لماذا تتفاقم ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في الغرب؟

“الإسلاموفوبيا” والمفاهيم الخاطئة عن المسلمين ليست ظاهرة جديدة في الغرب، فتعتبر الحروب الصليبية واحدة من الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة، لكن الأحداث اللاحقة في التاريخ عززت هذا الميل الغربي ضد الإسلام.

وفي الآونة الأخيرة، نما الرفض الغربي للإسلام، خاصة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.

الخوف من الإسلام موجود ليس فقط بين المواطنين الغربيين ولكن أيضًا بين مؤسسات الدولة في مختلف بلدان الغرب.

ومن الضروري معرفة أسباب هذه النظرة الغربية الهجومية تجاه الإسلام والمسلمين بجوانبها المختلفة.

أول سوء فهم هو أن الغربيين يميلون عادةً إلى تصديق المفاهيم النمطية المتعلقة بالإسلام، غالبًا بدون أي بحث.

وقد مارست وسائل الإعلام العالمية أيضاً دوراً منحازاً لتسليط الضوء على المناطق الرمادية التي تعود للقرون الوسطى والمتعلقة بالدين، وبعد ذلك، أشعلت حرباً ثقافية في تفسير الدين بطريقة معينة.

وتميل المصادر الإعلامية إلى تشكيل الآراء بناءً على التحيز ضد الإسلام وأتباعه، والجانب المؤسف أكثر هو ربط الإسلام بالإرهاب.

وتاريخياً هناك نوع مماثل من التحامل تم تشكيله بنجاح ضد الزنوج باعتبارهم أشخاصاً خطرين.

ونوع آخر من الخوف تم إنشاؤه بشكل فعال ضد المهاجرين، تدريجياً، كون الانطباع تلو الانطباع بأن المهاجرين المسلمين يمكنهم تخريب الثقافة الغربية.

ومع ذلك، فإن المسلمين ليسوا وحدهم هم الذين يواجهون هذا التعصب من جانب الغرب، ولكن المهاجرين الذين ينتمون إلى الديانات الأخرى يجب عليهم أيضًا مواجهة نفس المشكلات.

ففي أوقات مختلفة في الولايات المتحدة، كان على المهاجرين من السلالات الأيرلندية والصينية والإيطالية والمكسيكية واليابانية أن يواجهوا تحيزات عنصرية وثقافية.

ومع ذلك، فقد أصبح التعصب في الآونة الأخيرة ينصب حصرياً على المسلمين والإسلام.

ونقص المعرفة سبب آخر لهذا الخوف المتزايد من الإسلام، فوفقًا للبحوث الاستقصائية، فإن غالبية الأمريكيين لا يعرفون الإسلام والمسلمين، 38% فقط من الأمريكيين التقوا بمسلم واحد في حياتهم، وبالمثل، فإن 57% فقط من المواطنين الأمريكيين لا يكادون يعرفون شيئاً عن الإسلام.

والآن، تحولت ظاهرة “الإسلاموفوبيا” وحملة الكراهية ضد العقيدة الإسلامية إلى صناعة مربحة، مدعومة مالياً من قبل مانحين معارضين للإسلام.

فوفقًا للبحوث والدراسات، تم منح أموال بقيمة 205 ملايين دولار لمؤسسات البحوث المعادية للإسلام في عام 2013، وقد نمت هذه المؤسسات بشكل كبير من 5 في عام 2010 إلى 114 في عام 2018.

وإلى جانب وسائل الإعلام التقليدية، أدت هوليوود أيضًا دورًا كبيرًا في نشر الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، فأدب الكراهية ضد المسلمين زاد بعد 11 سبتمبر، فارتفع إلى 80 % في الصحف الكبرى مثل “ABC”، و”CBS”، وإلى 60% في تلفزيون “فوكس نيوز”.

وبالمثل، فإن الإبلاغ عن الأعمال الإرهابية يتميز بتحيز خاص ضد المسلمين، حيث يتم الإعلان عن الحوادث ذات الصلة بالإرهاب التي يقوم بها مسلمون حوالي 4 مرات أكثر من تلك الأعمال الإرهابية التي يقترفها غير المسلمين.

وأيضاً، في الأفلام الهندية، يصور الرجال المسلمون على أنهم مختلون عقلياً وإرهابيون، وتظهر النساء المسلمات يعشن حياة عبودية بائسة.

ووفقاً لتحليل، يتم تصوير المسلمين تصويراً سلبياً، فيما لا يقل عن ألف من الأفلام والبرامج التلفزيونية.

وقد انعكس هذا الإسقاط السلبي في الولايات المتحدة، حيث بين استبيان أن 15% فقط من الأمريكيين لديهم نظرة إيجابية عن الإسلام، بينما يعتقد 57% منهم أن الإسلام يهدد ثقافتهم وقيمهم.

وبسبب هذا التحيز ضد الإسلام، يتعين على المهاجرين المسلمين تحمل العبء الأكبر من هذا التوقع غير الموات لعقيدتهم، وهذا يؤثر على نوعية حياتهم، وظلال المصائب العامة تطاردهم أينما ذهبوا.

 

____________________________

المصدر: “Rush Hour Daily“.

Exit mobile version