بوتين: لا معلومات موثوقة عن منفذ هجوم منشأتي النفط بالسعودية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل زيارة للسعودية هي الأولى منذ أكثر من عشر سنوات: إن بمقدور موسكو ممارسة دور رئيس في تخفيف التوتر في منطقة الشرق الأوسط في ظل علاقاتها الطيبة مع دول الخليج العربية وإيران.

وقال بوتين لقنوات عربية في مقابلة بثت اليوم الأحد: إنه لا يملك معلومات موثوق بها بشأن الجهة المسؤولة عن هجمات الشهر الماضي على منشأتي نفط سعوديتين.

وأعلنت حركة الحوثي اليمنية المسؤولية عن الهجمات التي وقعت يوم 14 سبتمبر، لكن الرياض وواشنطن اتهمتا إيران.

ونفت طهران المسؤولية عن الهجوم الذي نفذ بصواريخ وطائرات مسيرة، وهز أسواق النفط العالمية، وكشف عن ثغرات كبيرة في الدفاعات الجوية السعودية كما دفع الولايات المتحدة إلى إرسال نحو ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى المملكة.

وقال بوتين: من غير الصحيح تحديد من هم المذنبون قبل أن يُعرف بشكل موثوق وواضح ومفهوم من يقف وراء هذا العمل، مضيفاً أنه وافق على المساعدة في التحقيق في الهجوم.

ومضى قائلاً، كما جاء في نص باللغة العربية لتصريحاته من قناة “العربية” المملوكة لسعوديين: تخيل، نحن لا نعرف، في اليوم التالي، سألت كلاً من رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ووزير الدفاع، لا، نحن لا نعرف”.

ومن المقرر أن يقوم الرئيس الروسي بزيارة للسعودية يوم الإثنين يُتبعها بزيارة الإمارات يوم الثلاثاء.

وتصاعد التوتر في منطقة الخليج إلى مستويات مرتفعة جديدة منذ مايو 2018 عندما قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران في عام 2015 الذي فرض قيوداً على برنامجها النووي مقابل تخفيف للعقوبات.

وبعدما أعاد ترمب فرض عقوبات أمريكية على طهران بهدف تكثيف الضغط على اقتصادها، وقعت سلسلة هجمات في السعودية ومياه الخليج اتهمت واشنطن وحلفاء مقربون لها إيران بالمسؤولية عنها، وهو ما نفته الجمهورية الإسلامية.

وأوضح بوتين أن الهجمات عززت التعاون بين منتجي النفط من داخل وخارج “أوبك”، أو التحالف الذي يعرف بـ”أوبك+”، مضيفاً أن روسيا ستعمل مع شركائها للحد من محاولات زعزعة استقرار الأسواق.

وقال: إن علاقات شخصية ودية جداً تربطه بولي عهد السعودية والحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان، الذي حظي بإشادات على خططه لتقليل اعتماد الاقتصاد على النفط وإجراءات اتخذها لانفتاح المجتمع السعودي، لكنه واجه انتقاداً دولياً بسبب الحرب المدمرة في اليمن، وانتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي العام الماضي.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت موسكو تؤيد إعادة التفاوض مع إيران لفرض قيود على برنامجها الصاروخي كما يطالب ترمب أم تؤيد الوفاء أولاً باتفاق 2015، قال بوتين: إنه ينبغي التعامل مع الأمرين بشكل منفصل.

وأضاف: بالنسبة لبرنامج الصواريخ، على الأرجح، يمكن وينبغي مناقشته، برنامج الصواريخ شيء والبرنامج النووي شيء آخر.

وتابع قائلاً: بالطبع، هذا ضروري، ولكن لا حاجة إلى دمج واحد مع الآخر.

وفي الشأن السوري حيث تعد روسيا وإيران الداعمين الرئيسين للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الدائرة منذ أكثر من 8 أعوام، قال بوتين: إنه ينبغي لأي دستور جديد أن يضمن حقوق كل الطوائف الدينية والجماعات العرقية.

وكلف مؤتمر عقدته روسيا العام الماضي مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد، بعد فشل جولات عديدة من المحادثات الرامية لإنهاء الحرب.

ويقول مسؤولو الأمم المتحدة: إن تشكيل لجنة دستورية أمر أساسي للإصلاح السياسي والانتخابات الجديدة التي تهدف لتوحيد سورية وإنهاء حرب أودت بحياة مئات الآلاف وشردت نحو نصف عدد السكان الذي سجل قبل الحرب 22 مليون نسمة.

وقال بوتين: إن السوريين يتعاطون بإيجابية مع الشرطة العسكرية والقوات الروسية المتمركزة في بلدهم، وإن معظم أفراد الشرطة العسكرية الروس هناك مسلمون من منطقة شمال القوقاز.

وبدأت تركيا في الأسبوع الماضي هجوماً على قوات كردية في مناطق حدودية بشمال سورية قائلة: إنها تسعى لإقامة منطقة آمنة لإعادة توطين اللاجئين السوريين، لكن التحرك أثار قلقاً دولياً من احتمال فرار مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” من سجون بالمنطقة.

Exit mobile version