احتجاجات لبنان تتواصل.. ودعوات لإضراب وعصيان مدني

يواصل اللبنانيون اليوم الإثنين، ولليوم الأربعين، احتجاجاتهم المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط والعمل على معالجة الأوضاع الاقتصادية السيئة.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الليلة الماضية دعوات للإضراب العام وإقفال الطرق اليوم في مختلف المناطق اللبنانية بمناسبة “أربعينية الحراك”، وكذلك تصاعدت دعوات من ساحة الشهداء عبر مكبرات الصوت للعصيان المدني.

ونقلت “الوكالة الألمانية” عن صحيفة “الجمهورية” اللبنانية بياناً عن الحراك في طرابلس وعكار وصيدا ومناطق أخرى، طلب من اللبنانيين في مختلف مناطقهم إغلاق كل مؤسسات الصيارفة، وأن يكون صباح اليوم “يوم غضب وإقفال لكل المؤسسات حتى تأليف حكومة اختصاصيين”.

وعلى وقع هذه الدعوات، بدأ ليلاً إقفال الطرق في عدد كبير من المناطق.

وشهدت الساعات الأولى من صباح اليوم قيام عدد من أنصار حركة “حزب الله” وحركة “أمل” بالاعتداء على المتظاهرين قرب جسر الرينغ وسط العاصمة اللبنانية بيروت.

هدوء حذر

وبحسب وكالة “الأناضول”، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت صباح اليوم، هدوءاً حذراً عقب مواجهات ليلية بين مناصرين لـ”حزب الله” وحركة “أمل”، ومتظاهرين قطعوا جسر فؤاد شهاب (الرينغ)، وسط دعوات من ناشطين لتنفيذ إضراب عام.

وذكرت الوكالة أن مواجهات دارت في ساحة رياض الصلح وجسر الرينغ وسط بيروت، بين مناصري “حزب الله” و”أمل”، أسفرت عن إصابة 10 أشخاص بجروح، قبل أن تسيطر القوى الأمنية على الموقف، وفق المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني.

وأفادت أن الخلاف جاء نتيجة اعتبار العناصر الحزبية الثورة سبب أزمة لبنان، وأن القوى الأمنية تدخلت على الفور للفصل بين الطرفين.

وبدت حركة الشارع في العاصمة اللبنانية طبيعية؛ إذ فتحت المصارف أبوابها كما المدارس رغم دعوات الإضراب.

إلى ذلك، تم قطع بعض الطرقات بالإطارات المشتعلة في مدينة بعلبك (بقاع لبنان) في ساعات الفجر الأولى ثم أعيد فتحها من قبل الجيش.

كما فتح الجيش الطريق الرئيس في الشوف (محافظة جبل لبنان)، والطريق الرئيس في منطقة جونية (شمال بيروت).

ووصلت قوة من الجيش اللبناني في هذه الأثناء إلى مدخل مدينة طرابلس الشمالية حيث يعمل أحد الضباط على التفاوض مع المواطنين لإعادة فتح الطريق.

ولا تزال الطريق الفرعية التي تربط طرابلس (شمال لبنان) بالعاصمة بيروت مقطوعة بالاتجاهين، وسبق أن قطعت ليلاً بالإطارات المشتعلة احتجاجاً لما حصل مع المحتجّين وسط بيروت.

كما قطع المتظاهرون الطريق في محلة القنطاري باتجاه الحمرا (غربي بيروت).

أمّا في صيدا (جنوب)، شلّ الإضراب العام المدينة تلبية لدعوة المحتجين في الساحات.

وفي صور (جنوب)، فتحت الإدارات الرسمية والخاصة أبوابها أمام المواطنين، بالإضافة إلى المصارف الّتي تتابع أعمالها بالشكل المعتاد.

وتندرج هذه التحركات في إطار ممارسة الضغط على السلطة من أجل تحقيق أهداف المحتجين، بما فيها استشارات نيابيّة فوريّة لتشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام مُحدّدة من خارج مكوّنات الطبقة الحاكمة.

وللشهر الثاني على التوالي تشهد البلاد حراكاً شعبياً يطالب بتشكيل حكومة تكنوقراط ترتكز مهمتها الأساسية في إجراء إصلاحات تنقذ البلاد من المأزق السياسي والاقتصادي.

ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية 1975 – 1990.

Exit mobile version