ردود فعل سياسية حول تشكيل حكومة غير حزبية في تونس

– الغنوشي: حكومة الكفاءات الوطنية مفتوحة أمام الجميع ولا تقصي أحداً

– المليكي: تشكيل حكومة مستقلة ضروري لتهدئة الوضع وتجنيب استعمالها لابتزاز الأشخاص وتصفية الحسابات

– المكي: حكومة الكفاءات المستقلة هي حكومة النهضة أساساً بالاشتراك مع “قلب تونس” تحت عنوان الكفاءة والاستقلالية

 

توالت ردود الفعل السياسية على إعلان رئيس الحكومة المكلف في تونس الحبيب الجملي تشكيل حكومة كفاءات مستقلة (غير حزبية)، حيث أعلن “التيار الديمقراطي” (22 نائباً)، و”حركة الشعب” (16 نائباً) أنهما لن يصوتا لحكومة الجملي في البرلمان، واتهما النهضة بأن حكومة الكفاءات التي أعلن عنها الجملي كانت ضمن البدائل الجاهزة لديها في حال عدم التوصل إلى اتفاق معهما ومع حزب تحيا تونس، وأن حكومة الكفاءات وفق الأمين العام لحركة الشعب المغزاوي تم الإعداد لها في منزل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وهو ما فنده الوسيطان أستاذ القانون الدستوري، جوهر بن مبارك، والناشط السياسي والكاتب الحبيب بوعجيلة في برامج تلفزيونية وإذاعية وتصريحات صحفية.

وقال سياسيون: إن التيار الديمقراطي وحركة الشعب عملا على تضييع الوقت حتى يفلت زمام الأمور من يد النهضة، ويتم تغيير الشخصية المكلفة بتشكيل الحكومة الحبيب الجملي بشخصية يختارها الرئيس التونسي قيس سعيّد، وهو ما اعتبره الأمين العام للتيار الديمقراطي محمد عبو “إشاعة”.

حكومة دون إقصاء

رفض رئيس مجلس نواب الشعب، ورئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي، إعطاء مهلة إضافية للمفاوضات مع أحزاب “التيار الديمقراطي” و”حركة الشعب” و”تحيا تونس” وقال فيما معناه باللهجة التونسية، عندما تم دعوته من قبل الرئيس التونسي قيس سعيّد مع الأحزاب المذكورة لقصر قرطاج: “لا مجال للرجوع للمفاوضات”، وذلك بعد 20 دقيقة فقط من بدء الجلسة لينفض المجلس بعدها مباشرة، وقال الغنوشي، أمس: إن حكومة الكفاءات الوطنية التي اقترحها مساء الإثنين رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، ستكون أكثر حكومة تأييداً من أي حكومة سابقة لأنها مفتوحة أمام الجميع ولا تقصي أحداً.

وأشار الغنوشي، في تصريح إذاعي، إلى أن الأفضل اليوم لتونس هو تكوين حكومة كفاءات وطنية مفتوحة لكل الأحزاب والتيارات وغير الأحزاب، معتبراً أن مهمة هذه الحكومة هي خدمة تونس، وقال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري: إن إعطاء مهلة إضافية لكل من حزب التيار والشعب وتحيا مضيعة للوقت، وأضاف الخميري في مداخلة على قناة “الحوار” التونسي، أمس الثلاثاء، أن الحكومة القادمة مفتوحة لكل من يصوت لها على أساس برنامج.

وقال القيادي بحزب حركة النهضة العجمي الوريمي، أثناء مشاركته في برنامج على قناة “حنبعل” أمس الثلاثاء: الأطراف التي برهنت على أنها نجوم المزايدات في المنصات التلفزيونية لم يكونوا رجال دولة، وسيدعون المجال لرجال مستقلين وإلى كفاءات وطنية تتحمل الأمانة في هذا الظرف التاريخي، وهي قادرة على الخروج بالبلاد من الوضعية السيئة الحالية، وتابع: منحنا فرصة للأحزاب التي تدعي الثورية، واليوم سنعطي الفرصة للمستقلين والكفاءات، وأردف قائلاً: رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي لن يخضع مستقبلاً للابتزاز، ووصف إعلان الجملي عن تشكيل حكومة كفاءات خياراً شجاعاً ووطنياً.

أمزجة متلونة

وقال الناشط السياسي الصحبي بن فرج لجريدة “الصباح” التونسية في عددها الصادر، أمس الثلاثاء: يفضل التيار الديمقراطي وحركة الشعب انتقال التكليف من الحبيب الجملي إلى شخصية يعينها الرئيس، بينما تستميت النهضة من أجل تمرير حكومتها لتفادي هذا السيناريو.

