نحو اليمين، مثل التحاق أحزاب “يمين الوسط” ببعض مضامين خطاب اليمين المتطرف فيما يتعلق بالمسلمين، وإن كان هذا يأتي بصفة إيحائية رمزية وليست مباشرة أحياناً، وكذا التحاق بعض اليمين الليبرالي بهذه الحالة، فلم يعد “اليمين” مجرد حالة، وإنما أصبح في عدد من البيئات ثقافة سائدة في المجتمع إلى حد ما، لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي.

فالتحدي لا يتمثل فقط في خطاب أقصى اليمين، وإنما في الأداء العام لمجمل الساحة السياسية التي تفتقر إلى الشجاعة في مواجهة هذا الخطاب، الوسط السياسي أصبح منخرطاً في الحالة اليمينة، إما يؤججها، وإما يتسامح معها، وهذا مؤشر خطير في رأي شاكر، إذ إن بعض الأحزاب التي تعد معتدلة ولم تتورط في خطاب اليمين المتطرف أو الخطاب العدائي للإسلام، أصبحت تتساهل مع حالة الكراهية ولا تتعامل معها كما ينبغي كظاهرة مهددة للقيم، ربما خشية التصادم مع المزاج العام للجماهير في البلاد الأوروبية، وهذا بلا شك يشجع على استشراء الحالة العنصرية و”الإسلاموفوبيا”.

واليمين في خطابه المعادي للإسلام والمسلمين، ولّد هذه الحالة من “الإسلاموفوبيا” انطلاقاً من سعيه إلى إيجاد عدو مفترض أنه مصدر كل شرور العالم يلقي عليه باللائمة في كل مشكلات البلاد، وهو ما أثر كثيراً على واقع مسلمي أوروبا، الذين هم في نظر شاكر لا يمتلكون عملياً المنصات الكافية للتعامل مع “الإسلاموفوبيا” التي تعتبر ظاهرة مجتمعية وحالة متأججة في الوقت نفسه؛ فهي ليست حالة عقلانية أو علمية تتحرى الحقيقة، فيجدي معها مجرد حملات التعريف بالإسلام، فـ”الإسلاموفوبيا” تستند إلى منطق غير سوي في الأساس انطلاقاً من تبنيها التفرقة والعنصرية.

ترقب في بريطانيا

تقول لانة الصميدعي، داعية وناشطة مجتمعية في بريطانيا: الانتخابات الأخيرة، ونتائجها التي جاءت بحزب المحافظين، وعلى رأسه بوريس جونسون، لم تكن سارّة بالنسبة للمسلمين، لكني أتصور أنه يجب ترك فرصة للأحداث وعامل الوقت أن يكشفا عن سياسة هذا الحزب، فلا أحد يدري ما تحمل الأيام، وإن كان جونسون لم يغير أو يتراجع عن أي من تصريحاته السابقة ضد المرأة المسلمة وحجابها، لكن لا بد من الاعتراف بأن وضع المسلمين في بريطانيا أفضل كثيراً من غيره في بلاد أوروبية أخرى، لكن بطبيعة الحال دوماً هناك قلق أو ترقب مع أي تغير على الساحة السياسية كيف سيكون انعكاس هذا على واقع المسلمين.

يشار إلى أن وتيرة حوادث “الإسلاموفوبيا” ارتفعت في بريطانيا العام الماضي، لا سيما بعد مقال كتبه بوريس جونسون في عام 2018م عندما كان وزيراً للخارجية، ضد النقاب، وشبه من ترتديه بصناديق البريد ولصوص البنوك، الأمر الذي ساهم في ارتفاع حوادث الاعتداء على المسلمين، بحسب منظمة “تيل ماما” البريطانية التي وثقت وقوع 608 حوادث مرتبطة بـ”الإسلاموفوبيا” خلال النصف الأول فقط من عام 2018م الماضي، وفق ما نشرته أواخر نوفمبر 2018، وأوضحت أن أغلبها استهدف النساء المسلمات في الأماكن العامة مما يشير إلى أن المشاعر المعادية للمسلمين أصبحت “أكثر انتشاراً وتقبلاً”.

عين على ألمانيا

وعن صعود اليمين في أوروبا، يقول أيهم الفارس، صحفي سوري مقيم في أمستردام، في تصريحات لـ”المجتمع”: السنوات الثلاث الماضية حملت الكثير من المفاجآت على المستوى السياسي والشعبي في أوروبا عموماً، إذ كان واضحاً الخط الصاعد لحركات اليمين المتطرف منذ عام 2016 لا سيما في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والنمسا وهولندا، واتخذت أحزاب اليمين من قضية اللاجئين فزاعة في وجه الشعوب الأوروبية، معتبرة أنهم يحاولون أسلمة أوروبا.

