بعض دورات الطاقة النفسية مرفوضة في ميزان العلم والدين

في بداية اللقاء، أكدت د. هيفاء اليوسف أنه لا يوجد تعريف علمي لدورات الطاقة النفسية والإرشاد النفسي؛ لأن أساس هذه الدورات لا يقوم على منهج علمي، ولكنها تُبنى على احتياجات الإنسان النفسية، فنحن اليوم أصبحنا نعاني من الكثير من المشكلات والتوترات النفسية والاضطرابات، كما أن هناك بعض الشخصيات لها سمات معينة، تجعلها تبحث عن أي قشة تتعلق بها وترى فيها النجاة والراحة، ومن هذا الباب قاموا بالدخول إليهم بهذه الدورات.

وحسب د. هيفاء، فإن هذه العلوم علوم لا منهجية، تُبنى على أحلام وحاجات الناس، محذرة من بعض من يطلقون على أنفسهم ألقاباً كبيرة جذابة مثل «مستشار نفسي» أو «مستشار اجتماعي» لمجرد حصوله على دورة لمدة أسبوع أو اثنين، مستنكرة في هذا السياق أن يكون المتعلمون والمثقفون من رواد هؤلاء الأدعياء، وليس الجهلة والأميون كما كان قبل ذلك.

وأشارت إلى أن الجميع يسعون إلى الإشباع النفسي، لكن يجب أن يكون هذا الإشباع ناتجاً عن التربية والتنشئة الأسرية، والمجتمعية في المجتمع الذي ننشأ فيه، فإذا لم تشبع التربية الأسرية حاجاتي النفسية، ولم يساعدني المجتمع في تلبية تلك الحاجات بطريقة صحيحة، وعجزت عن الحصول عليها بطريقة صحيحة، فقد أجد نفسي مضطراً للجوء لطرق ملتوية من أجل الوصول لإشباع تلك الحاجات، ومنها الالتحاق بمثل تلك الدورات. 

حاجات الناس النفسية

وعن حاجة الناس لمثل هذه الدورات النفسية، أكدت د. هيفاء أن الناس فعلاً محتاجون إلى إشباع حاجاتهم النفسية، لكنها أكدت أن من يتصدى للحديث عن علم النفس، لا بد أن يحمل منهجية علمية واضحة؛ بحيث لا يتعدى الحديث عن تقدير الذات الذي ينادي به الإسلام وعلماء النفس إلى تضخيم الذات، مضيفة: «حينما أقول: أخرج المارد الذي في داخلك، ما المقصود بهذا المارد؟ حينما أقول لك ذلك، فأنا أعطيك إيحاء أنك تمتلك قوة كامنة كبيرة جداً وخفية، ولو أخرجتها تستطيع أن تغيّر العالم…»، لكنها أكدت أن «الإنسان له قدرات محدودة وله فروق فردية؛ فهناك من يحاول ويجتهد فهذا أمر محمود، وهناك من لديه قدرات عالية، وهناك من يمتلك ذكاء عالياً، وهناك من يمتلك ذكاء متوسطاً، وهناك من يمتلك ذكاء منخفضاً، وهناك سمات شخصية حدية، وهناك من يمتلك سمات شخصية نرجسية؛ لذا لا ينبغي أن يقال للشخص الـمُعالَج بأنك تمتلك قدرة وطاقة كامنة لو أخرجتها أصبح لك شأن ومكانة عالية»، محذرة من أن هذا الشخص المعالج من الممكن أن يُصاب بالإحباط، لأنه سوف يحاول إخراج هذه القوة والطاقة الكامنة في ذاته مراراً وتكراراً، ثم يفشل في إخراجها بعد محاولات عديدة، وبالتالي يتكون لديه مفهوم وقناعة بأنه فاشل؛ فهذا العلاج الخاطئ القائم على هذا الوهم سيؤدي بهذا الشخص الذي يتم معالجته إلى القناعة التامة بأنه فاشل؛ فالعلاج الخاطئ هو الذي أوصله إلى هذه الدرجة من الإحباط.

