حذرت صحيفة “الجارديان” البريطانية من تحول المظاهرات التي تعيشها لبنان إلى قنبلة في وجهة ليس قادة البلاد فقط بل المنطقة، إذا لم يسارع العالم لإيجاد حل للازمات التي تعيشها البلاد المثقلة بالديون.
وقالت الصحيفة، أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وطاردت المتظاهرين في بيروت الجمعة بعدما خرج عشرات الآلاف في جميع أنحاء لبنان للمطالبة باستقالة نخبة سياسية يتهمونها بنهب الاقتصاد.
وقامت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، مما أدى لسقوط عشرات الإصابات، واعتقال الكثير.
وأضافت أن رئيس الوزراء سعد الحريري القى باللوم على شركائه في الحكومة، لعرقلة الإصلاحات التي يمكن أن تتجنب الأزمة الاقتصادية، وأعطاهم مهلة 72 ساعة للتوقف عن عرقلة الأمور، ملمحًا إلى إمكانية الاستقالة.
وبحسب الصحيفة، تعتبر مظاهرات لبنان هي الأكبر في البلاد منذ عقد من الزمان، حيث خرج اللبنانيون من جميع الطوائف ومناحي الحياة للشوارع لرفع اللافتات ورددوا شعارات تحث حكومة الحريري على المغادرة.
تأتي المسيرات في أعقاب تحذيرات الاقتصاديين والمستثمرين من أن الاقتصاد اللبناني والنظام المالي المثقل بالفساد يقترب من الهاوية حاليا أكثر من أي وقت مضى
وتدفق المتظاهرون عبر القرى والبلدات العاصمة بيروت لليوم الثاني، ولم يدخر أي زعيم سياسي جهدا لمحاولة احتواء الغضب، وطالبوا القادة بمن فيهم الحريري والرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري بالتنحي.
كان المزاج مزيجًا من الغضب والتحدي والأمل، ومع حلول الليل، تجمعت الحشود وهم يلوحون بالأعلام اللبنانية في الشوارع في الوقت الذي تنطلق فيه الموسيقى الوطنية من مكبرات الصوت، وردد هتافات:” مطالبنا واحدة، هدفنا واحد الشعب يريد سقوط النظام”.
وقام بعض المتظاهرين، بإغلاق الطرق وإشعال النار في الإطارات واستخدموا قضبان الحديد لتكسير واجهات المتاجر في وسط مدينة بيروت الغنية.
وبدت بعض شوارع العاصمة وكأنها ساحة معركة مليئة بالرصاص المطاطي والسيارات المحطمة والزجاج المكسور واللوحات الإعلانية الممزقة، وكافح رجال الإطفاء في وقت متأخر من الليل لإطفاء الحرائق بحسب مصر العربية.