الإعلام العبري: نتنياهو يقاتل من أجل بقائه سياسياً

التصعيد الأخير على قطاع غزة ودمشق معاً، باستهداف الطيران الحربي الصهيوني كوادر سياسية وعسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في آن واحد، لم يكن وليد الصدفة، بل بتخطيط من رئيس وزراء دولة الاحتلال وقد تعثرت تشكيل الحكومة بعد انتخابات “إسرائيلية” ثانية.

نشرت صحيفة “هاآرتس” العبرية عدة تقارير ومقالات لمحرري الشؤون الفلسطينية والأمنية في الصحيفة، حول التصعيد الجاري في قطاع غزة منذ فجر يومين وأدى لاستشهاد 21 فلسطينيًا حتى كتابة هذه السطور.

ورأت الصحيفة في افتتاحيتها أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء المؤقت، يقاتل من أجل بقائه سياسيًا، ولذلك حتى لو كانت الاعتبارات أمنية فيما يتعلق بالأحداث الجارية بغزة، إلا أن الأسباب التي دفعت إليها لا يمكن فصلها عن الواقع السياسي.

وبينت أن بيني جانتس، زعيم حزب أزرق – أبيض والمكلف بتشكيل حكومة جديدة، يفهم هذا الطرح الذي يحاول تثبيته نتنياهو، مشيرةً إلى أن الأخير يحاول منع تشكيل حكومة أقلية في “إسرائيل” بدعم من القائمة العربية لجانتس، وهو الأمر الذي أصبح غير مناسب بعد الهجوم، وزاد من فرص تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل أكبر.

واعتبرت الصحيفة خروج كل من رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك نداف أرغمان مع نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك حول الأحداث بغزة، بأنها بمثابة محاولة لمساعدة نتنياهو بأن الهجوم في غزة لا علاقة له بالوضع السياسي.

وفي تقرير آخر، رأت الصحيفة أن اغتيال بهاء أبو العطا، القيادي في الجهاد الإسلامي، لن يؤثر كثيرًا على الحركة، معتبرةً أن اغتياله قد يؤدي في الفترة المقبلة إلى إعادة ترتيب الأوراق ومنها إعادة الهدوء بشكل آخر.

وقال المحلل السياسي من الداخل الفلسطيني إبراهيم أبو جابر والمحاضر بجامعة النجاح لـ”المجتمع”: نحن أمام مشهد يتم استخدام الدم الفلسطيني من أجل لعبة الانتخابات السياسية في “إسرائيل” ونتائجها وتفاصيلها المعقدة، فنتنياهو يعلن أن استهداف قائد عسكري من الجهاد سيكون لها تأثير على أمن المنطقة، وهذا تضليل مقصود.

وأضاف: معروف عنه أنه مراوغ، وأكثر رئيس وزراء في دولة الاحتلال مكث في هذا المنصب منذ تأسيس الدولة العبرية، ويستخدم الأمن شماعة لبقائه، حتى إن نجله يائير غرد على “تويتر”، وقال: إن دولة “إسرائيل” لم تكن دولة متقدمة قبل والده، وكان فيها برتقال فقط، وأيام والده أصبحت دولة متقدمة ولها علاقات مع دول عربية وازنة، وهذه التغريدة أثارت الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفوه ووالده بالثعلب الماكر الذي يستخدم مقدرات الدولة العبرية من أجل بقائه، ويستخدم الحروب للهروب من مصيره المحتوم.

ويرى أبو جابر أن الجولة الأخيرة من التصعيد العسكري لن تنقذ نتنياهو؛ لأن المقاومة في غزة قد أعطته درساً قاسياً من خلال بقعة الزيت التي غطتها الصواريخ والهلع والشلل الذي حل بالدولة العبرية، وسيدفع نتنياهو ثمن التصعيد في الأيام القادمة، فحكمة المقاومة وردها الفوري والموجع سيجعل وضعه محرجاً.

Exit mobile version