خليل الحية: لم يُطرح على “حماس” هدنة طويلة الأمد بغزة

نفى نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بغزة خليل الحية، أن يكون عرض على حركته هدنة طويلة الأمد أو تمت مناقشاتها في الأروقة الداخلية للحركة، مؤكدًا أنه لا يوجد عاقل يمكن أن يذهب لها.

وقال الحية، في لقاء متلفز عبر فضائية “فلسطين اليوم”، مساء أمس الثلاثاء: إن “الهدنة طويلة الأمد يطرحها فريقان: الأول الاحتلال، وفريق آخر من المحسوبين على سلطة أوسلو، ويطرح ذلك من باب المشاغبة وإثارة الضباب على موقف الحركة والفصائل”.

وقال: “ننفي أن يكون معروضًا علينا أو نناقش في الأروقة الداخلية على هدنة طويلة الأمد، فآذاننا لا تستوعبه، فالاحتلال لم يحترم تهدئة بسيطة (تفاهمات)، وللأسف الاحتلال يراوح المكان فهل يمكن أن نجد عاقلا يمكن أن يذهب لهذا الموضوع”.

وحذر الحية من أنه “إذا بقي الحصار فالانفجار قادم لا محالة، فلن نقبل أن يبقى الحصار بهذه الطريقة وعلى المحاصرين أن يسمعوا ويدركوا العواقب الوخيمة ويتحملوا مسؤولية حصارهم فلن نقبل أن يموت شعبنا”.

زيارة هنية للقاهرة

وحول زيارة قائد “حماس” إسماعيل هنية التي بدأها أمس، أوضح الحية أنها جاءت بدعوة رسمية من القاهرة متزامنة مع دعوة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.

وبين أن هناك جدول أعمال للزيارة حيث سيتم بحث الشأن الفلسطيني.

وأكد “وجود حظ وافر لموضوع الانتخابات الفلسطينية بهذه اللقاءات مع المسؤولين المصريين وقيادة حركة الجهاد الإسلامي، وكيف تكون الانتخابات داعمة للمشروع الوطني الفلسطيني وصولاً لانتخابات المجلس الوطني وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية”.

وأوضح الحية أنه سيتم في القاهرة بحث التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والتوجهات الأمريكية ضدها واستمرار السياسة الإسرائيلية بإبقاء الحصار على قطاع غزة وتغول الاحتلال على شعبنا.

ولفت إلى أن حركته تتابع مع مصر استمرار تفاهمات وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها مع الكل الوطني الفلسطيني برعاية القاهرة، ثم تفاهمات تخفيف وإنهاء الحصار.

وحول إمكانية خروج هنية بجولة خارجية، ذكر الحية أن هذه القضية ستكون إحدى القضايا التي ستكون مع المسؤولين المصريين، معرباً عن أمله في أن تتذلل القاهرة أي عقبات أمام جولة هنية الخارجية.

“حماس” و”الجهاد”

وبشأن العلاقة مع حركة “الجهاد”، نفى الحية ما يذكره البعض بوجود ندوب بينهما.

وأكد أن العلاقة “أعمق وأمتن مما يتصوره الناس، فهي علاقة أخوة دم ودين وعقيدة ووطن ومقاومة”.

وأضاف: جمعتنا المحاريب والخنادق والسجون، وإن شاء الله تجمعنا النصر والشهادة والجنان، وهذه رسالة لكل المحبين للمقاومة ولـ”حماس” و”الجهاد”.

ولفت الحية إلى أنه قد تظهر بعض التباينات في مرحلة من المراحل، “لكن أي اجتهاد لا يعني وجود خلافات”، مشيرا إلى وجود اجتماعات دورية بين قيادة الحركتين.

وشدد على عمق العلاقة التاريخية والأبدية والمستقبلية بين الحركتين ومع الكل الوطني.

وأضاف: “هذه علاقة متينة؛ وهي علاقة الأخوة والتفاهم الكامل بالإستراتيجيات في مشروعنا الوطني والمقاوم والتكتيكات حتى نضرب عن قوس واحدة في الموقف السياسي والميداني”.

ولفت إلى أن وجود قيادة الحركتين في القاهرة سيتوج اللقاءات التي عقدت في الخارج وقطاع غزة مؤخرًا ويرسم الإستراتيجيات التي تمت.

وأكد الحية تمسك حركته بالمقاومة ومشروع تحرير فلسطين، مشيرًا إلى خوض 13 مواجهة مع الاحتلال خلال العامين الماضين.

وأضاف: “هذه كنا مع بعضنا بنسب 90% أو 70% أو50%، وهذه تكتيكات الميدان”.

وقال: “كل ما نفعله على الأرض داعم للمقاومة، فمن يحتضن كل فصائل المقاومة ويمد كل أذرعها بما تحتاج من قدرات بما يستطيع؟!”.

وجدد على التمسك بمسيرات العودة والدفاع عن المشاركين بها، مضيفًا “سنبقى مدافعين عن المشاركين بالمسيرات وبالتوافق، والمسيرات مستمرة ولها أهدافها المتعددة السياسية والميدانية والوطنية وعلى صعيد كسر الحصار”.

