قياديان بارزان في “النهضة” يدعوان للانفتاح على حزب “قلب تونس”

وزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبدالسلام

– العرباوي: النهضة يجب أن تكون موجودة في الحكومة بحكم أنها الحزب الفائز

– عبدالسلام: البلاد في حاجة فعلاً إلى حكومة كفاءات وطنية مدعومة ومسنودة من الأحزاب

 

وصف رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة، نورالدين العرباوي، خاتمة المشاورات مع التيار الديمقراطي وحركة الشعب لتشكيل حكومة ثورية بالسريالية، وقال في تصريح إعلامي: إنها انتهت “نهاية مؤسفة” بعد أن كاد التونسيون أن يستفيقوا على حلم جميل يتحقق، وذلك بعد انهيار المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود، على حد تعبيره.

بطل لا ينتحر

ووصف العرباوي قرار رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي بتكوين حكومة مستقلين، بأنه رد فعل طبيعي على ما حدث، وأنه خيار مطروح ووارد جداً منذ بداية المشاورات، وتابع: أعطينا الأحزاب الأربعة المشاركة معنا في المفاوضات كل ما تريده، ومن غير المنطقي أن يتفاوض الجملي دون خطة بديلة، نحن أمام بطل لا ينتحر.

وأردف: الجملي بطل من خلال الموقف القوي الذي اتخذه بعد إصرار كل من “حركة الشعب” و”التيار الديمقراطي” على المماطلة والتهرب رغم إعطائهما كل ما أراداه، وأضاف: كان هناك تصميم على إفشال المسار، والحبيب الجملي أصرّ على إنقاذه وما قام به يعد بطولة.

وأوضح أن النهضة ترى وجوب أن يكون لها وزراؤها في الحكومة القادمة على اعتبارها الحزب الفائز في الانتخابات.

“النهضة” في الحكومة

وأشار العرباوي إلى طبيعة المرحلة قائلاً: نحن في وضع طبيعي ولسنا في أزمة، ونتيجة الانتخابات أفرزت فوز حركة النهضة بأغلب المقاعد، وهو ما يقتضي أن تكون الحكومة متكونة من كفاءات وطنية لكن أيضاً من كفاءات حزبية، لسنا في حاجة لحكومة أزمة حتى تتكوّن فقط من المستقلين.

وأردف: لا نرى مانعاً من وجود مستقلين في الحكومة القادمة لكننا نرى ضرورة أن تكون فيها كفاءات سياسية متحزبة، والنهضة هي الطرف الفائز وهي من كلّف الجملي بتشكيل الحكومة، لا نرى سبباً لاستثناء كل الكفاءات الحزبية من هذه الحكومة.

وشدّد على أهمية وجود النهضة في الحكومة؛ النهضة يجب أن يكون لها وجود في الحكومة، ومن حق الجملي أن يرى أنه يحتاج حكومة مستقلّين، واستدرك: الجملي حرّ في قراره، لكن بينه وبين النهضة عقد أخلاقي وتكليف.

كفاءات حزبية

إلى ذلك، اعتبر القيادي في حركة النهضة وزير الخارجية الأسبق رفيق عبدالسلام، في تدوينة على حسابه في “فيسبوك”، أنّ البلاد في حاجة فعلاً إلى حكومة كفاءات وطنية مدعومة ومسنودة من الأحزاب، ويرى أنّه ليس جريمة أو تهمة أن يوجد بين هذه الكفاءات من ينتسب للأحزاب، إذ إن الكفاءة مع الانتماء تعطي ميزة إضافية.

وتابع: الانتماء للأحزاب السياسية ليس مبعثًا للخجل أو مبرراً للتخفي، بل إنّ الوضع الطبيعي أن تتحمل الأحزاب السياسية مسؤوليتها كاملة في إدارة شؤون الحكم والدولة.

ودعا إلى الكف عن هذا الجدل العقيم بخصوص ثنائية الانتماء أو الاستقلالية، وأن تتوقّف محاكم التفتيش حول إن كان المرشح يحمل بطاقة انخراط حزبي من عدمه.

واعتبر عبدالسلام أنّ مسلسل المفاوضات (الخاص بتشكيل الحكومة) طال أكثر من اللازم، وضروري أن ينتهي والذهاب إلى تشكيل الحكومة مهما كانت تسميتها أو أوصافها، حتى تتفرغ لأداء مهامها على الوجه المطلوب.

التعايش مع “قلب تونس”

وقال: إنّه لا داعي للخجل أو التخفي من التعايش مع قلب تونس في الحكومة القادمة، فذلك لا يُعدّ جريمة، بل بصدد تحري مصلحة وطنية راجحة، وأضاف: يجب إعلان هذا التوجه فوق الأرض وتحت الشمس ومصارحة الشعب من دون لف أو مواربة.

وتابع: نعم ذكرنا خلال الحملة الانتخابية بأننا لن نتحالف مع قلب تونس، ولكن بما أنه تعذر تكوين حكومة مع أحزاب “العائلة الثورية” بحكم تمنعها عن تحمل المسؤولية وإصرارها على ربح الوقت وممارسة صراخ المعارضة، فلا أحد يلومنا على التعايش الاضطراري مع “قلب تونس” من أجل ضمان استقرار سياسي وحكومي.

وشدّد على أنّه من المهم ألاّ يكون من بين وزراء الحكومة القادمة من تحوم حوله شبهة فساد، وهذا يعني أن نضع المسطرة السليمة التي تقوم على علوية القانون وسلطان القانون، وأن الجريمة إذا ثبتت فهي في نهاية المطاف من طبيعة فردية وليست جماعية.

واعتبر أنّ “مسلسل” المفاوضات (الخاص بتشكيل الحكومة) طال أكثر من اللازم وضرورة أن ينتهي والذهاب إلى تشكيل الحكومة مهما كانت تسميتها أو أوصافها، حتى تتفرغ لأداء مهامها على الوجه المطلوب، حسبما جاء في نصّ التدوينة.

واعتبر أنّ الثوري الحقيقي اليوم هو الذي يحل مشكلات التونسيين، ويخفف عنهم أعباء الحياة، وليس من يزايد بوصفة ثورية أو حلول غير ميدانية أو غير موضوعية.

Exit mobile version