زهير الخطيب رئيس حزب «وعد» السوري: نؤيد عملية «نبع السلام»

الحزب يعمل على ترسيخ مبادئ الحرية التي من أجلها ثار الشعب والعدالة التي هي أساس الحكم.. ومعني بالقيام بمراجعات في الثقافة والتراث

المجتمع الدولي متخاذل في نصرة الشعب السوري

 

أكد محمد زهير الخطيب، عضو المجلس الوطني السوري، رئيس الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد)، أن الثورة السورية أثبتت وطنيتها وسلميتها ونجاحها في الفترة الأولى، واستطاعت كسب تعاطف وصداقة عشرات الدول والمنظمات، ثم جاء التدخل الدولي ليعقّد الأمر، ويؤخر النصر.
وأكد، في حواره مع «المجتمع»، أن مشكلة سورية ليست في الدستور، وإنما في نظام استبدادي أمني طائفي قمعي فاسد لا يؤمن بدستور، ولا يؤمن بحق الإنسان في الحرية والكرامة، وقد تطرق الحوار إلى حزب «وعد» ونشأته ومنطلقاته وأهدافه.
نريد نبذة عن حزبكم، وما ضرورة تشكيله؟
– حزب «وعد» تم تأسيسه في عام 2013م، وتم إشهاره عام 2014م بمحافظة إدلب داخل سورية، ليكون الحزب الوطني الجامع للشعب في سورية المستقبل، سورية النصر والحرية والكرامة.
وهو حزب وطني، عضويته مفتوحة لجميع السوريين الذين يؤمنون برؤيته ويلتزمون بمبادئه ولوائحه، ويعمل على ترسيخ مبادئ الحرية التي من أجلها ثار الشعب، والعدالة التي هي أساس الحكم، وذلك بالوسائل الديمقراطية التي توصل ممثلي الشعب إلى البرلمان بالانتخاب الحر النزيه، البرلمان الذي يعمل في ظل الدستور والقانون وتراث الأمة وثقافتها.
وهو حزب يقوم عليه أشخاص مؤتمنون صالحون يقودون الناس لا بالشعارات فحسب، بل بالعمل والقدوة الصالحة وتقديم الخدمات وتحقيق المصالح ونشر الوعي والمعرفة، والأخذ بأسباب الحضارة والتطور من كل مكان، والنهل من ثقافة وتراث الأمة العربية والإسلامية.
ولأن الشعب السوري يستحق أن يمثله حزب وطني وسطي قوي أمين يعمل على ترسيخ مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والعلم التنمية، ويحتكم إلى الدستور والقانون، ويرفض أساليب التغلب والاستحواذ والانقلابات والتطرف والاستبداد والظلم والفساد.
ولأن المستقبل في سورية للحياة السياسية الديمقراطية وحكم الأحزاب الوطنية المتنافسة التي ستصل إلى الحكم بإرادة الشعب وعبر صناديق الانتخابات الديمقراطية الحرة النزيهة، وذلك كما هو في جميع الدول المتحررة المتقدمة.
ما موقع «وعد» في الثورة السورية والحراك المجتمعي السوري؟
– اختار حزب وعد المرجعية الإسلامية الوسطية، فموقعه وسطي بين اليمين واليسار، وهو يستهدي بالآية الكريمة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة : 143)، فهو يرفض التطرف والتشدد، ويبتعد عن الإفراط والتفريط، ويرى أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه.
