مستوطنة في قلب الخليل.. تداعيات خطيرة على مستقبل المدينة التاريخية

– أبو جابر: غلاة المستوطنين يريدون توجيه ضربة قاضية للتواجد السكاني للفلسطينيين في الخليل

– أبو سنينة: لن يكون هناك تواصل بين الأحياء في الخليل وستزداد وتيرة الاعتداءات من قبل المستوطنين

 

كشف البروفيسور إبراهيم أبو جابر، من الداخل الفلسطيني والمحاضر في جامعة النجاح، أن قرار نفتالي بينت، وزير جيش الاحتلال، بإقامة مستوطنة في منطقة قلب الخليل المعروفة بالحسبة وسوق الخضار القديم قرار خطير له تداعيات على كل المدينة التي اعتبرتها منظمة “اليونسكو” بأنها تراث مهدد من قبل الاحتلال.

وأضاف أبو جابر: بينت يريد أن يقدم أوراق اعتماد للمستوطنين بأنه قادر على إقامة مستوطنة في قلب مدينة لخليل وتهويد الحرم الإبراهيمي، فهذه المستوطنة المراد إقامتها ستعمل على التواصل بين البؤر الاستيطانية الموجودة وتقطيع أوصال الأحياء في مدينة الخليل وصعوبة التواصل فيما بينها.

وتابع: فغلاة المستوطنين في الخليل يريدون من وراء إقامة هذه المستوطنة توجيه ضربة قاضية للتواجد السكاني للفلسطينيين في قلب مدينة الخليل، فهناك أكثر من 2000 محل تجاري مغلق، وهناك أكثر من 120 حاجزاً يتم فيها تفتيش الفلسطيني وهو ذاهب للصلاة في المسجد الإبراهيمي، وكذلك طلبة المدارس والتجار والمواطنين، كما أن هناك تصاريح أمنية لأصحاب المنازل في قلب مدينة الخليل وكأنه يعيش في دولة أخرى عندما يريد التنقل.

القرار الأمريكي

ولفت أبو جابر إلى أنه بعد القرار الأمريكي من قبل وزير الخارجية في حكومة ترمب بشرعنة الاستيطان، تم اتخاذ قرارات خطيرة منها ضم الأغوار، وإقامة مستوطنة في قلب الخليل، وهذه القرارات ما كانت لتكون لولا القرار الأمريكي الأخير الذي نسف كل القرارات الدولية بشأن مصير الأراضي المحتلة.

وتابع قائلاً: يجب أن يكون هناك تصدٍّ واضح لمثل هذه المشاريع الخطيرة التي تؤدي إلى تغيير الواقع، فالاحتلال يعمل على المكان والبشر والتاريخ كي يستطيع السيطرة الكاملة.

واستطرد أبو جابر: لم يكن قرار بينت نابعاً من صلاحياته، بل بدعم من نتنياهو الهارب من ملفات الفساد بقرارات تلفت الأنظار عن فساده كضم غور الأردن وإقامة مستوطنة في قلب الخليل وجلب أكثر من 50 ألف مستوطن للحرم الإبراهيمي في أعيادهم واحتفالاتهم في الآونة الأخيرة.

مساحة المستوطنة

وقال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة في تصريح له معقباً على هذا القرار العنصري من قبل وزير الجيش الصهيوني بينت: إن مساحة المستوطنة المراد إقامتها في منطقة الحسبة أو سوق الخضار السابق خمسة دونمات، وإقامتها تعني الإبقاء على شارع الشهداء مغلقاً، ولن يكون هناك تواصل بين الأحياء في مدينة الخليل، وسوف تزداد وتيرة الاعتداءات من قبل المستوطنين على المواطنين.

وقال مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة: في الجمعة الـ13 لصلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي، حضر الآلاف من المواطنين لصلاة الفجر، ولم يكن هذا في السابق، فعندما شعر الأهالي بالخطر على المسجد الإبراهيمي من التهويد، حضر الآلاف من المواطنين لصلاة الفجر، ولم يتسع المسجد للمصلين؛ فكانت صفوف الصلاة خارجه تعلن إسلامية المكان.

Exit mobile version