وسط استنفار أمني.. انطلاق مظاهرات “جمعة الخلاص” بعدة مدن مصرية

بدأت في عدة مدن ومحافظات مصرية بعد صلاة الجمعة مظاهرات تطالب برحيل نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط استنفار أمني كبير.

وانتشرت على مواقع التواصل فيديوهات تشير إلى مظاهرات انطلقت في بعض المدن مثل قنا والأقصر وفي حي الوراق بالجيزة. 

وأغلقت الشرطة المصرية صباح الجمعة الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير في القاهرة، رمز ثورة 25 يناير 2011، تحسبا للمظاهرات، في حين اعتبر السيسي أن الدعوة إلى التظاهر “لا تثير القلق”.

وذكرت قناة “الجزيرة”  نقلاً عن مصادر أن السلطات أغلقت محطات مترو السادات وجمال عبد الناصر وأحمد عرابي قبيل ساعات من مظاهرات مرتقبة ضد السيسي. كما بدت شوارع القاهرة صباحا شبه خالية، بعد أن أغلقت معظم الطرق أمام السيارات، وكانت مداخل ميدان التحرير من كل الجهات مغلقة أمام حركة السيارات صباحا.

واتخذت الشرطة تدابير أمنية مكثفة في مختلف أنحاء البلاد، بعد مظاهرات مفاجئة حصلت الجمعة الماضي في القاهرة ومدن أخرى، طالبت برحيل السيسي، وكانت هي المظاهرات الأولى من نوعها منذ قرابة أربع سنوات. 

ومنذ الاحتجاجات التي خرجت يوم الجمعة الماضي، شنت السلطات حملة اعتقالات قالت منظمات معنية بحقوق الإنسان إنها أسفرت عن اعتقال أكثر من ألفي شخص على الأقل. 

غير أن النائب العام المصري قال أمس الخميس إن النيابة العامة “استجوبت عددا لا يتجاوز ألف متهم من المشاركين في تلك المظاهرات”.

وتم توقيف أكثر من ألفي شخص منذ وقوع هذه التظاهرات، بينهم أكاديميون وناشطون، بحسب منظمتين غير حكوميتين.

وصباح اليوم، أكد المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية -وهو منظمة حقوقية ترصد عمليات التوقيف- “ارتفاع عدد من تم القبض عليهم” منذ الجمعة الماضي إلى 2076.    

وأوضح أن بين من هؤلاء “976 حالة تم عرضها على النيابات و1092 حالة لم ترد أي معلومة رسمية بخصوصها”، مشيرا إلى أن هؤلاء الموقوفين الأخيرين هم “1002 ذكر و74 أنثى و101 طفل”.

وأكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن السلطات أوقفت “قرابة ألفي شخص” بعد تظاهرات الأسبوع الماضي، وحجبت “مواقع إنترنت سياسية وإعلامية، كما عطلت خدمات إنترنت أخرى يستخدمها المتظاهرون للتواصل”.

وبين الذين تم توقيفهم أخيرا الصحفي في صحيفة “الأهرام” خالد داود، وهو قيادي في حزب “الدستور”، وأستاذا العلوم السياسية في جامعة القاهرة حازم حسني وحسن نافعة.

ودعا المقاول المصري محمد علي -المقيم في إسبانيا والذي لم يسبق له العمل بالسياسة- في فيديو نشره على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الأسبوع إلى التظاهر بكثافة ليوم الجمعة الثاني على التوالي.

السيسي: لا تقلقوا

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لصحفيين صباح الجمعة فور وصوله إلى القاهرة عائدا من نيويورك حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، “لا داعي للقلق” من الدعوات إلى التظاهر ضده.

وأكد في تصريحات بثتها محطات التلفزة المحلية “لا يمكن خداع المواطنين ولا داعي للقلق. مصر بلد قوي بالمصريين”. 

وصافح السيسي عددا ممن كانوا ينتظرون عودته في المطار، وقال لهم “أنتو واقفين هنا ليه؟ صباح الخير.. إيه اللي مصحيكو بدري النهار ده الجمعة.. والموضوع مش مستاهل خالص”، في إشارة إلى أنه غير قلق من المظاهرات المنتظرة اليوم.


Exit mobile version