في موسم الزيتون.. مزارعو فلسطين ممنوعون من الوصول لأراضيهم إلا بتصاريح أمنية

– المزارع عاكف: شجرة الزيتون مثل أولادي

– شبيطة: حقل أشواك يواجه المزارع كي يصل إلى أرضه

– القريوتي: الفلسطيني يحاول أن ينتزع حبات الزيتون بقوة وإصرار حتى يتجسد البقاء على الأرض

 

يفرض الاحتلال قيوداً على المزارعين في فلسطين، منها ربط موسم الزيتون بتصاريح أمنية تسمح للمزارعين بأوقات محددة الدخول إلى أراضيهم المعزولة خلف الجدار أو القريبة من أسيجة المستوطنات الأمنية.

تحدث المزارعون عن نضالهم في أرضهم، رغم تحكم الاحتلال في رقابهم، وأكدوا أنهم يتحملون هذه الإجراءات من أجل الحفاظ على شجرة الزيتون قائمة.

المزارع عاكف واحتجاز العائلة

المزارع عاكف جمعة (57 عاماً)، من قرية كفر قدوم غرب مدينة نابلس، تم منعه من قطف ثمار الزيتون بحجة أنها قريبة من سياج مستوطنة قدوميم بمسافة تقارب 300 متر.

يقول عاكف: تم احتجازي مع عائلتي المكونة من زوجتي وأطفالي الصغار تحت تهديد السلاح، وأبلغت ضابط الدورية أن أرضي لا تحتاج إلى تصريح أمني، فرفض التجاوب معي وأجبرني على عدم جني الثمار بحجة عدم وجود تنسيق مسبق.

وأضاف: أنا لن أتخلى عن أرضي مهما كانت الإجراءات، فشجرة الزيتون مكانتها مثل أولادي وأكثر، فهي التي بقيت لنا بعد إقامة المستوطنة عام 1976، وأصبحت مستوطنة قدوميم تهدد وجودنا، وتم إغلاق مدخل قريتنا الرئيس من أجل عيون المستوطنين، والاحتلال يحاربنا في أرضنا حتى نهجرها، ويأتي عليها ويصادرها ويضمها للمستوطنة التي تتوسع بشكل مرعب في كل الاتجاهات.

المسن عبدالله زيد.. وأرضه المعزولة

وفي منطقة الكاره شمال مدينة قلقيلية، يعزل الاحتلال آلاف الدونمات المزروعة بكافة أنواع الأشجار، ومنها أشجار الزيتون، ويمنع المزارعين من الوصول إلى أرضهم إلا من خلال تصاريح أمنية.

يقول المزارع السبعيني الحاج عبدالله زيد: أضطر للسير في رحلة طويلة من منزلي إلى بوابة “تسوفيم” ومعي دابتي، التي أتنقل على ظهرها التي يتم تفتيشها من قبل جنود البوابة الأمنية، فأرضي معزولة منذ عام 2002م، وكنت أبقى فيها طوال النهار، أما اليوم فكل شيء مقيد، وأحاول البقاء على أرضي معمرة حتى لا تضيع وتصادر، والكثير من المزارعين يتحملون أعباء الرحلة اليومية حتى تبقى أراضيهم مملوكة لهم وغير مصادرة، فضباط الإدارة المدنية يتفقدون المنطقة، ويوثقون ما يجري على الأرض حتى يتم التعامل مستقبلاً مع الأراضي المهجورة من قبل أصحابها.

مزارعو عزون.. وحقل الأشواك

وفي منطقة عزون شرق قلقيلية المحاطة بالأسيجة الأمنية الخاصة بالمستوطنات والطرق الالتفافية، يقول الناشط حسن شبيطة: موسم الزيتون في كل عام عندنا كمن يسير في حقل أشواك، فلا يأمن المزارع وصوله إلى أرضه بسبب إجراءات الاحتلال وانتهاكات المستوطنين، فأي تواجد بالقرب من الطريق الالتفافي رقم (55) على الجانبين يعرض المزارعين لخطر إطلاق النار من قبل جنود دوريات الاحتلال بحجة إلقاء الحجارة، والمناطق القريبة من أسيجة المستوطنات تحتاج إلى تنسيق مسبق، الواقعة خلف أسيجة المستوطنات تحتاج أيضاً إلى تنسيق، فالمزارع بين تنسيق ومنع واحتجاز واعتقال في موسم الزيتون في منطقة عزون.

العيون مغلقة

أما في منطقة العيون في قرية كفر ثلث شرق قلقيلية، يقول المزارع عبدالله عودة: قبل موسم الزيتون حاول الاحتلال فرض إجراءات جديدة، منها إغلاق الطريق الواصل بين قرية كفر ثلث ومنطقة العيون في واد قانا، وقام بتركيب بوابة جديدة ووضع سواتر ترابية، وهذا جعل المزارعين في حالة من القلق الشديد، وبعد فعاليات شعبية وإقامة صلاة الجمعة تم فتح الطريق، وهناك تخوف من إعادة إغلاقها، فالاحتلال يتعامل معنا بمزاجية مطلقة.

انتهاكات في قريوت

وفي قرية قريوت قضاء نابلس، يقول الناشط بشار القريوتي: في كل عام يتم انتهاكات بحق المزارعين من قبل المستوطنين الذين يرفضون وجود أهالي القرية في أراضيهم القريبة من المستوطنات، وقمنا هذا العام بسلسلة من الإجراءات لحماية المزارعين من اعتداءات المستوطنين، منها القيام بحملات جماعية لقطف الزيتون، حتى لا يستفرد قطعان المستوطنين بالمزارعين، وكذلك حتى يتم قطف الثمار قبل سرقتها من المستوطنين، الذين ينظمون حملات جماعية من المستوطنين الحاقدين لسرقة الثمار.

وأضاف: موسم الزيتون في فلسطين فرض الاحتلال عليه والمستوطنون إجراءات عنصرية لا توجد في أي بقعة في العالم، والفلسطيني يحاول أن ينتزع حبات الزيتون بقوة وإصرار حتى يتجسد البقاء على الأرض.

Exit mobile version