الكويت وفلسطين.. علاقة تاريخية متجذرة منذ عشرينيات القرن الماضي

تعتبر دولة الكويت من أكبر الداعمين لدولة فلسطين في كافة المنظمات والمحافل الدولية دون استثناء، إيماناً منها بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والمركزية، وهو ما تجلى بالسعي الكويتي الحثيث لدفع العالم بالاعتراف بدولة فلسطين.

فالعلاقات الكويتية الفلسطينية بدأت من عشرينيات القرن الماضي، فقد أثبتت الأيام والتاريخ أن الكويت من أكثر الدول التصاقاً بالشعب الفلسطيني، فقد كانت أول بعثة وصلت إلى الكويت عام 1922، وتشكلت من رجال الدين لجمع تبرعات من أجل ترميم المسجد الأقصى.

وبعد احتلال “إسرائيل” لفلسطين عام 1948 كانت الكويت أول الدول الذي وقفت ودعمت الشعب الفلسطيني في كافة المجالات، وقدمت له الخدمات والرعاية في قطاعات التعليم والصحة والبلدية والجيش والشرطة وغيرها.

وبسبب الأوضاع التي أنتجها الاحتلال لفلسطين عام 1948، زاد تدفق الفلسطينيين إلى الكويت عبر الأردن، ومصر، والعراق، إذ فتحت أبوابها لآلاف الشباب الباحثين عن عمل.

وانطلاقاً من العام 1948، ومروراً بعامي 1967 و1975 (وهو العام الذي شهد أعلى نسبة سفر للشبان الفلسطينيين إلى الكويت)، اعتُبرت الكويت أبرز البلاد التي فتحت أبوابها لاستقبال الفلسطينيين الباحثين عن العمل وفرص الحياة الأفضل، ليجدوا فيها أيضاً حرية نسبية مقارنة بغيرها من البلدان العربية.

دعم مادي وسياسي

وواصلت الكويت تقديم الدعم المادي والسياسي للقضية الفلسطينية، وفتحت أبوابها للوفود والتجمعات والشخصيات الفلسطينية.

وعلى صعيد المواقف السياسية، كانت الكويت أول الدول الداعمة والمناصرة للشعب الفلسطيني وإيماناً منها بقضيته العادلة، حيث رفضت كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية، ورفضت قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة المتعلقة بمدينة القدس وبالقضية الفلسطينية في كل محفل دولي تكون أول الداعمين والمناصرين، وتؤكد أنها مع حقوق الشعب الفلسطيني حتى استرداد أرضه ووطنه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وبعد الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014، وخلال مؤتمر المانحين الذي عقد في أكتوبر من العام نفسه بالقاهرة، تبرعت دولة الكويت بمبلغ 200 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، وهي الدولة الوحيدة التي التزمت بتعهداتها وسددت المبلغ كاملاً لإعادة الإعمار وشمل كافة القطاعات الحياتية المعيشية.

من جهته، قال القيادي في حركة المبادرة الوطنية نبيل دياب في تصريح لـ”المجتمع”: إن هذه العلاقة التاريخية والمتجذرة بين دولة فلسطين ودولة الكويت الشقيقة كانت وستظل بتواصل مستمر، وإن المواقف المشرفة لدولة الكويت ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله إن دلت على شيء إنما تدل على عمق الترابط العروبي والأخوي الذي يجمع بين الشعبين الكويتي والفلسطيني.

وأضاف دياب أن من أبرز تلك المواقف ما فرضه البرلمان الكويتي لمقاطعة التعامل من قبل البرلمان الأوروبي مع دولة الاحتلال، وكذلك رفض دولة الكويت للتطبيع ومجابهته علانية.

وأعرب عن شكره وتقديره لدولة الكويت ومواقفها التاريخية المشرفة الداعمة للقضية الفلسطينية والمساندة لها، مشيداً بالمواقف السياسية الشجاعة والمؤثرة في قرارات الهيئات الدولية وكذلك قرارات جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بالإضافة إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الكويت للدفاع عن مدينة القدس في وجه محاولات تهويدها والاعتداءات اليومية عليها.

وتوجه بالشكر والعرفان لدولة الكويت ولسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الدعم السخي الذي يقدمه لأبناء الشعب الفلسطيني خاصة في مجالي الصحة والتعليم وابتعاث عدد من المعلمين والمعلمات للعمل في دولة الكويت، مؤكداً أن هذه المواقف لن ينساها الشعب الفلسطيني.

Exit mobile version