فلسطينيون في الداخل لـ”المجتمع”: حياتنا بين خبرين.. القتل وتشييع الضحية

ارتفاع حوادث القتل في البلدات الفلسطينية في الداخل الفلسطيني عام 1948، وعدم ردع من ينفذ عملية القتل بدم بارد، جعل الوسط العربي يخرج عن صمته، والقيام بإضراب عم كافة التجمعات، ومسيرات عارمة ووقفات في الطرقات الرئيسة والمفترقات، والخروج من المنازل تعبيراً عن سخط على شرطة الاحتلال التي تلاحق الفلسطيني في الداخل، إذا شعرت بخطر أمني قادم منه.

حرض وزير الأمن الصهيوني جلعاد أردان على المجتمع العربي بالقول: العرب لديهم عنف كبير، والأم تشجع ابنها لقتل شقيقته “في مشهد يشجع عمليات القتل من قبل وزارة الأمن الداخلية في دولة الاحتلال”.

24 ألف قطعة سلاح

قال المحلل السياسي البروفيسور إبراهيم أبو جابر، من مدينة كفر قاسم في المثلث الجنوبي: الاحتلال وشرطته يلاحقون المواطنين العرب على أتفه الأسباب، بينما السلاح الموجود بيد القتلة لا تلاحقه شرطة الاحتلال، الذي يصل عدده إلى ما يقارب الـ24 ألف قطعة سلاح تفتك بالفلسطينيين على مدار الساعة، ففي كل يوم يكون القتل بدم بارد، وأصبحنا فقط نستقبل خبر القتل ونشيع القتيل.

القبض على الأوز!

وقال المواطن مجد صرصور: الاحتلال يلاحقنا في تفاصيل لا تؤثر على أمنه، مثل اكتشاف طيور مهربة من طائر الأوز تم إلقاء القبض عليها في بلدة كفر قاسم، بينما الجريمة تتعاظم، وأصبحنا نخاف من الخروج من بيوتنا، فأنت لا تعرف ماذا سيكون مصيرك عند الخروج من المنزل، فالسلاح بيننا يباع كما تباع البندورة والتفاح والخضراوات بلا رقيب ولا حسيب.

شعارات

ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون في مسيراتهم الاحتجاجية: “أعطونا الأمان”، “نطالب بمحاكمة الجناة”، وهناك من وصف الشرطة بأنها لا تكافح الجريمة في البلدات العربية، فيما اعتبرها البعض شريكة.

تعبنا

المواطنة العكاوية المسنة فهيمة ياسين صرخت في مظاهرة عقب انتهاء صلاة الجمعة في عكا قائلة بحرقة: “تعبنا تعبنا، ارحمونا، ارحموا الشباب، ارحموا الأمهات، ارحمونا يا عالم، تعبنا ارحموا الأمهات، ارحموا الأم التي تربي ابنها عشان تشوفه عريس بفوت عليها بالكفن، بيفوت عليها بالتابوت، بيفوت عليها بالكفن”.

وفي بلدة ترشيحا في الشمال الفلسطيني، انطلقت مسيرة حاشدة تقدمها شخصيات دينية من كافة الطوائف طالبت بوقف القتل، وأن تكون هناك حياة بدلاً من جريمة القتل.

أوراق نعي

أما المواطنة اليافاوية سعاد عبيد في زيارتها لقلقيلية للتسوق، قالت: أصبحت أوراق النعي على عمدان الكهرباء عندنا ظاهرة من كثرة حالات القتل، فلا تكاد تمر من شارع إلا وأوراق معلقة تنعى القتيل الذي قتل بدم بارد، وهذا يعود لتقاعس الشرطة التي تسمح بوجود السلاح الذي يقتل العرب في الداخل، وكل هذا على مرأى ومسمع ضباط الشرطة والمخابرات، فهم لا يحركون ساكناً، بل يشجعون الجريمة عن بُعد، وهذا الأمر مقصود كي يكون العرب في الداخل في حالة تخبط وبعيدين عن القضايا التي تمس حقوقهم، فالقتل عملية إلهاء متعمدة من قبل أعلى المستويات في هذه الدولة العنصرية.

Exit mobile version