ففي هولندا، يرفع زعيم حزب من أجل الحرية المتطرف خيرت فيلدزر شعار “هولندا لنا” و”أعيدوا هولندا لنا”، ويرتكز في حملته الانتخابية على شعارات تربط الإرهاب بالإسلام، والادعاء بأن اللاجئين غير قادرين على الاندماج، وهذا أيضاً ما يفعله حزب المنتدى من أجل الديمقراطية برئاسة تيري بوديه الذي اكتسح الانتخابات السابقة لمجلس الشيوخ واستثمر قضية اللاجئين في هولندا بشكل واضح خلال حملته الانتخابية.

ولا يتخوف الفارس كثيراً من الحالة الشعبوية في هولندا رغم الفوز الأخير لبوديه في انتخابات مجلس الشيوخ، بينما يرى أن التخوف الأكبر يجب أن يكون من نتائج انتخابات فرنسا التي باتت بيد مارين لوبان، ونتائج بريطانيا الأخيرة التي أعطت بوريس جونسون أغلبية ساحقة، كما يبقى هناك تخوف من صعود يميني متطرف في ألمانيا، وهنا يكمن الخطر في رأيه بحكم أن ألمانيا هي أقوى الدول الأوروبية، وسيمثل الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي ضربة موجعة للاتحاد، وفوز اليمين في ألمانيا يعني سيطرتهم على معظم الاتحاد.

اليمين الفرنسي.. الإسلام لائق بالعداء

في فرنسا، كشف تحقيق لقناة “الجزيرة” بعنوان “جيل الكراهية” تم عرضه في يوليو 2019، عن شبكة متطرفة تسمي نفسها “جيل الهوية” تضاعف عدد أعضائها نحو 3 مرات في العام، ويأتيها دعم من مختلف أنحاء القارة الأوروبية، وأقيمت لها فروع في إيطاليا والنمسا وألمانيا وبريطانيا، وتعتبر هذه المنظمة أن فرنسا هي ساحة المعركة بالنسبة لها كون الجالية المسلمة فيها هي الكبرى في أوروبا.

إذًا الوضع يزداد اضطراباً؛ فخلال السنوات الأخيرة ارتفعت موجة استهداف المسلمين كما يرى محمد السيد، نائب رئيس منظمة إعلاميون حول العالم، مقيم في فرنسا، حيث يقول: منذ حادثة جريدة شارلي إيبدو في عام 2015، تتصاعد حدة العداء للمسلمين وربطهم بالإرهاب، وتوالت الاعتداءات التي تستهدف المساجد، وأصبح الإعلام -مقروءاً ومرئياً- يتحدث عن الإسلام، ويربطه بالإرهاب؛ حتى وجد المسلمون أنفسهم في موضع اتهام وازدراء.

هذه الأجواء في رأي السيد كانت بيئة خصبة لصعود اليمين المتطرف وعلى رأسه مارين لوبان؛ حيث تمكنت من تحقيق مكاسب سياسية، وأصبح خطابها الشعبوي يلقى صدى لدى شريحة كبيرة من الفرنسين؛ فهي تقول: فرنسا للفرنسيين، والفرنسيون أولى بما تنفقه الدولة على الأجانب، وصعود نجمها ظهر خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي صعدت فيها إلى جانب ماكرون للدور الثاني.

الكراهية على طريقة ترمب

بالنظر إلى الولايات المتحدة، نجد أن خطاب الرئيس دونالد ترمب المعادي للمسلمين، شكل مصدر إلهام لمن هم على درجة كبيرة من الجهل بالإسلام، ولديهم دوافع عنصرية، مثل تلك الحركة التي يقودها روبن إسرائيل الذي نصب من نفسه واعظ طريق ومدافعاً عن المسيحية، تجده يتجول بسياراته المحملة بلافتات متنوعة كتبت عليها شعارات عنصرية ضد الإسلام، ويردد تصريحات ترمب باعتبارها دليلاً على أهمية مناهضة المسلمين، بحسب ما قال في فيلم “صناعة الإسلاموفوبيا” الذي بثته قناة “الجزيرة” في مايو 2018.

