الاحتجاجات تتجدد في العراق.. ودعوات لتظاهرات كبرى يوم الجمعة

لا تزال الاحتجاجات مستمرة في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية العراقية المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات والقضاء على الفساد، التظاهرات تجددت بعد يوم دامٍ من التظاهرات راح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح بعد قمع القوات الأمنية للمتظاهرين واستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي أعلنوا استمرار التظاهرات في مختلف المحافظات العراقية ودعوا إلى تظاهرات كبيرة الجمعة القادمة والضغط على الحكومة العراقية من أجل تقديم استقالتها وتشكيل حكومة انقاذ وطني.

جهات سياسية عراقية أعربت عن قلقها إزاء ما يحصل من توتر سياسي في البلاد، ودعت إلى تنفيذ مطالب المتظاهرين، مؤكدة على ضرورة سلمية التظاهرات.

قال رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في بيان له: “إننا لانفرق بين المتظاهرين الذين يمارسون حقهم الدستوري في التظاهر السلمي وبين ابناء قواتنا الأمنية الذين يؤدون واجبهم بحفظ أمن المتظاهرين وأمن الوطن والاستقرار والممتلكات العامة، ولكننا نميز بوضوح بين ضحايانا سواء من المتظاهرين السلميين أو قواتنا الأمنية البطلة التي تحميهم، وبين المعتدين غير السلميين الذين رفعوا شعارات يعاقب عليها القانون تهدد النظام العام والسلم الاهلي وتسببوا عمدا بسقوط ضحايا من المتظاهرين الأبرياء ومن قواتنا الأمنية التي تعرّض أفرادها للاعتداء طعنا بالسكاكين أو حرقا بالقنابل اليدوية”.

وجاء في البيان أيضا: “في الوقت الذي يحزننا ويدمي قلوبنا وقوع إصابات بين أبنائنا المتظاهرين والقوات الأمنية وتدمير ممتلكات عامة وخاصة ونهبها كالذي حصل اليوم، فإننا بدأنا على الفور بإجراء تحقيق مهني من أجل الوقوف على الأسباب التي أدت لوقوع الحوادث”.

وأضاف: “كنا قد شكلنا في وقت مبكر سبق التظاهرات لجاناً لاستلام جميع المطالب الشعبية والعمل على تلبيتها وفق القانون، وستواصل هذه اللجان عملها بجدية”.

وأدانت جبهة الانقاذ والتنمية التي يترأسها أسامة النجيفي، في بيان استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وقالت: “إنه ليوم عصيب، أن يراق دم عراقي في ساحة التحرير، أو في أية محافظة عراقية، وهو إخفاق كبير في عدم القدرة على تواصل سلمي يقود إلى فهم مشترك وتعاون بين جماهير عفوية خرجت للمطالبة بالحقوق وبين أساليب المواجهة التي اعتمدها السلطات الأمنية”.

وأضافت: “إن جبهة الإنقاذ والتنمية تدين بشدة العنف المفرط الذي استخدم لقمع المتظاهرين في بغداد والمحافظات الجنوبية، وهي ترى أن العمل على اطلاق الصفات والاتهامات على المتظاهرين السلميين، أسلوب عفا عليه الزمن، ولا يليق بأي منهج ديمقراطي في تعامل الحكومة مع المواطنين”.

وأكدت أن “الأمر الذي يستوجب من الرئاسات الثلاث التوقف أمام هذه الأحداث وتشكيل لجنة تحقيقية منصفة تفرق بين المتظاهر البريء وبين أي شخص مندس حاول استغلال عواطف الجماهير ومطالباتها للقيام بفعل غير سلمي، أو استهداف ممتلكات”.

من جانبها كشفت وزارة الصحة عن استمرار ملاكاتها الطبية والصحية في تقديم العلاج للجرحى الذين استقبلتهم المؤسسات الصحية، وقالت الوزارة في بيان لها إنه تم تسجيل حالة وفاة واحدة، فيما بلغ عدد الجرحى 200، بينهم 40 مصاباً من منتسبي الأجهزة الأمنية، وخرج عدد منهم بعد تلقيهم الإسعافات الأولية، مع استمرار الملاكات الطبية في تقديم الرعاية الصحية للمتبقين، وعددهم 50.

وأشارت مصادر إعلامية إلى مقتل أربعة متظاهرين وإصابة المئات بجروح في عموم مناطق العراق التي شهدت مظاهرات.

 

المصدر: “القدس العربي”

Exit mobile version