– حماد: الجنائية الدولية جادة في الملاحقة للاحتلال وشرعنا في تجهيز كافة الملفات للمرافعة القضائية أمام المحكمة
– البرغوثي: العبرة تكمن في شروع الجنائية الدولية في التحقيق
تعيش الأوساط السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال الصهيوني حالة من التوتر والقلق، بعد إعلان الجنائية الدولية أنها ستفتح تحقيقات في الجرائم الصهيونية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني في الملفات التي قدمت للمحكمة، التي تتعلق بالحرب على قطاع غزة عام 2014، والاستيطان وملف الأسرى والإعدامات الميدانية، بالإضافة إلى جرائم متعددة ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وبدأت وسائل الإعلام الصهيونية تنشر قائمة لمسؤولين صهاينة سيكونون عرضة للملاحقة القضائية من قبل الجنائية الدولية، وهم رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، ووزير حربه الحالي بيني بينت، والسابق موشيه يعلون ورئيس الأركان، بالإضافة إلى رؤساء مجالس المستوطنات.
وقد طلب نتنياهو من كافة أقطاب حكومته عدم التحدث في آليات التعامل مع قرار المحكمة الذي رفض من قبل كيان الاحتلال، إلا داخل ما يسمى المجلس الوزاري المصغر نظراً لحساسية الموقف ولخطورة الموقف.
واعتبر الفلسطينيون الذي شرعوا بتجهيز كافة الملفات المتعلقة بالقضايا التي سترفع بتفاصيلها نقطة تحول تاريخية ومهمة نحو ملاحقة الاحتلال على جرائمه.
العمل بات قريباً
وقال الباحث الحقوقي حسين حماد لـ”المجتمع”: إن الخطوة التالية لقرار المحكمة فتح تحقيقات ضد الاحتلال، هي تجهيز “الحاضنات القانونية” للملفات، التي تم رفعها للمحكمة في السابق من السلطة الفلسطينية، وهذا ما تم بالفعل، التي تشمل إفادات الضحايا والوثائق والأدلة للجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين من أجل بدء عملية المرافعة عليها واستنفاد كافة الإجراءات القانونية الخاصة بالقضايا التي ستبث فيها المحكمة، والحرص على اكتمال تلك الملفات من الناحية القانونية.
وأكد حماد أن ما تحقق هو ثمرة جهود استمرت لأربع سنوات متواصلة من كافة الأطر الفلسطينية الحقوقية والسياسية، وأن فتح المحكمة للتحقيق في جرائم الاحتلال هو عهد جديد لملاحقة الاحتلال، ونقطة تحول تاريخية مهمة يجب البناء عليها لمحاسبة الاحتلال، مؤكداً أن عملية المرافعة وجلسات المحكمة قد تبدأ بعد أربعة أشهر من الآن وتستغرق عدة سنوات من أجل إصدار القرارات وسيتخللها العديد من جلسات الاستماع والمرافعات.
العبرة في التنفيذ
من جانبه، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع”: إن المحكمة الدولية يجب أن نجد شيئاً ملموساً منها، من خلال شروعها في البدء بتحقيقات جدية وتطبيق قراراتها، وهذا يحتاج لجهد كبير، ولكن في نهاية المطاف يجب أن نجد قادة الاحتلال يقادون للعدالة الدولية، وأن يشعر جنرالات الاحتلال ومن أعطاهم الأوامر أنهم عرضة للملاحقة والاعتقال.
وشدد البرغوثي على ضرورة أن يتزامن عمل المحكمة مع حركة مقاطعة دولية لدولة الاحتلال حتى تجد نفسها معزولة.
بدوره، اعتبر القيادي الفلسطيني، طلعت الصفدي، في حديثه مع “المجتمع”، أن كافة الملفات المتعلقة بالجرائم الصهيونية هي مكتملة الأركان من الناحية القانونية، وهذه الملفات يمكن من خلالها إدانة الاحتلال على جرائم الحرب التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، لكن التخوف من ردود فعل الاحتلال وواشنطن حين يجد قادة الاحتلال أنفسهم تطاردهم العدالة الدولية، ولن تفلح واشنطن هذه المرة في حماية قادة الاحتلال الذين سيطاردون في كل دول العالم جراء المجازر والجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني.