الاحتلال يشن حرب مياه على “الأغوار” بهدف تهجير سكانها

– دراغمة: الاحتلال يسرق مياه الأغوار لصالح المستوطنات واستولى على كافة منابع المياه

– سلطة المياه: 600 مليون متر مكعب من المياه الفلسطينية بسرقها الاحتلال سنوياً

 

تعيش منطقة الأغوار في الضفة المحتلة، التي كانت تعد سلة غذاء فلسطين أزمة مياه خطيرة، في ظل حرب المياه الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال، تارة بسرقة المياه من خلال ضخها للمستوطنات، وتجفيف العيون والينابيع، وتارة بتجريف آبار المياه والأنابيب التي تغذي القرى والتجمعات الفلسطينية في منطقة الأغوار.

وتشير تقارير حقوقية فلسطينية إلى أن معظم التجمعات الفلسطينية في منطقة الأغوار تعيش أزمة مياه خانقة، تسببت في اختفاء الكثير من المزروعات التي تعتمد على المياه، واستبدالها إلى زراعة المزروعات التي تعتمد على مياه الأمطار فقط، وهذا تسبب في تصحر مساحات واسعة من أراضي منطقة الأغوار التي تشكل 28% من مساحة الضفة الغربية.

تجريف آبار وملاحقة المزارعين

ويقول الناشط محمود بشارات من منطقة الأغوار لـ”المجتمع”: إن الاحتلال لم يكتف بتجريف الآبار وتجفيف الينابيع، بل يقوم بملاحقة الفلسطينيين الذين يجلبون المياه من مناطق بعيده لاستخدامها للشرب والزراعة وسقاية الأغنام، مما يتسبب بأزمة حادة، وما يحدث في منطقة الأغوار هي حرب وجود، الاحتلال يفعل كل ما هو محرم دولياً وينتهك حقوق الإنسان والحيوان والشجر.

وأشار بشارات إلى أن كثيراً من المزارعين عزفوا عن زراعة أراضيهم بالخضراوات والفواكه نظراً للحاجة للمياه التي باتت شحيحة بفعل عمليات السرقة والنهب والتدمير لمصادر المياه في منطقة الأغوار من قبل الاحتلال، ولكنه لن ينجح في اقتلاع الوجود الفلسطيني وسنصمد على أرضنا.

ضخ المياه العادمة.. وإتلاف المحاصيل الزراعية

بدوره، قال الناشط الحقوقي الفلسطيني عارف دراغمة لـ”المجتمع”: إن الاحتلال يشن حرب المياه على الفلسطينيين في الأغوار، هي حرب يتحكم الاحتلال بزمام أمورها باستيلائه على كل منابع المياه ومصادرها وإعطائه الفلسطينيين المياه بالقطارة بينما تنعم المستوطنات بكميات هائلة من المياه.

ولم يكتف الاحتلال بسرقة المياه، بل يقوم بضخ المياه العادمة من المستوطنات إلى أراضي الفلسطينيين، مما يتسبب في تدمير البيئة والمزارع الفلسطينية.

في السياق، قالت سلطة المياه الفلسطينية في تقرير لها: إن الاحتلال يسيطر على 90% من مصادر المياه في الضفة، ويسرق نحو600 مليون متر مكعب سنوياً منها، تذهب معظمها للمستوطنين، وتضخ لداخل فلسطين المحتلة عام 1948، وإن نصيب المستوطن الواحد الذي يقطن في المستوطنات من المياه تقدر بنحو 500 لتر يومياً، بينما لا يحصل الفلسطيني إلا على نحو 20 لتراً من المياه في أفضل الحالات، وهي معادلة تقول تقارير اقتصادية فلسطينية: انعكست بالسلب على الحياة الاقتصادية الفلسطينية، خاصة منطقة الأغوار التي كانت تعد سلة غذاء الضفة الغربية، لكن الآن باتت أراضيها تعاني من الجفاف بفعل عمليات السرقة للمياه الفلسطينية.

ويقوم الاحتلال وفق شهادات حقوقية فلسطينية بحفر آبار ضخمة في كل المستوطنات بهدف سرقة المياه الفلسطينية، التي في بعض الأحيان يبيعها بأثمان مرتفعة للفلسطينيين، وهذا يعد انتهاكاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

يشار إلى أن رئيس وزراء كيان الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو توعد قبل أسابيع بفرض ما يسمى بالسيادة الصهيونية على منطقة الأغوار، وهذا يعني حرمان الفلسطينيين من معظم ثرواتهم الطبيعية، خاصة وأن منطقة الأغوار تشكل ثروة في كافة المجالات.

Exit mobile version