تونس.. اتساع المشاورات لتشكيل الحكومة ضرورة أم مضيعة وقت؟

– بن عمر: المرحلة تتطلب حكومة سياسية يقودها سياسيون يتحملون مسؤولية القرارات التي يتخذونها

– الوريمي: رئيس الحكومة اتبع منهجية صحيحة بالاستماع للجميع وليس في ذلك مضيعة للوقت

– العبيدي: التشكيلة الحكومية التي سيعرضها الجملي ستحظى بالقبول

– الزاوية: المشاورات التي قام بها الجملي كانت في إطار المنطقي والمعقول ولم تحد عن الغرض منها

– العلوي: عمليات التفاوض التي أجراها الجملي لم تكن ضرورية في بعض جوانبها

– الجورشي: رئيس الحكومة المكلف توافرت له رؤية شاملة عن مجمل الأوضاع

– الحامدي: حكومة تضم الجميع ليس لها أي معنى وإنما حكومة برؤية سياسية واجتماعية واقتصادية واضحة

 

عبّر عدد من السياسيين والمحللين عن مواقف مختلفة حيال الفترة التي استغرقها رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، في المشاورات مع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية في البلاد منذ أسبوعين تقريباً، حيث هناك من اعتبرها ضرورية لبناء تصور شامل عن الإشكالات المطروحة والحلول الممكنة، وهناك من اعتبرها غير ضرورية وما كان لها أن تتجاوز من لديهم تفويض برلماني من قبل الشعب.

الخيط الناظم

وقال رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية سمير بن عمر، لـ”المجتمع”: لا نعرف الخيط الناظم أو المعايير أو المنهجية التي تقود عملية المفاوضات، وأعرب عن اعتقاده بأن حبيب الجملي تخطى أو غيّب بعض أحزاب الثورة التي لها تاريخ، كحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب الحراك، وحركة وفاء، بعلة أنها أحزاب غير ممثلة في البرلمان.

وأضاف: إن عملية المشاورات كانت غامضة لدرجة لم نعرف هل الحكومة ستكون حكومة ثورة أو حكومة ائتلاف برلماني.

وشدد على أن المرحلة تتطلب حكومة سياسية يقودها سياسيون يتحملون مسؤولية القرارات التي يتخذونها، لأن عملية الإصلاح لا يمكن أن يقودها غير السياسيين، كما أن وزارات السيادة تحتاج لرؤية سياسية لا تكنوقراط ولا سيما الداخلية والعدل.

مرحلة جديدة

من جهته، أوضح القيادي البارز في حزب حركة “النهضة” العجمي الوريمي، لـ”المجتمع”، بأن رئيس الحكومة المكلّف تخطى مرحلة المشاورات إلى مرحلة تشكيل الحكومة، ومن ثم عرضها على البرلمان للمصادقة عليها.

وتابع: استغرق رئيس الحكومة المكلّف نصف المدة الدستورية في المرحلة الأولى ومدتها شهر، وهو الآن بصدد ضبط القائمة النهائية لفريقه الحكومي، ولديه خياراته التي عبّر عنها، ومنها الانفتاح على الكفاءات في كل التخصصات ومن كل الأحزاب وخارج الأحزاب وأعني الشخصيات المستقلة، وأعرب عن اعتقاده بأن رئيس الحكومة اتبع منهجية صحيحة بالاستماع للجميع وليس في ذلك مضيعة للوقت، ولا يعني ذلك أنه سيشرّك الجميع، وإنما بنى من خلال المشاورات صورة كاملة عمّا يجب فعله والقيام به.

وعبّر الوريمي عن تثمينه لأحزاب ثورية غير ممثلة في البرلمان ولكن لها وزنها السياسي ولها مواقف معتبرة، ومن المهم أن تكون مساندة للحكومة ومساندة لبرامجها، رغم أنه لم يتم اللقاء بها أثناء المشاورات التي أجراها رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، بيد أن الوقت لا يزال فيه متسع للانفتاح على هذه الأطراف ويتدارك ما فاته في المرحلة الماضية.