وأضافت: «أحياناً يقوم العلاج الخاطئ بتوصيل الشخص الـمُعالج إلى درجة عالية من الرضا النفسي وبسقف مرتفع جداً، وبالتالي مهما فعل من أعمال لا يشعر برضا؛ لأن سقف الرضا مرتفع، إذن لا بد من عمل شيء غير عادي حتى يشعر بالرضا النفسي، أما الشخص العادي فإنه إن عمل شيئاً بسيطاً سيشعر بالرضا، ويكفي أنه ناجح في حياته».

طريقة «بلاسيبو»

وقد أشارت د. هيفاء إلى أنه من الطرق التي يتعامل بها علم النفس أحياناً مع الأمراض العضوية أو النفسية دواء «بلاسيبو»، وهو –حسب د. هيفاء- دواء وليس بدواء؛ فأنا أقوم بإيهامك بأنك تعاني من مرض، ثم أوصف لك هذه «الحبة»، وإن شاء الله يجعل الله الشفاء فيها، ثم أفاجأ بعد جلسة أو جلستين أنك تتعافى، فأنا أعطيتك إيحاء وأوهمتك بأنك مريض ووصفت لك العلاج «بلاسيبو».

وذكرت في هذا السياق أن طريقة «بلاسيبو» في العادة لا نستخدمها لأنها طريقة غير أخلاقية، لأنها تقوم على خداع المريض؛ فلا بد أن تكون هناك مصداقية بيني وبين المريض، وانطلقت د. هيفاء من هذه الطريقة إلى أن الدراسة أثبتت أنه بالفعل من الممكن إيهامك بشيء لدرجة أن تصدقه، وبالتالي من الممكن أن أوهمك وأعطيك إيحاء ذاتياً وداخلياً بأن عندك قدرة، وأنك تستطيع بهذه القدرة فعل أي شيء.

فالإنسان بهذا الإيحاء والإيهام أصبح لديه مشكلة أساسية سببها نتيجة الافتراضات الخاطئة، فأنت تستطيع تغيير حالة الإنسان بالإيحاء والإيهام، ولا دخل للطاقة في ذلك.

وذكرت أنه توجد أمور أخرى، وهي حدوث أشياء في الكون، وخصوصاً ما يسمى بـ«الكرامات»، وأكدت أن الكرامات حتى الآن لا أحد يستطيع أن يفسرها بطريقة علمية؛ فالعلم عند الله عز وجل، وأكدت أننا لا نرفض الكرامات، ولكنها تحدث في حالات استثنائية، وكل الحالات التي سمعتها لا يفسرها العلم بطريقة علمية منهجية.

الآثار النفسية

وحول الآثار النفسية لدورات الطاقة النفسية، أشارت أستاذة علم النفس المعرفي بأنها تصيب الشخص المرتاد لها بالإحباط؛ لأنها تقوم بتقوية ورفع وتضخيم الذات (الأنا)، وفعلياً وواقعياً الشخص المرتاد لا يمتلك هذه القدرات؛ لأننا لا بد أن نؤمن أن هناك من هو ضعيف، ومن هو قوي؛ فالصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه، عندما طلب أن يتولى الإمارة، أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ضعيف، وهذا يدلل على وجود الإنسان الضعيف، والصحيح أن أجعله يمارس الحياة ويتكيف معها، حسب قدراته المحدودة، ويمارس أحسن ما يملك، وكيف أقوم بتغيير هذه الأفكار بحيث يجد أفكاراً عقلانية ومنطقية، لا تتصادم مع العقل والمنطق، بحيث يتقبل حزنه وواقعه.

وأشارت إلى أنه في هذه الدورات يقولون للشخص: لا تتقبل فشلك في الحياة؛ لأن قوتك كبيرة، ولا تتقبل أن تتعثر في الحياة؛ لأن قوتك ضخمة، ولا تتقبل في الحياة أن تعاني من الألم؛ لأنك تستطيع التخلص من هذا الألم..!

