الاحتلال يحارب المرابطات بقرارات الإبعاد بالأمتار عن أبواب “الأقصى”

الوسائل التي تتبعها شرطة الاحتلال ومخابراته في محاربة المرابطات المقدسيات وصلت لحد قياس منطقة الإبعاد بالأمتار، فقبل أيام تم إبعاد المرابطات مدلين عيسى، وهنادي الحلواني، وعايده الصيداوي، مسافة 200 متر عن أبواب المسجد الأقصى، وخصوصاً باب السلسلة الذي يخرج منه قطعان المستوطنين بعد اقتحامهم المسجد الأقصى من باب المغاربة.

إبعاد بالأمتار

تقول هنادي الحلواني: الاحتلال يحاربنا بالسنتيمتر! لأننا نحمل قرآننا ونكبر بحنجرتنا، وهددنا الضابط بعدم التلفظ بأي كلمة أثناء مرور المستوطنين، وحتى كلمة “هررر” ممنوعة، فهذا احتلال غاشم عنصري يحاسب على الحرف، والمحكمة تشرعن إبعادنا بالأمتار عن أبواب المسجد الأقصى، فهم لا يتحملون كلامنا ووجودنا، فالغاصب دائماً ضعيف مهما امتلك من قوة.

وتضيف: يتم إجبارنا من خلال استدعاءات الذهاب للمحكمة والمثول أمام القاضي فيها كي يتم إصدار قرار الإبعاد، والتهمة أننا نتواجد بالقرب من المسجد الأقصى في البلدة القديمة، ومع ذلك يتم إبعادنا حتى عن أبواب المسجد الأقصى، ويسمح لقطعان المستوطنين بممارسة شعائرهم التلمودية، فهذا هو الاحتلال الذي يدعي أنه يحافظ على حرية العبادة، ولكن الحقيقة أن العبادة محظورة على أهل القدس وفلسطين ومتاحة بحماية أمنية لقطعان المستوطنين.

أجندة خطيرة

ويقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا د. عكرمة صبري: ما يتم التعامل به مع المرابطين والمرابطات والمصلين وخطباء المسجد الأقصى أمر خطير جداً، فلا محظورات لدى الشرطة الإسرائيلية وضباطها، ويتم توقيف ومحاكمة كل شخص إذا تواجد في مسار اقتحام المستوطنين، فهذا الأمر لم يعد محتملاً، فالنساء المرابطات حتى قرب أبواب المسجد الأقصى يتم إبعادهن عن الأبواب، فلم يعد الأمر إزعاج المقتحمين، بل تفريغاً من المحيط الحاضن للمسجد الأقصى، والسماح للمستوطنين وحاخاماتهم بأداء الشعائر التلمودية أمر لم يكن في السابق والأول منذ احتلال مدينة القدس.

ويضيف: هذا التغول يهدف إلى فرض أجندة خطيرة على المسجد الأقصى، وزيادة سيطرة شرطة الاحتلال على مرافق المسجد الأقصى، وهذا الأمر يتم رفضه يومياً بالرغم من القبضة المنية المشددة.

وتقول المبعدة عايدة الصيداوي: نحن لا نملك سوى مصحفنا، ومع ذلك نواجه بجنود ومجندات يبعدوننا عن باب السلسلة بالقوة، فهذا المشهد يتكرر معنا بشكل دائم، وشرطة الاحتلال ترسل لنا التهديدات في كل وقت، حتى لا نتواجد في المكان ونزعج المستوطنين الذين يصرخون علينا ويحاولون الاعتداء علينا أمام أفراد الشرطة الإسرائيلية.

محاكمات هزيلة

ويوضح الخبير المقدسي د. جمال عمرو، أن تدنيس الأقصى هو من شعائر الأعياد اليهودية، وأصبحت قرارات الإبعاد من الشعائر القانونية حتى يتم تمرير تدنيس المسجد الأقصى، فقطعان المستوطنين يخافون من كلمة “الله أكبر” أو من شخص يصلي أو يقرأ القرآن، فهم يريدون أن يدخلوا الأقصى فارغاً من المسلمين، وشرطة الاحتلال والمخابرات تؤمن لهم هذه الرغبة من خلال ملاحقة المرابطين والمرابطات بطريقة لا تخفى على أحد من القهر والإذلال وإخضاعهم لمحاكمات هزيلة وألعوبة بيد المخابرات.

Exit mobile version