وأشار إلى أن التحييد قد يشمل كل وزارات السيادة وقد لا يشملها كلها، وضرب مثلاً بوزارتي الخارجية والدفاع التي يتم التشاور بخصوص حقيبتيهما بين رئيس الحكومة ورئيس الدولة، أما وزارة العدل فينبغي عليها ألا تكون متحزبة، حتى وإن أشرف عليها وزير له انتماءات حزبية.

ظرف صعب

وأشار الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبدالله العبيدي إلى أن المشاورات التي أجراها الجملي بمناقشة قانون الميزانية، وقال لـ”المجتمع”: تزامنت المشاورات التي أجراها حبيب الجملي مع مناقشة قانون لميزانية لسنة 2020 لذلك بدت طويلة رغم أنها لم تتجاوز الأسبوعين تقريباً، وهذا كان له انعكاس على عملية الإسراع في تشكيل الحكومة، وكان المفروض أن يدافع عن الميزانية وزراء الحكومة الجديدة وليس وزراء الحكومة المتخلية أو تصريف الأعمال، ولم يبق منها سوى النصف تقريباً.

وأكد العبيدي أن التشكيلة الحكومية التي سيعرضها الجملي ستحض بالقبول؛ لأن النواب سيصوتون على بقائهم في نفس الوقت الذي يصوتون فيه على الحكومة، فهم لا يريدون إعادة الانتخابات.

أخذت وقتها

إلى ذلك قال رئيس الحزب الجمهوري الديمقراطي عصام الشابي، لـ”المجتمع”: إن المشاورات التي أجراها رئيس الحكومة المكلف حبيب الجملي، أخذت وقتها، لا سيما وأن الحكومة التي سيشكلها ستكون حكومة ائتلافية بامتياز.

رؤى مشتركة

ويرى رئيس حزب “التكتل” خليل الزاوية بأن المشاورات التي قام بها الجملي كانت في إطار المنطقي والمعقول ولم تحد عن الغرض منها، وتابع في تصريح لـ”المجتمع”: الفائدة في النجاعة، ولكن الأمر الذي لم يتضح بعد في ظل المشاورات الواسعة التي قام بها الجملي، هو عدم معرفتنا حتى الآن من سيكون في الحكومة ومن سيكون خارجها.

وأوضح بأنه بالإمكان تشكيل حكومة بدون التيار الديمقراطي وحركة الشعب، ولكنها ستكون ضعيفة، والمهم أن يكون هناك برنامج ثم تأتي الأسماء في المرحلة الثانية، وأن يعرف الجميع في أقرب وقت الأطراف التي ستشكل الحكومة.

مشاورات موسعة

من ناحية أخرى، قال القيادي في “ائتلاف الكرامة” عبداللطيف العلوي، لـ”المجتمع”: إن عمليات التفاوض التي أجراها حبيب الجملي لم تكن ضرورية في بعض جوانبها، حيث شملت من هب ودب، وكثير من الأسماء التي ليس لديها أحزاب وليس لديها تكليف برلماني ولا حضور سياسي.

ويرى العلوي بأن الأطراف الممثلة في البرلمان بأوزان مختلفة هي المعنية بدرجة أولى بتشكيل الحكومة، وعبّر عن رفضه لتشريك أطراف غير ممثلة في البرلمان لا سيما الأطراف التي كانت محسوبة على الثورة ولكن ظهر أن لها اتجاهات أخرى.

عامل الكفاءة

ويرى المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي أن المشاورات التي قام بها حبيب الجملي مهمة وضرورية.

وشدد الجورشي على أن رئيس الحكومة المكلف توافرت له رؤية شاملة عن مجمل الأوضاع، وبقي أن يعلن للجميع نتائج هذه المشاورات ليكون الجميع على بيّنة مما جرى وما سيجري.

وضوح الرؤية

ووصف القيادي بالتيار الديمقراطي محمد الحامدي المفاوضات بأنها كانت متسعة كثيراً، وأعرب في تصريح لـ”المجتمع” عن أمله في أن تكون المشاورات قد أوضحت لرئيس الحكومة المكلف الطريق الذي يجب السير فيه، وهو ما ننتظره في الأيام القادمة أثناء المفاوضات بعد المشاورات.

Exit mobile version