عصابة “تدفيع الثمن” الصهيونية تنكل بالفلسطينيين دون رقيب أو حسيب

تزايد عمليات عصابة “تدفيع الثمن”، الذراع الضاربة لقطعان المستوطنين في الضفة والداخل الفلسطيني، أصبح كابوساً يقلق الفلسطينيين، لأنهم بنك أهدافهم.

في بداية العام الحالي وحتى كتابة هذا التقرير، ذكرت مصادر فلسطينية أن وتيرة الأعمال الإرهابية التي نفذت من قبل عصابة تدفيع الثمن زادت بنسبة 71% عن العام الماضي، في زيادة مرعبة طالت معظم المناطق، وطالت الحجر والشجر والبشر.

في بلدة جلجولية في المثلث الجنوبي في الداخل عام 1948، أقدم أفراد عصابة تدفيع الثمن على عطب أكثر من 84 مركبة دفعة واحدة؛ ما أدى إلى حالة غليان في البلدة، ولم تحرك الشرطة ساكناً سوى فتح محضر “روتيني”، كما أفاد المجلس المحلي في جلجولية.

أما في قرى شمال الضفة الغربية، فأكثر من 44 بلدة وقرية كانت مسرحاً لعمليات عصابة تدفيع الثمن، فوتيرة الأعمال الإرهابية طالت المنازل والمركبات والشجار، ففي قرية عورتا نفذ المستوطنون عمليات تخريب جماعية لمركبات البلدة، وكذلك في قرى سلفيت.

يقول سامر ريان، رئيس بلدية قراوة بني حسان: إن الأعمال الإرهابية للمستوطنين زادت في البلدة بصورة واضحة، ففي أقل من أسبوع تم عطب إطارات سيارات وحرق “بركس” للأغنام، وهذا لم يكن في السابق، وتسجيل هذه الحوادث في مدة قصيرة يدلل على مخطط معد مسبقاً، ويتم التخطيط جيداً لتنفيذ العمليات الإرهابية، فحرق “البركس” كان وقت صلاة الجمعة، والعملية الثانية جاءت بتسلل من مناطق فرعية، حيث توقع الجميع أن يأتوا من المدخل الرئيس، إلا أنهم نفذوا عملياتهم من مداخل فرعية، حتى لا يكتشف أمرهم وتتم مطاردتهم، وعند إبلاغنا عن العمليات الانتقامية لشرطة الاحتلال كان الموقف من قبل الشرطة توثيق العملية ضد مجهول.

فيما يقول سمير سعد، رئيس مجلس محلي قرية عورتا: بشكل يومي يكون هناك عمليات للمستوطنين في القرية والمناطق المجاورة، فمدخل القرية يجاور مدخل مستوطنة إيتمار، وهنا تكمن الخطورة، فهم يتحركون بحماية من الجيش، والفلسطيني ملاحق من الجيش والمستوطنين معاً.

ضوء أخضر

وتحدث مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس عن عمليات عصابة تدفيع الثمن قائلاً: هناك دولة المستوطنات تضغط على دولة الاحتلال، فلا يوجد رادع ولا قانون يمنع عصابة تدفيع الثمن من تنفيذ أعمالها الإرهابية، وهذا هو عبارة عن ضوء أخضر لهم للاستمرار في عمليات التنكيل.

أما المتضرر جبريل زيادة من قرية “مأدما” قضاء نابلس يقول: المستوطنون يعيشون في فترة ذهبية، فكل التسهيلات تعطى لهم، والمقابل الفلسطيني يدفع الثمن على مرأى ومسمع جيش الاحتلال الذي يدعي أنه يحافظ على القانون وحماية الممتلكات أمام العالم لتزوير الحقائق على الأرض.

ويشير المختص محمد زيد بالشأن الاستيطاني إلى أن عصابات تدفيع الثمن عند تنفيذها العمليات يكون لها رسائل؛ الأولى ألا يشعر الفلسطيني بالأمن والأمان، ويبقى الخوف والأرق ساكناً في قلبه، أما الرسالة الثانية فهي تكون من خلال الشعارات التي يتم خطها على الجدران والممتلكات المستهدفة، وتحمل في طياتها الموت والقتل والذبح للفلسطينيين، وأن عليهم الرحيل.

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه إلى تفعيل لجان الحراسة الليلية عل مداخل القرى والبلدات الفلسطينية حتى لا يتمكن أفراد عصابة تدفيع الثمن من تنفيذ عملياتهم الإرهابية.

وحركة “تدفیع الثمن” هي وليدة الحركة الصهيونية اليمينية المتطرفة المتمثلة في حركة “غوش أمونیم”، الحركة التي تنادي بالتطهير العرقي للعرب وإقامة “الهيكل المزعوم” في موقع المسجد الأقصى.

Exit mobile version