ألمانيا تفتقر لأي خطة تساهم في إنهاء الحرب بسورية

تفاوتت آراء بعض أعضاء البرلمان الألماني الذين ناقشوا بجلسة مفتوحة للبرلمان، أمس الأربعاء، كيفية إنهاء الإجراءات العسكرية للجيش التركي في الشمال الشرقي من سورية، أو بالأحرى بعض مدن وقرى الجزيرة الفراتية.

وثبت من تفاوت آراء أعضاء البرلمان افتقار الحكومة الألمانية لأي خطط تساهم مع شركاء ألمانيا الإستراتيجيين؛ مثل فرنسا وبريطانيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء الحرب في سورية، وإقناع الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان بوقف إجراءاته العسكرية.

ففي حين طالب مسؤولو السياسة الخارجية لدى كتل “الخضر” و”التحالف اليساري” وقف تصدير أي قطعة سلاح لتركيا، طالبوا أيضاً بالحوار مع الأكراد ومساعدتهم على تحقيق حلمهم المنشود بقيام دويلات لهم بالمناطق الآهلة بهم، الجزيرة الفراتية تضم مناطق بالعراق مثل السليمانية وأربيل، وفي تركيا مثل ديار بكر، وفي سورية مثل الحسكة، رأى رئيس لجان شؤون السياسة الخارجية نوربرت روتجين، عضو كتلة المسيحيين، ومعه أنوشروان محمدي من إيران، من كتلة الديمقراطي الحر، معاقبة أنقرة اقتصادياً، بينما اتهم محمدي ملالي إيران بالتواطؤ مع أنقرة ضد الأكراد، مشيراً إلى أن الأكراد مضطهدون في إيران، والكثير منهم في غيابات السجون، مطالباً بلجنة تقصي حقائق حول وضع الأكراد بشكل عام.

وأعرب ناطق السياسة الخارجية لدى كتلة الديمقراطيين الاشتراكيين، نيلس شميد، عن رأيه قيام المستشارة أنجيلا ميركل بزيارة أنقرة، والتباحث مع أردوغان لإنهاء الحرب، مع وقف إرسال أسلحة إلى تركيا حتى يذعن أردوغان للضغوط الدولية، بينما ذهب عضو كتلة الحزب البديل لألمانيا المعادي للإسلام والأجانب، أنطون براون، بعيداً عندما طالب بإنهاء الحكومة الألمانية والأوروبيين قطيعتهم لبشار الأسد، مشيراً إلى أن الدول العربية التي قطعت بعضها علاقتها مع الأسد عادت إلى دمشق مرة أخرى.

وبالرغم من هذه المناقشات التي استمرت أكثر من ساعتين، لم يتوصل الذين تحدثوا عن الإجراءات العسكرية إلى خطط إستراتيجية لإنهاء الحرب في سورية بشكل عام، فبالرغم من رفض أعضاء البرلمان مقترحات “البديل لألمانيا” بإعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد، وصفوا قتامة الوضع في سورية، كما لم تخلُ كلمات الذين تحدثوا من انتقادات للحكومة الألمانية والأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران.

أما أوميد نوريبور، من أصل إيراني، فبالرغم من أنه طالب بعدم إرسال أسلحة إلى أنقرة بشكل عام، طالب برلين وبروكسل دعم قيام مناطق آمنة للاجئين السوريين، هذه المناطق التي يريد أردوغان قيامها، وحث الأوروبيين والإدارة الأمريكية بدعم طلبه منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ذهبت وعودهم ودعمهم أدراج الرياح، وصف ناطق الخارجية لدى التحالف اليساري، شتيفان ليبيش، الأوروبيين بالمستهزئين بالشعب السوري وتركيا، وعليهم تغيير سياستهم نحو أنقرة.

Exit mobile version