باكستان تعلن دعمها الكامل لتركيا

– باكستان تعتبر عملية “نبع السلام” حماية للدولة التركية وليست عدواناً على سورية

– الجيش الباكستاني: ما تصنعه تركيا في سورية ضرورة أمنية ولها الحق في منع الإرهاب

– الأحزاب: العلاقة القديمة بين البلدين تتطلب بقاء باكستان في معسكر المدافعين عن تركيا والرافضين لتعريض وحدتها للخطر

 

أعلنت الحكومة الباكستانية رسمياً دعمها الكامل لتركيا في حربها ضد الإرهاب وفي العملية العسكرية التي أعلنتها مؤخراً ضد المجموعات الكردية المناهضة لها.

ولم تتأخر باكستان عن ضم صوتها إلى صوت الدول المتضامنة مع تركيا، من بينها ماليزيا وقطر، في إعلان دعمها الكامل لتركيا في حقها للدفاع عن نفسها ومحاربة الإرهابيين على حدودها، وأن لها الحق الكامل في قيادة عملية عسكرية داخل التراب السوري لمحاربة المجموعات الإرهابية التي تنطلق من أراضيها لشن عمليات إرهابية ضد القوات التركية.

وأعلنت الحكومة الباكستانية عبر وزارة الخارجية وعلى لسان رئيس الوزراء عمران خان أنها لن تترك تركيا في هذا الوقت وحدها، ولن تقف في صف المنددين بعملياتها العسكرية الأخيرة، ولن تتفق معهم في اعتبار ما تفعله تركيا عدواناً على سورية أو تهديداً لأمنها، وإنما هو دفاع عن النفس وحقها في تأمين حدودها مع سورية، وتوفير ملاذات آمنة للمهاجرين واللاجئين إليها من سورية مند انفجار الثورة السورية عام 2011م والمستمرة إلى يومنا هذا، حيث قرر أكثر من 3 ملايين سوري اللجوء إلى تركيا باعتبارها الأقرب إليهم والإقامة فيها هرباً بطش النظام السوري.

ولاقت العملية التركية الأخيرة في الأراضي السورية التي قررت بموجبها مطاردة المجموعات الكردية المسلحة لاقت رفضاً دولياً وإقليمياً، واعتبرها عدد من الدول العربية عدواناً سافراً على دولة مستقلة وعملاً غير مقبول ويجب وقفه، لكن باكستان عبرت عن اختلافها مع هذا الرأي، واعتبرت تركيا دولة تعمل لحماية أمنها وليس لشن عدوان على جارتها سورية، وأعلنت حتى استعدادها لدعم العملية.

الحكومة والجيش والأحزاب

وسارعت باكستان إلى إعلان دعمها الكامل لتركيا وتأييدها العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في الأراضي السورية، وأصدرت الخارجية الباكستانية بياناً حول العملية العسكرية التركية قائلة: إنها تدرك حاجة تركيا في حماية أمنها، وضرورة محاربة الإرهابيين على حدودها وملاحقتهم داخل سورية، وأن لها الحق الكامل في حماية أمنها من خلال عملية عسكرية للقضاء على المسلحين على حدودها.

وقالت الخارجية الباكستانية: إنها لا تشك في نوايا تركيا، وتدرك أنها تعمل لصالح أمن واستقرار المنطقة، وإعادة الأمن إلى سورية، والقضاء على بؤر الإرهاب في المنطقة.

وأضافت الخارجية الباكستانية أن تركيا لها الحق الكامل في حماية أمنها والدفاع عن نفسها، وأن باكستان تقف معها وتدعمها في هذه العملية.

كما أجرى رئيس الوزراء عمران خان اتصالاً هاتفياً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد خلاله وقوف بلاده مع تركيا ودعمها لها وتأييدها للعملية العسكرية، وأعلن خان استعداده لدعم تركيا في مواجهة الإرهاب، ووضع تجاربها في محاربة الإرهاب تحت خدمة تركيا، ولن تتأخر في دعمها في هذا الوقت الصعب.