والحزب جزء من المجلس الوطني السوري والائتلاف، ولديه أعضاء في كل منهما، وهو صديق للأحزاب السورية الوطنية الديمقراطية، ويعمل على إيجاد توافقات وتقاطعات معها؛ مثل التجمع الديمقراطي السوري، ويرى نفسه في الأحزاب الوطنية الديمقراطية الناجحة؛ مثل حزب العدالة والتنمية التركي، وحزب العدالة والتنمية المغربي، وحزب النهضة التونسي.. مع محاولة تقديم نسخة مناسبة واقعية للوطن السوري تراعي تنوعه وتعدده الثقافي والقومي، وهو يرى أن من مهماته تقديم الخدمات للناس والدفع بعجلة التنمية والتطور، ونشر الوعي السياسي والديمقراطي، والعمل على ترسيخ مبادئ الحرية والعدالة التي تغيبت في فترة حُكم الظلم والاستبداد والفساد، وأنه ما لم ترافق الثورة نهضة أخلاقية حضارية فسيتأخر النصر.
هل تجدون ضرورة وجود أحزاب سياسية سورية وأنتم تمرون في هذه الظروف العصيبة؟
– نعم، هناك ضرورة لوجود الأحزاب السياسية في سورية لتملأ الفراغ السياسي الذي أحدثه الاستبداد في العقود الماضية، فسورية تعيش تصحراً سياسياً مُتعمداً، جعل الناس يكرهون السياسة، ويرونها شراً واستغلالاً وانحرافاً، بينما هي شرف وواجب لا بد منه لنهوض البلد، مع مراعاة بناء السياسي القوي الأمين؛ لتعود للناس ثقتهم بممثليهم الذين سيختارونهم بالانتخابات الحرة النزيهة.
ونحن نعلم أن المطلوب كثير وكبير، وثورة على جميع الأصعدة، ويجب أن تسير كلها نحو الأمام إلى أن يتحقق النصر بإسقاط منظومة الاستبداد والفساد، فالسياسة والأحزاب جانب من الجوانب لا يلغي الجوانب الأخرى، وليست بديلاً عنها، لكنه في لحظة التحول السياسي القادم سيكون مفصلياً في تحول البلد إلى النهج الوطني المدني التعددي التشاركي الديمقراطي.
إلى أي المرجعيات يستند حزبكم؟ هل يُمكن تصنيفه بأنه حزب إسلامي؟
– إننا نصف حزبنا بالحزب الوطني، ولا نصفه بالحزب الإسلامي؛ لأن أبوابه مفتوحة لكل المواطنين بمختلف أطيافهم الدينية والطائفية والقومية، ما داموا مؤمنين برؤية الحزب، ويلتزمون بدستوره ولوائحه.
ولكن مرجعية حزب “وعد” إسلامية وسطية، لا تأتي من الدعوة إلى الانقلاب والتغلب وفرض الأحكام، إنما تأتي من خلال نشر الوعي وطرح البدائل والاحتكام إلى الوسائل الديمقراطية وصناديق الاقتراع، ونشر العلم والحوار في المجتمع.
والمرجعية الإسلامية تراث وثقافة لكل السوريين، وخاصة الدعوة إلى الحرية والعدالة والأخوة والمساواة والحث على الأخلاق والإنتاج والعمل والعلم والإعداد والصدق والأمانة والتضحية، وليس من هذه المرجعية أبداً التطرف والجمود والتعصب والتقوقع والتخلف.
وعليه، فالحزب معني بالقيام بمراجعات في الثقافة والتراث تنفض عنه ما شابه وتطرحه بوجهه المشرق الذي يَألفُ ويُؤلف.
يؤخذ على حزبكم أنه حزب تابع لجماعة الإخوان المسلمين أو هو ذراع سياسية لها؟
– حزب «وعد» مستقل عن جماعة الإخوان، وعن غيرها، وليس ذراعاً لأي جماعة أو تنظيم، ساهمت في إنشائه جهات عدة، منها جماعة الإخوان، ولكن تم الاتفاق من اليوم الأول أنه حزب مستقل، وكان ما تم الاتفاق عليه، فنحن نعلم أن هناك نماذج من الأحزاب تكون ذراعاً لمنظمة أخرى؛ مثل جبهة العمل الإسلامي التي هي ذراع لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، لكن حزب وعد ليس كذلك منذ اليوم الأول لإنشائه، ومن المؤكد أنه مستقل إدارياً ومالياً، وفي فترة استلامي لرئاسة الحزب لم يدخل في ميزانيته أي مبلغ إلا من اشتراكات الأعضاء وتبرعاتهم.
