غزة.. “عريسان” يُزفان للشهادة قتلهما الاحتلال في العدوان

لم يعلم الشهيد عبدالله البلبيسي (26 عاماً) أنه بعد خمسين يوماً من زفافه سيزف شهيداً ويحمل على الأكتاف، بعد أن حمله الأحبة والأصدقاء في حفل زفافه في 19 سبتمبر الماضي.

حالة من الصدمة والذهول تعيشها أسرة الشهيد البلبيسي كما عائلات شهداء غزة الذين يسقطون في العدوان المتواصل على قطاع غزة المحاصر الذي تسبب في سقوط العشرات من الشهداء والجرحى وإلحاق دمار بممتلكات الفلسطينيين، من خلال استهداف المنازل والبنايات السكنية.

الشهيد عبدالله البلبيسي وهو من سكان عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة، باغتته طائرات الاحتلال بعدة صواريخ وحولّت جسده إلى أشلاء، ليضاف إلى قائمة شهداء غزة في الجريمة الصهيونية المتواصلة على القطاع.

لحظات استشهاد العريس الشهيد

ويروي محمد البلبيسي، أحد أقرباء الشهيد العريس، كما يقولون عنه، لحظات تلقيه نبأ استشهاد عبدالله، فيقول لـ”المجتمع”: سمعت صوت انفجار في الجهة الجنوبية من عزبة بيت حانون، وتصاعد الدخان من المكان، وسمعت بعد القصف سيارات الإسعاف، وبعد دقائق اتصل بي أحد الأصدقاء أخبرني أن عبدالله استشهد هو وصديق له في القصف، لم أصدق الأمر، وأصبت بحالة من الذهول، وتوجهت على الفور برفقة الأقارب إلى مستشفى الإندونيسي قرب مدينة الشيخ زايد.. وتوقف عن الحديث.. وقد سالت الدموع من عينيه؛ وجدت عبدالله شهيداً.. عبدالله لم يفرح بزواجه، هذا احتلال مجرم.

وبالقرب من منزل الشهيد عبدالله كتب عبارات على الجدران: ألف مبارك عرسك يا عبدالله.. واستبدلت على الجانب الآخر إلى عبارات “نزف عبدالله إلى الجنة شهيداً”، إنها حكاية الموت التي يزرعها الاحتلال في غزة، فلكل شهيد حكاية ممزوجة بالألم، ستبقى ذكراها في نفوس الفلسطينيين الذين يواصلون الصمود في وجه الاحتلال الغاشم، الذي يلقي بحمم الموت بين الأزقة والشوارع في غزة.

الشهيد الضابوس عريس قبل شهرين

حكاية الشهيد العريس عبدالله ليست حكاية الموت الوحيدة لعريس فارق عروسة بعد وقت قصير من زفافه، فثمة عريس آخر ودع عروسه، وهو الشهيد إبراهيم الضابوس (26 عاماً) الذي تزوج قبل شهرين، واستشهد في غارة جوية على مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وما زال مسلسل جرائم الاحتلال متواصلاً، فالشهداء يسقطون تباعاً في القصف الذي طال كل مكان من قطاع غزة المحاصر، فالانفجارات العنيفة التي تسمع في كل مكان في القطاع ناتجة عن الصواريخ التي تطلقها طائرات الاحتلال على المدنيين الآمنين؛ فتقتل وتدمر وتشرد، فيما يلتزم المجتمع الدولي الصمت على جرائم الاحتلال في القطاع المحاصر. 

Exit mobile version