ماذا بعد الانتخابات البريطانية؟

استطاع حزب المحافظين البريطاني برئاسة رئيس الوزراء بوريس جونسون تحقيق نجاح باهر بنتائج الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت الخميس 12 ديسمبر.

ولا يعني هذا النجاح أن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي أواخر شهر يناير المقبل، فبالرغم من حصول جونسون على أصوات تؤهله الاستمرار لتحقيق هدفه مغادرة بروكسل، فإن هناك داخل حزب المحافظين وكتلتهم بالبرلمان من يعارض إلغاء عضوية بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى جانب أحزاب استطاعت تحقيق نسب جيدة أكثر من حزب العمال تعارض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ونجاح المحافظين بالانتخابات ليس حباً وتأييداً لجونسون، بل ضد زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، فزعيم الحزب لم يبد عاطفة تُذكَر تجاه الاتحاد الأوروبي، فهو بالرغم من وضعه وكتلته عوائق حالت دون إتمام صفقة مغادرة بروكسل، فإنه وكتلته لا يملكون خططاً تنهي أزمة مغادرة بروكسل.

ولا يعتبر خسارة “العمال” الانتخابات البرلمانية مأساة، فالأحزاب الاشتراكية في أوروبا تعاني منذ أكثر من عشرة أعوام تراجعاً في شعبيتها، في ألمانيا وفرنسا والنمسا ودول بني لوكس (هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج) وغيرها؛ إذ لا تملك هذه الأحزاب خططاً تنهي الأزمات الاقتصادية والنزاعات السياسية في أوروبا والعالم، الأمر الذي ساهم بصعود قوة الأحزاب الشعوبية المعادية للاتحاد الأوروبي، هذه الأحزاب تحكم حالياً دول منطقة فيزاجراد (التشيك وبولندا وهنغاريا) المعادية للاتحاد الأوروبي بالرغم من عضويتها فيه.

ولا يعني نجاح حزب المحافظين أن رئيس الوزراء البريطاني جونسون قد كسب عصا سحرية قوية تؤهله الخروج من الاتحاد الأوروبي نهاية يناير المقبل بدون عوائق، فتمديد تأجيل الخروج وارد أيضاً، وربما يتم دعوة الشعب البريطاني للإدلاء بصوته حول مغادرة بروكسل أو البقاء فيها.

Exit mobile version