وأعلن الجيش الباكستاني، بدوره، تأييده لحق تركيا في حماية أمنها ومحاربة الإرهاب، وأن لها كل الحق في تنفيذ عملية لتطهير المنطقة، ولم تختلف لهجة الجيش عن لهجة الحكومة في اعتبار تركيا دولة صديقة وحليفة ومهمة، وأن ما تصنعه في محاربة الإرهاب حتى خارج أراضيها هو ضرورة أمنية تعمل تركيا لتحقيقها، وأن لها كل الحق في منع الإرهاب من تعريض استقرارها للخطر.

وفي رأي الجيش، فإن تركيا تعمل لتحقيق الأمن على حدودها وتطارد مجموعات تهدد وحدتها وأمنها، وأن تحركها لا يُنظر إليه على أنه عدوان، بل هو ضرورة أمنية تشعر بها تركيا اليوم وتعمل على تحقيقها.

وحتى الأحزاب السياسية لم تكن بعيدة عن لهجة الجيش والحكومة، إذ إنها سارعت إلى إعلان حق تركيا في الدفاع نفسها وحماية أراضيها، وكان حزب الرابطة نواز هو أول المدافعين عن حق تركيا في محاربة الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضيها وعدم السماح بتهديد أمنها وتعريض استقرارها للخطر.

وقال حزب الرابطة: إن للحكومة التركية كل الحق في القيام بعملية لتحقيق الأمن والقضاء على الإرهاب، وأن العملية الأخيرة هي محاولة لتحقيق السلام في المنطقة، والقضاء على بؤر الإرهاب بها.

وحتى حزب الشعب لن يختلف كثيراً عن رؤية حزب الرابطة بقوله: إن العلاقة القديمة بين البلدين تتطلب بقاء باكستان في معسكر المدافعين عن تركيا والرافضين لتعريض وحدتها للخطر.

وسارعت من جانبها الجماعة الإسلامية إلى الإشادة بموقف الحكومة الداعم لتركيا، وأكدت على لسان زعيمها سراج الحق أن لتركيا كل الحق في الدفاع عن أمنها والتصدي للمؤامرات الخارجية التي تستهدفها، وأن قرارها القيام بعملية عسكرية داخل سورية من أجل القضاء على قواعد الإرهاب هو حق يكفله لها القانون الدولي، وأن الأتراك يعرفون أكثر من غيرهم أنه من دون تأسيس منطقة آمنة على حدودهم مع سورية فلن يتحقق السلام، وأن تركيا مجبرة على البحث عن مستقبل لحوالي مليونين من اللاجئين السوريين، وأن القيام بتأسيس منطقة آمنة داخل سورية قد يمثل الحل الصحيح لهذه الأزمة.

وأكدت الجماعة الإسلامية تضامنها الكامل مع تركيا وتأييدها لهذه العملية التي تمثل حقاً من حقوقها، وليس عدواناً كما تصفه بعض الدول العربية -مع الأسف- وفق ما صرح به سراج الحق.

ولم تكن جمعية علماء إسلام بقيادة مولانا فضل الرحمن بعيدة عن هذا الرأي، وأكدت أنها تدعم حق تركيا في القيام بأي عمل يحفظ أراضيها ووحدتها، وأنها تقف معها من أجل الدفاع عن النفس وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وحتى وسائل الإعلام الباكستانية لم تختلف عن موقف الحكومة والجيش والأحزاب السياسية، وأعلنت منذ اليوم الأول أحقية تركيا في حماية أمنها ومنع الانفصاليين الأكراد من تهديد أمنها ووحدتها.

وسارعت اغلب القنوات الإخبارية والصحف المحلية إلى تأييد العملية العسكرية التركية في سورية، واعتبرتها مهمة جداً لحماية سورية من المتمردين، ولحماية تركيا من الانفصاليين ومن مشروع استعماري في المنطقة.

وحتى المجتمع المدني في باكستان أعلن تأييده لعمليات الجيش التركي في سورية، واعتبرها من ضرورات الأمن في المنطقة، وأن تركيا تقع بجوار منطقة مشتعلة وتريد تأمين حدودها وحماية نفسها حتى لا تصلها نيران دول الجوار.

Exit mobile version