الانتخابات

وعلى صعيد الانتخابات، أكد الحية أن حركته ذللت “كل الصعاب والعقبات، والعهدة الآن عند (رئيس السلطة محمود) عباس”.

وتساءل: “ما الذي يؤخر إصدار عباس مرسوم إجراء الانتخابات؟”.

وأضاف “اتفقنا مع كل الفصائل، ووافقنا على الانتخابات التشريعية والرئاسية بمرسوم رئاسي واحد يكون منها 3 أشهر، وهذا ما حمله رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر”.

وأردف الحية “قدمنا التسهيلات والمرونة للوصول إلى المجلس الوطني، وقادرون على إزالة كل العقبات، فهذه الانتخابات فرصة وطنية لتوحيد الشعب الفلسطيني لنصل لإستراتيجية وطنية عبر صندوق الاقتراع”.

وشدد على ضرورة الوصول إلى صندوق الاقتراع “ونحن متوافقون، لنعقد اجتماعا وطنيا للاتفاق”.

وخاطب الحية رئيس السلطة محمود عباس “أصدِر المرسوم الرئاسي وفد ما تم التوافق عليه، ولنعقد اجتماعًا وطنيًّا للاتفاق، ولنواجه الاحتلال معا ونؤسس لشراكة وإستراتيجية وطنية معنا”.

ولفت إلى أنه “من السهل التوافق على كل القضايا إذا ما توافرت النوايا”، معرباً عن أمله في أن يحسم عباس قضية المرسوم الرئاسي.

وأشار الحية إلى أن حماس تريد الدخول والمشاركة في الانتخابات من باب الشراكة بعيدًا عن سياسة التفرد عبر وجودنا في السلطة وحمايتها من الفساد والتنسيق الأمني.

وأضاف: “حماس” قدمت نموذجًا لم تقدمه أي حركة تحرر وطني ونقول للآخر: تعال لنكون شركاء ليكون لنا حكومة بعيدة عن الفساد مكونة من كفاءات وبشراكة وطنية ومجلس تشريعي من غالبية وطنية تحمي الثوابت والمقاومة ومراقب على الحكومة ولا تؤسس للفساد، وهذه الانتخابات توصلنا للمجلس الوطني.

المستشفى الأمريكي

وحول الانتقادات التي توجهها السلطة الفلسطينية لإقامة المستشفى الميداني الأمريكي شمال قطاع غزة، قال الحية: “للأسف السلطة الفلسطينية ورموزها يجب أن يسكتوا”، متسائلاً: “من يتحدث عن أي فرجة لرفع الحصار الصحي والاقتصادي وهو يشارك عليه أن يسكت”.

وقال الحية: “نحن (السلطة) ارتمينا في أحضان الأمريكيين وجعلناهم وسطاء وحلفاء ونأخذ منهم الأموال للأجهزة الأمنية”.

وتساءل: لمن يطرح تخوفات أمنية حول المرضى، قال الحية: “السلطة تحول المرضى لمستشفيات الاحتلال، فأيهما أخطر أن يذهب المريض إلى المستشفيات الصهيونية دون رقيب ولا حسيب أم هذه المستشفى المقامة على أرض غزة وهي تحت السيطرة”.

ورأى الحية أن “هذه المستشفى فكرتها أبسط مما يظنه الناس”، عادًّا كل الذين يشاغبون عن المستشفى بأنهم “لا يريدون أن يخفف الحصار، رغم أن هناك أصواتاً صادقة لها الحق”.

وأوضح أن الفصائل طالبت بتفاهمات كسر الحصار كسراً للحصار الصحي حيث لا تدخل السلطة الفلسطينية المواد والمستلزمات الطبية”، مؤكدا عدم وجود أي ثمن أو شروط لهذا المستشفى.

وبين الحية أنه “نحن من سيحول له المرضى وهو تحت سمعنا وبصرنا دون تفصيل”.

وقال: “إذا قدم المستشفى خدمات طبية بلا أثمان أمنية سنقدم له الشكر، وإذا وجدنا أي إخلال بمصالحنا الوطنية والأمنية سنطلب منه المغادرة”.

الممر المائي

وشدد الحية على أن حركته، لم نطلب شيئًا لغزة وحدها في كل الحوارات، إنما نطلب معبرًا مائيًّا ومطاراً لغزة والضفة الغربية.

وقال القيادي في “حماس”: إن حركته “تطرح ممراً مائياً بأي صيغة كانت؛ من أجل أن ينتقل الشعب الفلسطيني إلى العالم بحرية، ولا يمكن أن نقبل أن يبقى شعبنا محاصراً في سجن غزة”.

وأضاف: “نحن طرحنا عدة أفكار حول الممر المائي، ونريد أن نخرج من غزة ومن الحصار إلى كل العالم، ومن حق الشعب في الضفة والقدس وغزة أن يتنقل بحرية”.

واستطرد الحية قائلاً: “فليرفع الحصار عنا والسفر بأريحية عبر كل المعابر، ولا حاجة لنا بالممر المائي (..) نحن نطالب بحقوقنا الطبيعية”.

Exit mobile version