ترى شيماء عيد، كاتبة ومترجمة مصرية بالولايات المتحدة، أن صناعة “الإسلاموفوبيا” سواء أكاديمياً أو إعلامياً ونشر صور نمطية سلبية بصورة مقصودة عن المسلمين لخلق عدو خارجي يبرر الحرب على ما يسمى بالإرهاب، أصبحت أمراً واقعاً أمريكياً منذ أحداث 11 سبتمبر؛ فالأمر ليس بظاهرة جديدة، وصعود ترمب كان مجرد تضخيم لهذه السرديات وإخراج لها للمجال العام، وقد أدى هذا إلى تنشيط صناعة “الإسلاموفوبيا” وتشجيع أصحاب الأصوات المعادية للإسلام على الصدع بالكراهية والتشويه أكثر من ذي قبل.

وتعتبر عيد أن تصاعد الخطاب اليميني كان بمثابة صيحة أيقظت كثيراً من المسلمين بالولايات المتحدة، الذين ظنوا سابقاً أنهم يحافظون على أمنهم بتجنبهم الانخراط في المجتمع والعمل السياسي، لكن عندما أصبح خطاب الكراهية صريحًا، أدركوا أن العزلة والعيش على الهامش ليس هو الحل، إذ عاد الإسلام موضوعًا ساخنًا في الأروقة الصحفية والحقوقية والأكاديمية مجدداً، وسمحت تلك الفرصة للكثير من المفكرين والفاعلين في الجاليات المسلمة بالدفع بأفكارهم وخطاباتهم المتزنة إلى المجتمع.

تضييق قديم

أما الشيخ كفاح مصطفى، الإمام والمدير العام لمركز الصلاة بضاحية أورلاند بارك شيكاغو، وممثل دار الفتوى اللبنانية بالولايات المتحدة، فيقول: المجتمع المسلم الأمريكي عاش مرحلتين سبقتا ولاية ترمب؛ تمثّلت الأولى بتضييق حكومي عليهم أثناء ولايتي بوش الابن من خلال منظومة قوانين استُحدثت ضدهم فأدت إلى إغلاق مؤسسات خيرية إسلامية، ووضع أسماء مئات الآلاف من المسلمين على لائحة المراقبة للطيران، ومراقبة المساجد والمؤسسات الإسلامية عموماً، ثم جاءت فترة أوباما مغايرة إذ فتحت الحكومة قنوات التواصل مع فئات المجتمع المسلم بكافة أطيافه، وهو ما ساعد في الانخراط بالعمل العام فوصل كثير من المسلمين إلى أماكن ريادية على مستوى الحكومات المحلية للولايات أو الفدرالية.

وحول سياسة ترمب، يضيف الشيخ كفاح أن فترة انتخابات ترمب كانت أكثر خطورة على المسلمين بل على الولايات المتحدة عموماً، إذ كان مصطلح “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” عنوان خطابات ترمب الانتخابية، دغدغة لمشاعر الرجل الأبيض، على حساب الأقليات العرقية والدينية، وكان من أبرز وعوده بناء جدار الفصل على الحدود مع المكسيك، ومنع مواطني بلدان عربية ومسلمة من دخول أمريكا، وبالنظر إلى الفريق المعاون لترمب، شمل شخصيات يمينة متطرفة معروفة بعدائها الواضح للمسلمين.

وعن أثر خطاب ترمب، استشهد الشيخ كفاح بتقرير مؤسسة “المعهد للسياسات الاجتماعية والتفاهم” بالتعاون مع جامعة جورج تاون والذي أشار إلى ارتفاع حوادث الكراهية ضد المسلمين، كما رصدت مؤسسة “كير” ارتفاع نبرة الكراهية على مستوى العالم، ومن أسباب ذلك خطاب ترمب التحريضي، كما حصل في نيوزيلندا، بالإضافة إلى استصدار سلسلة قوانين ضد الشريعة الإسلامية في ولايات مثل أريزونا وألاباما وتكساس وأوكلاهوما.

آسيا.. سياسات يمينية

عند الحديث عن صعود اليمين وأثره على المسلمين، لا يمكن غض الطرف عن سياسات الاضطهاد والتمييز ضد المسلمين في “تركستان الشرقية” الواقعة تحت الاحتلال الصيني منذ عام 1949؛ حيث تواصل بكين تذويب هويتها المسلمة داخل معسكرات إعادة التثقيف، بالإضافة إلى هدم المساجد ومصادرة المصاحف وسجادات الصلاة.

