أسواق غزة.. بضائع مكدسة تبحث عمن يشتريها

شبح الركود يخيم على الأسواق الغذائية والتنموية بقطاع غزة؛ بسبب ضعف القدرة الشرائية، وعدم إقبال المواطنين على الشراء؛ مما أثر بالسلب على الوضع الاقتصادي للتجار الذين باتوا مهددين بالإفلاس بسبب تكدس البضائع وقلة شرائها.

سوق الزاوية إحدى الأسواق الشعبية الشهيرة في قطاع غزة، التي أصبحت خالية من المواطنين، وأصبحت تشبه ملعباً لكرة القدم، ملعباً دون لاعبين! فلو نظرت إلى السوق ستجد جميع أصناف المواد الغذائية والبضائع منتشرة ومكدسة بالسوق، لكن لا يوجد من يسأل عن ثمنها إلا فئة قليلة من المواطنين الذين لا يشترون كما في السابق، بل يشترون الأشياء والحاجيات الضرورية واللازمة للبيت فقط.

تجول مراسل “المجتمع” داخل السوق، ورصد حركة البيع والشراء، خاصة أن هذه السوق معروفة بغزة، تعج على مدار اليوم بالزبائن والمواطنين، لكن الحال تغيرت هذه الأيام؛ لعدة أسباب، أهمها الحصار الصهيوني، وقلة الرواتب بسبب الأزمة المالية التي تواجه السلطة الفلسطينية جراء خصم أموال المقاصة من قبل الاحتلال.

إفلاس

يقول هاني حمادة، صاحب محل خضراوات وسط سوق الزاوية: إن التجار أصبحوا غير قادرين على تسديد ثمن البضائع إلى أصحاب المزارع بسبب قلة البيع، وإن معظم أصحاب المحلات أغلقوا أبوابهم بعد إعلان إفلاسهم، ومنهم من أصبح مديوناً وملتزماً بتسديد شهري، وإن لم يستطيع يكون مهدداً بالحبس.

وأضاف حمادة أن جميع البضائع الأساسية وغير الأساسية متوافرة وبأسعار مناسبة، لكن هناك حالة ركود كبرى في السوق، وأحياناً يضطر البائع إلى خفض أسعار من أجل أن يبيع بضاعته حتى لا تبور وتفسد أمامه، ورغم ذلك لا تباع كلها.

وقال: قلة فرص العمل والفقر والبطالة التي زادت وانتشرت بغزة بفعل الحصار أثر بشكل كبير على حركة البيع والشراء، حتى الموظف أصبح عاجزاً عن تلبية متطلبات بيته.

وأشار إلى أنه بشكل يومي يكبَّد بخسائر مالية كبيرة بسبب توافر البضائع وقلة بيعها للمستهلك، مضيفاً أن هناك من يشتري ولكن ليس كما بالسابق، أصبح الناس يشترون الحاجيات الضرورية فقط التي تلزم البيت فقط.

وناشد المجتمع الدولي بضرورة التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في قطاع غزة، خاصة أنه أصبح مهدداً بكارثة إنسانية.

من جهته، قال المواطن محمد أبو حسنين، في تصريح لـ”المجتمع”: إنه يحاول شراء الحاجيات الأساسية فقط لعدم قدرته على شراء كل شيء.

شراء بالاستدانة

وأضاف أبو حسنين أنه وبسبب قلة العمل بغزة، فإنه يعمل بمعدل يومين أو ثلاثة أيام أسبوعياً فقط، الأجرة متدنية، لكن سوء الأحوال بغزة جعله يعمل في أي شيء وبأي شيء حتى يستطيع توفير لقمة العيش لأطفاله والبالغ عددهم 6.

وقال: كثير ما يطلب أبناؤه منه أشياء، ولكن لا يستطيع توفيرها، إما لارتفاع ثمنها ويكون غير قادر على شرائها، وإما تكون هناك أشياء ضرورية أهم  فيضطر إلى شراء الأشياء الأكثر أهمية.

وقال: إنه يضطر أحياناً إلى شراء بعض الحاجيات عن طريق الاستدانة، ويقوم بتسديد ثمنها عندما يتوافر لديه مال، موضحاً أنه قليل من التجار من يتعامل بنظام “الاستدانة”؛ لأنهم يقولون: الأوضاع لا تسمح بالبيع بالاستدانة.

وطالب بأن ينظر الجميع والعالم بعين الرحمة إلى أهالي قطاع غزة وتوفير فرص عمل لهم وأن تفتح أمامهم المعابر.

يشار إلى أن قطاع غزة يعاني من تدهور اقتصادي غير مسبوق نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً، إضافة إلى قلة الرواتب؛ مما زاد في نسبة الفقر والبطالة، حيث وصلت نسبة الفقر إلى أكثر من 65%، ونسبة البطالة إلى 55%.

Exit mobile version