وتابع: حزب قلب تونس يعلم أنه سيكون خارج الحساب إذا تولى الرئيس تشكيل الحكومة، أما ائتلاف الكرامة فهو على يقين من أنه سيدفع فاتورة انقلابه على قيس سعيد قبيل الدور الأول للرئاسية، وأردف: “تحيا تونس” من ناحيته يهدف بالأساس إلى التخلص من كابوس تواجد قلب تونس في الحكومة، ويرى أنه قد حان الوقت لاستثمار العلاقة الجيدة بين قيس ويوسف لانتزاع حجم وازن في المشهد الحكومي والتخلص من قلب تونس، في الوقت نفسه، يتوجس يوسف الشاهد من سيناريو المرور إلى حكومة الرئيس، ويقرأ ألف حساب لإمكانية انتخابات سابقة لأوانها قد تفاجئ حزبه وهي إمكانية مطروحة بشدة إذا فشلت حكومة وتبعها فشل حكومة الرئيس، كما يريد المحافظة على الجسور مع راشد الغنوشي وعلى العلاقة الجيدة مع جناح مؤثر في حركة النهضة.

وخلص بن فرج إلى اعتقاد بفشل أكثر من سيناريو بعد رفض الغنوشي مواصلة التفاوض مع “التيار الديمقراطي” و”حركة الشعب” في بداية الاجتماع الذي دعا له الرئيس قيس سعيّد.

تقاسم أدوار

في حين أكّد رئيس كتلة حزب قلب تونس (38 نائباً) حاتم المليكي، في تصريح إعلامي، أمس، أن حزبه كان داعماً لحكومة كفاءات مستقلة على اعتبار أن الوضع في البلاد لا يسمح بحكومة سياسية قائمة على المحاصصة الحزبية.

ورأى أن تشكيل حكومة كفاءات مستقلة ضروري لتهدئة الوضع وتحييد الإدارة في عملها وتجنيب استعمالها لابتزاز الأشخاص وتصفية الحسابات السياسية.

وأفاد بأن الكتلة النيابية والمكتب السياسي لحزب قلب تونس غير معنيين بالترشح لتولي مناصب في الحكومة المقبلة، وإنما حزبه معني بالنظر في البرنامج والأشخاص والتصوّر الذي سيقدمه رئيس الحكومة المكلّف.

واعتبر المليكي أن تصريحات التيار الديمقراطي وحركة الشعب بخصوص أن الذهاب إلى حكومة كفاءات وطنية مستقلة كان سيناريو حركة النهضة بالتواطؤ مع حزب قلب تونس منذ البداية “مزايدات سياسية ليس لها أي معنى”.

حكومة النهضة

وقال القيادي بـ”حركة الشعب” هيكل المكي، في تصريح لـ”إذاعة موزاييك” الخاصة، أمس: إن حكومة الكفاءات المستقلة التي أعلن عنها رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي هي حكومة النهضة أساساً بالاشتراك مع حزب قلب تونس تحت عنوان الكفاءة والاستقلالية.

واعتبر أن رئيس الحكومة المكلف قد سارع بالإعلان عن رأي راشد الغنوشي في الاجتماع الرباعي بين أحزاب التيار وحركة الشعب والنهضة وتحيا تونس في قصر قرطاج الذي صرّح بأنه لا مجال للرجوع إلى المفاوضات، وأن المسائل أغلقت وانتهت، وسارع الحبيب الجملي بإعلانه عن وجود حكومة كفاءات جاهزة وذهب إلى السيناريو الثاني.

نهاية الطمع

ويؤكد محللون أن حزب التيار الديمقراطي، وحركة الشعب، أمعنا في الطمع والابتزاز، واعتقدا أن رئيس الحكومة المكلف، وحركة النهضة سيقبلان بكل إملاءاتهما، لا سيما وأن النهضة قبلت في عام 2014 بمنصب كاتب دولة فقط (في البداية)، وهي تملك 69 نائباً داخل البرلمان، ويمكن أن يتكرر السيناريو، أو وفق القيادي بائتلاف الكرامة، عبداللطيف العلوي، كانا سيطالبان ربما برئاسة الحكومة والطلب من النهضة البقاء خارج السلطة، لا سيما وأنه لم يبق الكثير من الوقت أمامها لتشكيل الحكومة.

Exit mobile version