تحقيق صهيوني: عائلة السواركة تلقت قنابل بناء على معلومات استخبارية قديمة

عبث جيش الاحتلال بدماء الفلسطينيين وصل لحد القصف بناء على معلومات قديمة دون تحديث، واستقاء المعلومات من الناطق باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي، فالاستهتار وصل مداه، وشماعة الأمن المزعومة لم تعد تقنع صحافتهم العبرية، فعائلة السواركة تلقت قنابل موجهة من طائرات حربية مقاتلة من النوع الثقيل بناء على معلومات قديمة من قبل الاستخبارات العسكرية.

مذبحة عائلة السواركة وقبرهم الجماعي هز قلوب العالم، فالمشاهد عبرت عن وحشية احتلال لا يرحم.

اعتراف

اعترف جيش الاحتلال أن ثمانية من أفراد الأسرة الذين قُتلوا كانوا في مبنى لم يتم فحصه منذ عدة أشهر، وأنه لم يتم فحص وجود مدنيين في المنطقة قبل الهجوم.

في المنظومة الأمنية، أكدوا لصحيفة “هاآرتس” أن المبنى الذي كانت تقيم فيه الأسرة قد تمت الموافقة عليه سابقًا كهدف وفقًا للإجراءات المطلوبة، لكن لم تتم إعادة فحصه قبل الهجوم، كما أكدوا أن الفلسطيني الذي تم توزيع اسمه وصورته من قبل المتحدث باسم جيش الاحتلال، كشخص مرتبط بالجهاد الإسلامي غير صحيحة.

يُظهر تحقيق “هاآرتس” أن المبنى الذي كانت تعيش فيه العائلة في دير البلح -وفقًا لشهادة من سكان الحي، هو كوخ من الصفيح- تم تحديده قبل عدة أشهر من قبل “بنك الأهداف” التابع للقيادة الجنوبية بأنه “بنية تحتية للجهاد الإسلامي”.

عدم إجراء فحص

وأكد جيش الاحتلال أيضًا أنه لم يتم إجراء أي فحص في أي وقت بخصوص وجود مدنيين في مكان الحادث، وعلمت “هاآرتس” أن تحقيق الجيش قد كشف أن الهجوم لم يكن يهدف إلى اغتيال شخص في المنظمة، على الرغم من إعلان المتحدث باسم الجيش، ولكن لإلحاق أضرار بالبنية التحتية للجهاد الإسلامي على عكس الرسائل التي تنقلها إلى وسائل الإعلام بأنها هدف متحرك.

قنابل موجهة

وتم استلام الموافقة على إتلاف الهيكل والأهداف الأخرى باستخدام قنبلة “JDAM”، والمخصصة للطائرات المقاتلة، إنه نظام سلاح مركب على القنابل الجوية ويسمح بإطلاق نار دقيق إلى الهدف من خلال نظام الملاحة “GPS”.

وقال أحد الجيران للعائلة في محادثة مع “هاآرتس”: إن العائلة كانت تعيش في المجمع لسنوات عديدة، وأضاف: يمكنني أن أشهد شخصياً أنهم كانوا في هذه المنطقة منذ أكثر من 20 عامًا، وهم معترف بهم كأشخاص بسيطين يعيشون في المكان ويعيشون من رعي الأغنام وبعض المحاصيل الزراعية.

شهادات

كما شهد الجار في محادثة مع “هاآرتس” أن المجمع غير معترف به كمنطقة أمنية أو منطقة نشاط عسكري، ووفقاً له، على بعد مئات الأمتار فقط هناك موقع مألوف للجهاد الإسلامي هاجمه الاحتلال عدة مرات.

“هذه أسرة بسيطة جدًا وفقيرة تعيش يومًا بعد يوم في سقيفة فقيرة بدون كهرباء أو ماء، لقد عاشوا من قطعان الأغنام وكانوا يعرفون باسم البسطاء والفقراء”، شهادة أخرى لأحد سكان المدينة.

دفن جماعي

تم إحضار أفراد العائلة يوم الخميس الماضي للدفن في جنازة حضرها الآلاف من دير البلح، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، هناك خمسة أطفال بين الشهداء، والشهداء هم: رسمي أبو ملحوس (45 عامًا)، وابنه مهند (12 عامًا)، ومريم السواركة (45 عامًا)، ومعاذ محمد السواركة (7 أعوام)، وسيم محمد السواركة (13 عامًا)، ويسرى السواركة (39 عامًا).

بيان أدرعي الكاذب

عقب الهجوم، أصدر المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي، بيانًا ذكر فيه أن مسؤول الجهاد الإسلامي البارز قد قُتل كأكبر هدف في الجهاد الإسلامي ومسؤول عن وحدات الصواريخ في وسط قطاع غزة، كما تضمن إعلانه صورة له.

معلومة غير صحيحة

واعترف جيش الاحتلال بأن هذه معلومة غير صحيحة، فبعد طلب صحيفة “هاآرتس” من الجيش فيما يتعلق بمصداقية وهوية ذلك “المسؤول الكبير”، أكد مسؤولو الأمن أنهم لا يعرفون شخصًا يدعى “أبو ملحوس” على الإطلاق، ولا يعرف قسم المخابرات في الجيش أن أي شخص مسؤول عن نظام الصواريخ التابع للمنظمة يعرف بهذا الاسم.

وكشف التحقيق الذي أجرته صحيفة “هاآرتس” أن مصدر إعلان الجيش عن الاغتيال الكبير هو معلومات غير موثوقة جمعها المدعو أفيخاي أدرعي من الشبكات الاجتماعية.

واعترف الجيش بأن السلوك قبل النشر كان غير مهني، واعتمد على المعلومات على الشبكات التي تكون مصداقيتها مشكوكاً فيها، دون إجراء اختبار.

Exit mobile version