وغير بعيد عن تركستان الشرقية، يعاني مسلمو الهند من سياسات ممنهجة تستهدف تهميشهم أو على الأقل التمييز ضدهم؛ فقد سبق في أغسطس الماضي أن ألغت الحكومة الهندية الحكم الذاتي في ولاية “جامو وكشمير” ذات الأغلبية المسلمة، بالإضافة إلى إجراء “السجل القومي للمواطنين في ولاية “آسام” الذي بموجبه تم استبعاد 1.9 مليون شخص من المواطنة بينهم نحو 400 ألف مسلم، ومؤخراً مررت الحكومة قانون المواطنة الجديد الذي يمنح الجنسية لـ6 أقليات دينية من باكستان وأفغانستان وبنجلاديش، ويستبعد المسلمين.

يقول د. ياسر الواجدي، ناشط هندي مقيم بالولايات المتحدة: إن القانون الجديد يستهدف في الأساس نزع الشرعية عن مواطنة المسلمين، وهو مقدمة لإجراء سجل المواطنين في بقية الولايات تمهيداً لاستبعاد مسلمين آخرين من المواطنة كما حدث في آسام؛ حيث سيتم تجنيس غير المسلمين مجدداً وفق قانون المواطنة الجديد، ويبقى المسلمون وحدهم هم الضحية.

كيف نواجه كراهية اليمين؟

“الإسلاموفوبيا” بأوروبا في جوهرها تستهدف قيم المجتمع الأوروبي، وبالتالي فمن الصعب على الأقلية المسلمة وحدها مواجهة هذه الموجات الجارفة من الكراهية، وهنا يرى د. حسام شاكر أن الحل يكون بنقل التحدي إلى المجتمع الذي عليه أن يدافع عن قيمه، وألا يتم التعامل مع “الإسلاموفوبيا” باعتبارها ظاهرة تستهدف المسلمين وحدهم، وأن عليهم هم وحدهم المواجهة، بل بالعكس فـ”الإسلاموفوبيا” تستهدف في الأساس القيم التي تقوم عليها هذه المجتمعات الأوروبية، لكن في الوقت نفسه على مسلمي أوروبا إدراك أهمية إبراز ضحاياهم والتعريف بهم والإشارة إلى ما يقع عليهم من أذى.

بينما يرى أيهم الفارس أنه على المجتمع المسلم في أوروبا السعي إلى امتلاك أدوات إعلام ناطقة باللغات المحلية في الغرب لمواجهة الخطاب الإعلامي المشوه الذي يؤثر بشكل كبير في المواطنين الأوروبيين، كما أنه على اللاجئين تعلم لغة المجتمع باعتبارها مفتاحاً للمشاركة في بنائه، إضافة إلى كونها وسيلة لفهم الخطاب الإعلامي وما يدور في كواليسه، والاندماج الإيجابي بما يحافظ على هويتهم.

أما محمد السيد فيعتبر أنه لو قام المسلمون في أوروبا بممارسة حقهم الدستوري بالمشاركة في كافة الاستحقاقات الانتخابية، ساعتها سيتم النظر إليهم باعتبارهم كتلة انتخابية مؤثرة، موضحاً أن المسلمين في فرنسا نحو 8 ملايين، لكن الكثير منهم لم يستخرج بطاقة الاقتراع ليتمكن من اختيار المرشح الذي يريده ويحقق الحد الأدنى من مطالب المسلمين، واعتبر أن إنشاء قناة خاصة بمسلمي فرنسا ناطقة باللغة الفرنسية والعربية يمكن أن يساهم في تقريب وجهات النظر أو على الأقل الرد على مزاعم اليمين.

وفي الولايات المتحدة، يرى الشيخ كفاح مصطفى أن المسلمين قرروا العمل على نشر الوعي بين المجتمع المسلم الأمريكي بضرورة الانخراط بالعمل السياسي، ومشاركة حق التصويت والاقتراع، وبناء جسور تعاون مع مجموعات أخرى من العمل العام سواء عرقية كانت أو إثنية أو حزبية، وأشار إلى ما ورد في تقرير “مؤسسة “كير” في يوليو الماضي من أن عدد المرشحين من المسلمين للدوائر الحكومية ما بين 2016 إلى 2019 بلغ 323 مرشحاً منهم 117 امرأة، كما أصبحت المؤسسات الإسلامية وخصوصاً المساجد تعنى كثيراً بدفع الشباب المسلم من الفتيان والفتيات إلى الانخراط بالتطوع في الشأن العام من خلال البلديات المحلية، والتطوع في الأماكن الخدماتية الاجتماعية التي تحسّن من صورة المسلمين للمجتمع العام.

Exit mobile version