الفلسطينيون يتنفسون الصعداء بعد تجديد الأمم المتحدة التفويض لـ”الأونروا”

– أبو هولي: تجديد التفويض يمثل غطاء وحماية سياسية ومالية لـ”الأونروا”

– خلف: تجديد التفويض صفعة لواشنطن والصهاينة وانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني

– “حماس”: انتصار للحق الفلسطيني ويظهر زيف الرواية الصهيونية والأمريكية

 

شكل تجديد التفويض لـ”وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا) من قبل الأمم المتحدة لثلاث سنوات قادمة انتصاراً لقضية اللاجئين الفلسطينيين بعد محاولات واشنطن والكيان الصهيوني التأثير على عملية التصويت من خلال الضغط على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعدم التفويض أو بتجديد التفويض لعام واحد فقط.

وهذا التصويت الكاسح في الجمعية العمومية للأمم المتحدة يمثل حفاظاً على حقوق اللاجئين الفلسطينيين، واستمراراً في عملها على الرغم من قطع واشنطن المساعدات عنها وانتقاداتها المستمرة لعملها، بل وأنها طالبت الدول بعدم تقديم المساعدات لها.

الفلسطينيون الذين خاضوا معركة ميدانية ودبلوماسية من أجل هذا التصويت شكروا كل الدول التي صوتت لجانب تجديد التفويض لـ”الأونروا” الذي يأتي في وقت حساس تمر به القضية الفلسطينية.

وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عدة أشهر مسيرات داعمة مؤيدة لتجديد التفويض لـ”الأونروا” التي تقدم خدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمسة في غزة والضفة ولبنان وسورية والأردن.

انتصار لقضية اللاجئين

رحب رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي بتصويت الجمعية العامة للأمم بالأغلبية الساحقة على قرار تمديد ولاية عمل “الأونروا” لثلاث سنوات جدد تبدأ من 30 يونيو 2020 إلى 30 يونيو 2023 دون إخلال بأحكام الفقرة (11) من قرار الجمعية العامة.

ولفت أبو هولي في بيان له إلى أن قرار تمديد ولاية عمل “الأونروا” صوت لصالحه 167 دولة، مقابل اعتراض 6 دول، هي: “إسرائيل”، كيرباتي، جزر المارشال، ولايات ميكرونيسيا المتحدة، أمريكا، كندا، وامتناع 7 دول عن التصويت: ناورو، روندا، دولة فانواتو، أستراليا، الكاميرون، جمهوريا أفريقيا الوسطى، جواتيمالا، وتغيبت عن جلسة التصويت 13 دولة.

وشدد أبو هولي على أن التصويت لصالح القرار بالأغلبية الساحقة تؤكد قوة الدعم السياسي التي تحظى به “الأونروا” في استمرارية خدماتها وفق التفويض الممنوح لها بالقرار (302) لحين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقاً للقرار (194).

وقال أبو هولي: إن الولايات المتحدة و”إسرائيل” تلقتا صفعة جديدة من المجتمع الدولي، مؤكداً في الوقت ذاته أن التصويت بالأغلبية الساحقة هو انتصار المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة ولحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وهزيمة للمشروع الأمريكي – الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.

وشكر أبو هولي الدول التي صوتت لصالح تفويض ولاية عمل “الأونروا” ولكل أحرار العالم التي وقفت مساندة وداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

صدق الرواية الفلسطينية

من جانبها، اعتبرت حركة “حماس” أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية، سيساهم في تحسين الأوضاع الإنسانية وتقديم الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وتعزيز قضية اللاجئين، وتدلل على صدق الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الصهيونية والأمريكية القائمة على التزييف والكذب، من خلال الترويج لمؤامرات تحاك ضد “الأونروا”.

وأشارت “حماس”، في بيان لها، إلى أن هذا يتطلب استمرار التحرك الفلسطيني ومن كل النخب والمكونات والمستويات في الداخل والخارج، وحراك عربي إسلامي دولي رسمي وشعبي ومؤسساتي لدعم عدالة القضية الفلسطينية في كل المحافل وإفشال كل محاولات قلب الحقائق والاعتداء على حقوق شعبنا العادلة والمشروعة.

في السياق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف لـ”المجتمع”: إن تصويت معظم دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجديد التفويض لـ”الأونروا” لمدة ثلاث سنوات قادمة، يعتبر انتصاراً للقضية الفلسطينية والثوابت وقرارات الأجماع الوطني المتمثلة بحق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ويمثل فشلاً للإدارة الأمريكية في محاولاتها للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والتاريخية.

وأوضح أبو يوسف أن واشنطن وضعت مجموعة من المخططات من أجل النيل من “الأونروا” بهدف تصفية حق العودة، وعمدت على تنفيذ بعضها ومنها قطاع المساعدات عنها، وإعادة تعريف كلمة لاجئ، والتشكيك في نزاهة عمل “الأونروا” من خلال اتهامها بقضايا فساد.

تشجيع دعم موازنة “الأونروا”

في سياق متصل، قال منسق دائرة اللاجئين في القوى الوطنية الفلسطينية محمود خلف لـ”المجتمع”: إن التصويت الكاسح لـ”الأونروا” هو ثمرة جهود مكثفة بذلت فلسطينياً وعربياً وإسلامياً من أجل إنقاذ “الأونروا” من مخطط التصفية الأمريكي الصهيوني، وتجديد التفويض 3 سنوات سيشكل حافزاً قوياً للدول التي سحبت تمويلها أو مترددة في استئناف عمليات الدعم والمساندة لـ”الأونروا” التي تحتاج سنوياً موازنة تقدر بأكثر من مليار دولار.

وأشار خلف إلى أن تجديد التفويض لـ”الأونروا” مثل صفعة قوية للإدارة الأمريكية التي استخدمت كل أساليب الضغط لمنع تجديد التفويض لـ”الأونروا”.

وأكد خلف أن تجديد التفويض لـ”الأونروا” يعد يوماً تاريخياً في قضية اللاجئين وانتصاراً للعدالة الدولية ولحملة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وتواجه تحديات جسيمة أبرزها التحديات المالية، فقد أنهت هذا العام بعجز في موازنتها يفوق 100 مليون دولار، إضافة إلى أن خدماتها المالية باتت مهددة بالتوقف وتحتاج إلى مزيد من الدعم والمساندة من الدول المانحة، حيث تعتمد “الأونروا” على هذا الدعم للاستمرار في خدماتها المقدمة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الوطن المحتل ومخيمات الشتات.

Exit mobile version