لكنها أكدت أنه ينبغي أن نقول: عليك أن تتقبّل وضعك؛ فأنت بشر، أنت إنسان؛ فالقوة المطلقة عند الله سبحانه وتعالى، أما أنت فبشر، والله تعالى كتب عليك الضعف والقوة والألم، وكتب عليك الحزن والسعادة، وفي إمكانك صنع سعادتك في أمور بسيطة، ولكن من الخطأ الإيهام بأنه يستطيع أن يصنع سعادة كبيرة وضخمة.

ومن الآثار أيضاً التي أشارت إليها د. هيفاء ما يتعلق بالرضا عن النفس؛ «فأنا أقوم برفع سقف الرضا، فلم يعد يرضيني أي شيء، فلا بد أن أستخرج قوتي الكامنة وأجعلها عظيمة، وإما فلا»؛ وهو ما يصيب الشخص بالإحباط.

نعم للتحفيز والتنمية الذاتية

لكنها أكدت أن هذا الكلام لا يعني أنها ضد النجاح أو العمليات التحفيزية، مضيفة: «نحن في علم النفس نقوم بالتركيز على الناحية التحفيزية، ونتحدث عن الدافعية ومتغيرات الدافيعة، ونتكلم عن هرم «ماسلو» والاحتياجات النفسية الموجودة، فأنا لست ضد التنمية الذاتية، أنا ضد ما يبدأ دون البدء بالتوكل على الله، وأغلب ما يحدث اليوم من مسارات، عندما أقول: مسارات وعي، أو هالة، أو سكرة، وأن هناك قوة كونية، وإذا توحدت مع القوة الكونية ستلبي ما لديه من احتياجات، خاصة إذا ركزت في القوة الداخلية.. إذن المرجعية هي قوة الكون والطاقة الموجودة في الكون، وهذا حديث خزعبلات!».

وأشارت إلى أن «علم النفس المعرفي يقوم على أن الإنسان بأفكاره لا يرد القوة للإنسان كإنسان، ولكننا مرات نفكر بطريقة قد تضرنا، نظراً لوضعنا افتراضات غير حقيقية، إما بسبب أننا تربينا عليها، أو اعتقدناها، أو أن هناك ناحية نفسية، وسماتي الشخصية هي التي أثرت عليَّ في طريقة التفكير، لذا فأنا لا أقول له: هيا كي نغيّر أفكارك، وفكّر، وحادث الكون، وخاطبه وقل له: تعال غيّر أفكاري، بالتأكيد أن لا أقول ذلك، بل أقول له: اكتب أفكارك وراقبها وحكّمها كي ترى عقلانيتها، هل هي صحيحة؟ فإن كانت صحيحة أعطني الأدلة، فإن قلت: لا أحد يحبني، فأعطني أدلة بأنه لا أحد يحبك، فأياً كانت هذه الأفكار، نقول له: هل تستطيع أن تستبدلها إلى شيء آخر، فإن استبدلها فإننا نؤمن بأن الفكرة ممكن أن تؤثر على المشاعر، والمشاعر تؤثر على السلوك، فإذا غيّرت الفكرة غيّرت المشاعر، وبالتالي غيّرت السلوك.

فإن تغيّر سلوكه فلا أقول له: إنك أنت من غيّرت سلوكك، وإن الله تعالى لم يساعدك في هذا التغيير، أما أنا فمنذ البدء أقول له: توكل على الله سبحانه وتعالى، فهو الأول والآخر، وبالتالي أدخله إلى المنطقة الشرعية».

وأكدت د. هيفاء في هذا السياق: «أنا مشكلتي أن المادة عندما تُعطى تُعطى بطريقة غير شرعية، وغير عقائدية، وتُعطى بطريقة وهمية؛ حيث تُباع أحلام الإنسان ومستقبله وحاجاته، ويتم المراهنة على حاجاته النفسية، وبالتالي يتم بيع الوهم له، ليس ذلك فقط، بل أقوم بإبعاده عن العقيدة الصحيحة، وهو لا يدري أنه ينحرف عن العقيدة؛ فكل شيء يأخذه يقوم بترديده، وهو لا يدري ما يردد من أقوال ومفاهيم».

