يعيش الأويجوري عبد الأحد أحمد، منذ 18 عاماً في السويد، بعد أن لجأ إليها هرباً من البطش والمعاملة العنصرية التي يمارسها النظام الصيني ضد الأقلية المسلمة في إقليم تركستان الشرقية (شينجيانج).
غير أن أحمد ما زال فؤاده ووجدانه معلقين بأرضه وأهله الذين انقطع تواصله بهم منذ سنوات، خشيةً منه عليهم من قمع النظام الصيني لهم إذا ما اكتشف أمر تواصلهم مع الخارج.
وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الأويجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم “شينجيانج”، أي “الحدود الجديدة”.
عبد الأحد وهو أب لستة أبناء، يقول في مقابلة مع وكالة “الأناضول”: “لقد انقطعت سبل التواصل مع أهلي في تركستان الشرقية منذ عام 2014”.
ويضيف: “لم أكن أعرف عنهم (أهله) شيئاً إلى أن عثرت عن طريق الصدفة خلال تداول بعض الأصدقاء الأويجور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لمعتقلين في معسكرات الاعتقال بتركستان الشرقية”.
ويكمل: “عثرت على صورة لشقيقي عبدالله أحمد وهو بين العديد من نزلاء المعسكر النازي”.
وفي إشارة إلى صورة أخيه، يكمل أحمد، قائلًا: “في الصورة كما ترون صورة للمعتقلين وبينهم أخي عبد الله”.
ويتابع: “كما ترون أيضاً على يميني صورة لابنة أختي مبارك أحمد، كانت تعيش مع زوجها وأولادها في تركيا وقد سافرت لتفقد أهلها في تركستان الشرقية غير أنها لم تعد إلى الآن”.
ويوضح الرجل قائلًا: “علمنا فيما بعد أن السلطات الصينية اعتقلتها وهي تتواجد في معسكرات التأهيل (وفق ما تطلق السلطات الصينية على معسكرات الاعتقال الجماعي)”.
ومطلقًا مناشدة، يقول أحمد: “من هنا أطلب من السلطات الصينية إطلاق سراح أخي عبدالله وابنة أختي مبارك لأنهما لا يحتاجان إلى التأهيل أو التدريب المهني في تلك المعسكرات التي يطلق عليها النظام بمعسكرات التأهيل أو التدريب المهني”.
“فابنة أختي مبارك ليست بحاجة إلى أي تدريب، لأنها أصلاً تعيش في تركيا ولديها عملها ودراستها هناك”، هكذا يكمل.
ويردف قائلًا: “أخاطب النظام الصيني، ما ذنب هؤلاء المعتقلين في معسكراته والبالغ عددهم ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين مسلم أيجوري”.
“هل ذنبنا أننا استقبلناكم عندما دخلتم إلى بلادنا كغزاة، هل ذنبنا أننا فتحنا أبوابنا وأبواب خيراتنا أمام الصينين ونظامهم”، وفق تعبيره.
ويخاطب أحمد السلطات الصينية قائلًا: “أيها الصينيون، نحن لسنا إرهابيين كما تدعون، بل أنتم الإرهابيون، تقتلون وتسجنون الشعوب بحجة أنهم يملكون سكاكين في منازلهم يستخدمونها في المطابخ”.
ويضيف بحرقة: “غير أنكم تتذرعون بها لسجننا وإلصاق تهم الإرهاب بنا، فتقومون بترقيم تلك السكاكين وربطها بسلاسل كي لا تخرج خارج المنزل”.
ويتساءل الرجل مستنكرًا: “هل يعقل أن يتم اعتقال الملايين من أبناء شعبي على خلفية هذه التهم البليدة؟”.
وفي أغسطس 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الأويجور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
وفي 17 نوفمبر الماضي، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً كشف وثائق حكومية صينية مسربة احتوت تفاصيل قمع بكين لمليون مسلم من “الأويجور” ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال إقليم تركستان الشرقية.
وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الأويجور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5% من السكان.