الأعياد اليهودية تُقيد حياة الفلسطينيين وقدسية “الأقصى”

ما أن تحل الأعياد اليهودية في شهري سبتمبر وأكتوبر وشهري أبريل ومايو من كل عام، حتى تشل حركة الفلسطينيين وخصوصاً العمال منهم الذين يدفعون ثمن تصاريح العمل أموالاً في سبيل الحصول عليها.

وتهدد الأعياد اليهودية أيضاً قدسية المسجد الأقصى، فالجمعيات الاستيطانية وجماعة الهيكل المزعوم تنظم الاقتحامات الكبيرة للمسجد الأقصى، وإقامة الصلوات التلمودية، ويسارع الفلسطينيون والعلماء إلى الدعوة لشد الرحال للمسجد الأقصى.

في مدينة قلقيلية التي يؤمها في الأيام العادية أكثر من 8 آلاف عامل معهم تصاريح عمل، يحل السكون في منطقة المعبر الشمالي ولا يسمع صوت في المكان.

يقول التاجر محمود خدرج (47 عاماً) لـ”المجتمع”: في الأيام العادية يكون عملنا عند الساعة الثانية صباحاً، وفي أيام العيد عندهم تغلق كافة المتاجر في منطقة المعبر وتصبح المنطقة خالية من أية حرك.

ويقول موظف البلدية إسماعيل الباشا والمسؤول عن مرآب البلدية الذي يتسع لمئات المركبات التابعة للعمال بأجرة رمزية بقيمة 7 شواقل لكل مركبة: في يوم العيد لا يتواجد أي موظف من البلدية في المكان، فلا عمل ولا مركبات، بينما في الأيام العادية تكون الجباية في ذروتها، والساحة الواسعة تكون فيها أكثر من 400 مركبة خاصة للعمال، لذا فنحن كموظفين في البلدية لا نعمل في الأعياد اليهودية أسوة بالعمال.

ويشير العامل رضوان شريم بقوله: لا أحد يستطيع التحرك في الأعياد اليهودية، فالإغلاق شامل، لذا فخسارتنا كبيرة، فأنا أعمل في مجال القصارة، والأجرة اليومية تزيد على 500 شيقل (150 دولاراً)، والإغلاق وعدم العمل يزيد من خسارتنا، فأنا أعمل ضمن تصريح تجاري وغيري من العمال يدفعون ثمن تصريح زراعي عن شهر قرابة الـ2500 شيقل (700 دولار)، وحلول الأعياد اليهودية يكبدهم خسائر فادحة، ولا أحد يعوضهم، وتقع الخسارة على حسابهم الشخصي.

أما النقابي محمود عامر فيقول: خسارة العمال بعد إغلاق المعابر تصل إلى ملايين الشواقل، فأكثر من 100 ألف عامل يتحركون يومياً إلى المعابر الأمنية للعمل داخل مناطق الـ48، والإغلاق يشل حركتهم ويقعدهم عن العمل بشكل قسري، ولا حول لهم ولا قوة، فالاحتلال ربط عجلات الاقتصاد الفلسطيني بكل إجراءاته الأمنية، لذا فالخسائر كبيرة جراء الإغلاق ومنع الدخول إلى الورش.

أما في الطرقات الخارجية، تقوم شرطة الاحتلال باستغلال فترة الأعياد اليهودية وعدم وجود حركة سير لسيارات المستوطنين، بتحرير المخالفات للمركبات العمومية والخاصة، وقد اشتكى العديد من السائقين من تحرير المخالفات لهم من قبل شرطة الاحتلال بشكل استفزازي وعنصري.

يقول السائق العمومي عدنان ربحي (45 عاماً) الذي يعمل على خط قلقيلية رام الله: مع حلول الأعياد يتوقع كل سائق عمومي تحرير مخالفة له خلال عمله طوال اليوم، فقد أصبحت الأعياد اليهودية فرصة ذهبية لشرطة الاحتلال لاصطياد السائقين وتحرير المخالفات بحقهم، ونتجنب السفر عبر الطرق الرئيسة ونضطر إلى استخدام طرق تكون الشرطة الإسرائيلية غير متواجدة فيها.

وفي المسجد الأقصى، تكون الصورة القاتمة في أوجها، فشخصيات اعتبارية ودينية وسياسية وأمنية تقتحم المسجد الأقصى للتباهي أمام الجمهور الإسرائيلي وأمام المتطرفين بهذا الاقتحام.

وبحسب الخبير المقدسي د. جمال عمرو: الاقتحامات في الأعياد اليهودية تهدف إلى تجسيد الواقع التهويدي، ويتعمد المستوى الأمني والسياسي في الدولة العبرية وجود شخصيات ذات وزن برلماني وأمني مثل الصهيوني آفي ديختر، وهو رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، والمتطرف إيهودا غليك، ووزير الزراعة وغيرهم.

ويضيف: بالمقابل يكون شد الرحال للمسجد الأقصى لإبطال مفعول أعيادهم ورسالتهم العنصرية في تجسيد الواقع التهويدي في المسجد الأقصى، فشد الرحال في المسجد الأقصى خير وسيلة لإفشال مخططهم المرعب، ويتعرض من يتواجد في ساحات المسجد الأقصى إلى الاعتقال والإبعاد والضرب والتهديد بالقتل، فاقتحاماتهم يرافقها تواجد أمني مكثف لتوفير الحماية للمقتحمين وإظهار السيادة لأمنية على ساحات المسجد الأقصى.

Exit mobile version