واستدلت د. هيفاء على وجهة نظرها تلك بأن الذين يبيعون هذا الوهم كثيراً ما يقولون مصطلحات لا أساس لها عندهم، كالقول: «وقد أثبتت الناحية العلمية»، و«أثبتت الدراسات».. وعندما تطالبهم بالدليل على ما يقولون، تراهم يراوغون ويتهربون من الإجابة، فهؤلاء عندما يستحضرون العلم والتجارب والدراسات العلمية، فإن أغلب الناس لا يسألونهم عن الدليل وعن ماهية هذه الدراسات والتجارب. 

في ميزان الإسلام

وبعد هذه التطوافة العلمية المتخصصة مع دورات الطاقة، كان لا بد من استجلاء موقف شرعنا الحنيف منها؛ حيث أكد الشيخ المهندس سالم القحطاني،  الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف الكويتية، أن الإسلام تعامل مع هذه الدورات بصورة واضحة جداً جداً، فالإسلام يدعم العلم بشدة، وهذه الدورات غير موافقة للعلم.

والعلم هنا –حسب الشيخ سالم- هو العلم الحقيقي التجريبي الواقعي، الذي تتفق عليه كل الملل والنحل، وأي شيء يتم تقديمه يجب أن يكون بصورة علمية واضحة؛ وبالتالي فهذه الدورات غير منضبطة علمياً وغير منهجية.

وأضاف أن هذه الدورات تتصادم مع ديننا وعقيدتنا ومنهجنا في كثير من الأجزاء، وإلا فكيف بشخص يحصل على دورة تستمر لمدة أسبوعين، يتساوى مع دكتور يظل في الدراسة والتدريب طوال 7 سنوات دون انقطاع؟! وكيف يتم السماح لشخص نال هذه الدورة التي لا تزيد على أسبوعين بأن يعالج الناس ويصف لهم الأدوية؟! هذه هي الإشكالية؛ لذلك موقف الإسلام من دورات الطاقة المنتشرة حالياً موقف متصادم.

لكنه أكد أن الطاقة التي نعرفها لها آثار وصور وأشكال وتتجدد، ولها تعريف مشهور، فهذه الطاقة الفيزيائية التي درسناها وجربناها لا يعارضها الإسلام، أما الطاقة الروحية الكامنة الموهومة هي التي يعارضها الإسلام.

فهذه الدورات -حسب الشيخ سالم- مُزجت بين الأديان والملل والنحل المختلفة، لتخرج إلى عامة الناس بطريقة أنها هي البديل لإشباع الروح، وهي في الحقيقة معارضة لما جاء في الإسلام من أجل معالجة الروح، ومعالجة النفس، قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} (الإسراء: 85)؛ فالروح شيء عجيب.

وأضاف الشيخ سالم أن الكثير من مرتادي هذه الدورات لديهم خواء، وإشكال وضعف في الجانب الديني؛ لذلك أثبتت الكثير من الدراسات أن المجتمع المتدين، أو العيّنة المتدينة من أي مجتمع عندها استقرار وطمأنينة وراحة لا تجدها عند غيرهم، بمعنى أنه يوجد إشباع.

الإسلام والحاجة الروحية

وحول وسائل الإسلام لإشباع الحاجة الروحية لدى المسلمين، أشار الشيخ سالم إلى أن الأمر الأول هو العبادة، سواء كان في شمولها كالصلاة والدعاء؛ فهذه العلاقة بين العبد وربه سبحانه وتعالى علاقة إشباع عاطفي كاملة؛ بحيث يكون لديه استغناء عمن سواه، كما يقول ابن القيم رحمه الله، الذي تحدث عن أن الروح فيها جفوة وفيها وحشة، لا يشبعها ولا يلم شعثها إلا ذكر الله سبحانه وتعالى، بمعنى أن التدين مطلوب، وهذا ما أجمعت عليه كل الملل، وأن هناك حاجة للتدين، وجاء الإسلام وأعطى هذا التدين وعالج هذه الحاجة الموجودة عند كثير من البشر بشكل عام، والحاجة المتعلقة بالروح وما يعتريها، مستشهداً بقول الله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك: 14).