ما موقفكم من الترتيبات الدولية والإقليمية التي تجري حول الحل السياسي للأزمة السورية وقضية اللجنة الدستورية، أليست محاولة للالتفاف على ثوابت وأهداف الثورة السورية؟
– أثبتت الثورة السورية وطنيتها وسلميتها ونجاحها في الفترة الأولى، واستطاعت كسب تعاطف وصداقة عشرات الدول والمنظمات، ثم جاء التدخل الدولي ليعقّد الأمر، ويؤخر النصر؛ فاستدعى النظام الاحتلال الإيراني، ثم الروسي، ودخلت أمريكا على الخط باحتلال شرق الفرات بالتعاون مع جماعات إرهابية انفصالية، وتحوّلت القضية من ثورة وطنية إلى نزاع إقليمي ثم إلى صراع دولي.
والمجتمع الدولي متخاذل في نصرة الشعب السوري الذي تدور بوصلته مع الحرية والعدالة والديمقراطية التي يمعن العالم في منعها عن سورية بإجحاف وظلم.
وما زال الشعب السوري يبحث عن حل سلمي يعيد له حريته وكرامته، ولم ينقطع الأمل في أن يقوم المجتمع الدولي بواجبه في توفير الأمن والحرية والديمقراطية لشعب بذل الغالي والرخيص في سبيلها.
أما عن اللجنة الدستورية، فإننا نعتقد أن المشكلة الجوهرية في سورية لم تكن في يوم من الأيام حول دستور أو انتخابات، بل كانت مشكلة نظام استبدادي أمني طائفي قمعي فاسد لا يؤمن بدستور ولا يؤمن بحق الإنسان في الحرية والكرامة، وسوف نبقى -بالتشارك مع الطيف الوطني الديمقراطي- نعمل على تقوية الموقف الوطني ودعم مؤسسات الثورة، والحفاظ على البوصلة الثورية والمسار السياسي الذي يحقق أهداف ثورة الحرية والكرامة في سورية.
برأيكم، ما الحل الأمثل للقضية السورية؟
– الحل الأمثل هو حصول الشعب السوري على حريته واستقلاله من الاحتلالات الداخلية والخارجية، وأن يعود مستقلاً موحداً موفور الحرية والكرامة، وفاتح الباب أمام الحياة السياسية والحزبية ليقول الشعب كلمته في دستوره وبرلمانه وقيادته، ولا بد لتحقيق ذلك من توحد الشعب السوري حول ثورته، وتعاون قوى الخير في العالم على إنهاء مأساته.
ما موقف حزبكم من عملية «نبع السلام» التي تجري في الشمال السوري؟
– نحن في الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) نعلن تأييدنا التام لعملية «نبع السلام» التي بدأتها قوات الجيش الوطني السوري بالمشاركة مع القوات التركية الصديقة، ونقف مع كل قوى الثورة السورية الشريفة، ومع الإخوة الأكراد في جبهة العمل الوطني لأكراد سورية، وتجمع كرد سورية الأحرار، والمجلس الوطني الكردي، وغيرهم من المؤسسات السورية الكردية التي تعلن تعارضها التام مع فكر ومنهج التنظيمات الإرهابية والانفصالية المتمثلة بمليشيات الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابية التي تريد تقسيم الوطن السوري على أساس عنصري، وحكمه بالتطرف والاستبداد.
وانطلاقا من مبادئنا وإيماننا بضرورة عودة المهجرين قسرياً إلى بيوتهم وأراضيهم، وإعادة إعمار هذه المناطق التي دمرتها مليشيات النظام السوري والتنظيمات الإرهابية، نثني على بيان الجيش الوطني السوري، ووزارة الدفاع التركية، بضرورة تجنب المدنيين والمسالمين، ونؤكد حمايتهم وتوفير المناطق الآمنة لهم؛ ليمارسوا حياة الحرية والكرامة والأمان في أقرب وقت.

Exit mobile version