في ذكرى “وفاء الأحرار”.. الطفلة عائشة كبُرت ومحمد لا يعرف والده إلا خلف القضبان

في ذكرى “وفاء الأحرار” التي كانت أول مرحلة فيها في الثامن عشر من أكتوبر 2011، تعيش عائلة الأسير شادي عودة من مدينة قلقيلية، الذي أعيد اعتقاله في صيف عام 2014، بعد ثلاثة أعوام من تحرره، أجواء الصفقة حاضرة في منزل عائلته وزواجه من زوجته إخلاص حماد، وإنجابه الطفلة عائشة، وبعد اعتقاله الطفل محمد يأتي للحياة بدون وجود والده.

الصفقة عرفتني بزوجي

تقول الزوجة إخلاص حماد عن حلول الذكرى: صفقة “وفاء الأحرار” هي التي عرفتني بزوجي، واقترنت به بعد تحرره، وبعد اعتقاله أصبحنا نعيش على ذكرى التحرر واللحظات الأولى من زواجنا، وكيف كانت سعادته حتى جاء الاحتلال واغتال حياتنا باعتقال غير مبرر، بل انتقام من محرري الصفقة، فالاحتلال خالف شروط الصفقة التي رعتها دول كبرى، ولو كان هناك تحرك من هذه الدول لما استمر اعتقال المحررين بالصفقة حتى الآن، فحركة “حماس” وقعت الاتفاق برعاية الدول الضامنة، ولو لم يكن هناك دول ضامنة لما وقعت الحركة، فالاحتلال مراوغ، وعند إعادة اعتقالهم اعترف الاحتلال بأن الاعتقال جاء بهدف العقاب الجماعي والانتقام.

عائشة والزيارة

وتضيف إخلاص: طفلتي عائشة تزور معنا، وفتحت على الدنيا ووالدها في الاعتقال والأسر، فعند اعتقالها كان عمرها قرابة العام ونصف العام، واليوم تعرف معنى وجودها في الأسر، وكيف أن الاحتلال يعاقب والدها وغيره من الأسرى بشكل انتقامي، ودائماً تسأل عن موعد إفراجه وتقول: متى يخرج والدي من السجن؟ أريد أبي حراً.

شعلة نشاط

يقول جد الطفلة عائشة المحرر د. ياسر حماد: عائشة شعلة من النشاط والحركة، وهي تضفي جواً في الزيارة، وقدر عائشة أن تزور والدها وخالها عمار حماد، فهي عرفت الأسر مبكراً من جهة والدها وخالها، وهذا يزيد من صعوبة الموقف العاطفي لدينا جميعاً، فالاحتلال يجسد في حياة أسرى “صفقة وفاء” الأحرار سادية وعنصرية مقيتة، فكما قالت زوجته: الاتفاق كان برعاية دول لها مكانتها السياسية، وتخلي هذه الدول عن ضمانتها يعتبر طعنة في الظهر، فالضامن مسؤول عن تطبيق الاتفاقية، وإعادة الأحكام السابقة لهم هو تعدٍّ خطير من قبل دولة الاحتلال.

أنا وصهري

ويضيف ياسر: رافقت صهري الأسير شادي عودة في الأسر بعد عام من اعتقاله عندما اعتقلت إدارياً لمدة عام، وهو صابر محتسب كغيره من الأسرى، إلا أن ألم التراجع عن بنود الصفقة من قبل الاحتلال يجعل غصة في القلب، فجميع أسرى صفقة “وفاء الأحرار” الذين التقيت بهم، يعتبرون إعادة اعتقالهم من قبل مخابرات الاحتلال مخالفة قانونية، وعلى المقاومة أخذ العبر والعظات في المستقبل.

عائشة تتحدث

الطفلة عائشة تفتخر بوالدها الأسير وتنتظر الزيارة بفارغ الصبر وتقول ببراءة الأطفال: يوم زيارة أبي في السجن هو العيد الحقيقي، ورغم غيابي عن المدرسة في يوم الزيارة، فإن رؤية والدي تعوضني عن كل خسارة.

الأسير شادي عودة الذي أعيد اعتقاله يعاني من مرض الديسك في رقبته، وتعرض لعدة وعكات صحية بعد إعادة اعتقاله وتم نقله إلى المشفى، وحكمه الأصلي 22 عاماً، قضى منها حتى الآن قرابة 16 عاماً، قبل الصفقة 10 سنوات وبعدها 6 سنوات.

يشار إلى أن حركة “حماس” قد أنجزت صفقة “وفاء الأحرار” بعد أسر الجندي جلعاد شاليط من دبابته على تخوم غزة بتاريخ 24/ 6/ 2006، وشنت دولة الاحتلال عدة حروب لاسترداد شاليط وفشلت في تحقيق مرادها على أن تمت المرحلة الأولى من صفقة “وفاء الأحرار” بتاريخ 18/ 10/ 2011 برعاية مصرية وألمانية، وتم الإفراج عن الأسيرات و1050 أسيراً، منهم 500 أسير من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، وبعد 3 سنوات أعيد اعتقال من أفرج عنه في الضفة الغربية والقدس وعددهم قرابة 60 أسيراً.

Exit mobile version