وأضاف الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف أن الله تعالى هو الذي خلق هذه الروح، وأعطاها منهجية من خلال الجانب العبادي في الإسلام، وكذلك الجانب المعاملاتي؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب»، وهذا علاج فعّال.

وقد اتفقت د. هيفاء مع ما ذهب إليه الشيخ سالم من أن العبادات والمعاملات توفر الراحة النفسية والاطمئنان والاستقرار عند الإنسان، لكنها أضافت أنه في بعض الأحيان يعاني البعض من اضطرابات نفسية ليست لها أي علاقة بالدين، فيمكن أن يكون هناك شيخ متدين وملتزم ومع ذلك يُصاب باكتئاب، وذلك ليس له علاقة بالدين؛ لأن سبب الاكتئاب يرجع إلى خلل في الناقلات العصبية في المخ، وهناك بعض الأمراض الأخرى التي ليس لها علاقة بالتدين مثل الأمراض العصبية، فيجب عدم خلط هذا بذاك؛ فهناك وساوس تنتاب الشخص، فيقول البعض: إنها وساوس من الشيطان، وهي ليست من الشيطان، لأن هناك وساوس قهرية وعلمية، لذا فنحن نتجه إلى منهجية علمية في التعامل مع الاضطرابات أو الأمراض أو التوترات.

إشكالات شرعية

وفي هذا السياق، أكد الشيخ سالم أن هناك بعض الإشكالات الشرعية في هذه الدورات، منها على سبيل المثال، ادعاءات غير حقيقية، ومستحيلة شرعاً، ومن هذه الإشكالات:

– مخالفة أصل الإسلام في توحيد الله تبارك وتعالى، وأنه هو الضار والنافع، فهذه الدورات صرفت الناس عمن هو خالقهم، ومن هو رازقهم، ومن هو المعطي، ومن هو المحيي، ومن هو المميت، {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: 180)، حيث يتم صرف الناس عن حقيقة العبودية لله تبارك وتعالى من خلال هذه الدورات.

– الولع بمعرفة الغيب، وهذه إشكالية كبيرة جداً –حسب الشيخ سالم- فكثير من الدورات تتعامل مع الغيب، بطريقة متحققة، بمعنى أنك ستحصل على هذا الأمر من الغيب، وأنت ستعرف ما سيحدث لك بعد زمن، كأنك تقرأ من اللوح المحفوظ، بل يقال لك: تعالَ نقرأ سوياً من اللوح المحفوظ ما هو الشيء المكتوب لك، إذن هذه الدورات ليست علمية أو منهجية، بل نوع من السحر والكهانة، أو تنجيم بصورة عصرية، رغم أن التوجيه الإلهي للنبي صلى الله عليه وسلم هو: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (النمل: 65).

– خدعت الناس بالإمكانات المهولة غير الواقعية وغير المتقبّلة، واقعاً وشرعاً.

– استخدام الياقوت في تقوية أعصاب العين، واستخدام بعض الأدوات والمواد التي لو ثبت علمياً أنها مفيدة لتكوين بعض الأمور المتعلقة بالجسم فلا يوجد فيها إشكال، والشرع لا يعارضها، لكن عندما لا يثبت طبياً أو علمياً أنها مفيدة، بل هي مجرد ادعاء غيبي، نكون في هذه الحالة قد وصلنا إلى مرحلة من المخالفات الشرعية، وأهم هذه المخالفات الافتراء على الله تبارك وتعالى.

– الشقاء والسعادة: هذه من المسائل المهمة جداً، من هو الشقي، ومن هو السعيد، هذه مبادئ شرعية واضحة، أما بالنسبة لهم فإن المبدأ يختلف.

– التنجيم: قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد برئ مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم»، وقال: «من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

Exit mobile version