الحسابات الوهمية ومركز التواصل الحكومي

قال الشاعر أبو العتاهية: إن الشباب والفراغ والجِدَة مفسدة للمرء أي مفسدة.

‏هذا البيت يوصف لنا الأسباب الحقيقية لكل المشكلات التي يرتكبها الشباب، ومنها ما يسمى بالحسابات الوهمية التي توثر على الوضع الاجتماعي والسياسي للبلاد.

وقبل أن أتحدث عن الحسابات الوهمية التي تعتمد على بث الإشاعات في المجتمع لأهداف خاصة بكل شخص، قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}) (الحجرات).

إذاً؛ قبل نقل أي خبر يجب التثبت، فعدم التثبت يدخلنا في الكذب والبهتان، وتعم الفوضى في المجتمع.

وأنا هنا أعتبر أن المسؤولية مشتركة ما بين من يؤسس هذه الحسابات لأغراض يظن أنها مهمة وهي أهداف “منحطة”، ومجلس الأمة بعدم وضع تشريع واضح للحسابات الوهمية ذات النتائج الوخيمة، فوزارة الداخلية لا تستطيع التحرك بلا قانون.

وأنا هنا كذلك أحمّل مركز التواصل الحكومي السبب الرئيس بانتشار الحسابات الوهمية، فلو أجرى المركز دراسة علمية والسير على نهجها لما وصلنا إلى هذه الحال.

إن مركز التواصل الحكومي مطالب بعقد مؤتمر صحفي أسبوعي يوجز فيه الإنجازات الحكومية خلال الأسبوع، وكذلك القيام بعقد لقاءات مع المشهورين في مواقع التواصل الاجتماعي.

إن هذا الاهتمام المتعمد من الجهاز مع علمنا بالنشاط والهمة التي يتصف بها رئيس الجهاز ليس الحل برد فعل متشنج ضد الحسابات الوهمية ومحاولة إقرار قانون يقيد الحريات، فسبب تداول هذه الحسابات هو غياب المعلومة الحقيقية من مصدر المعلومة.

ولأصحاب الحسابات الوهمية، اتقوا الله في الكويت، فالغاية لا تبرر الوسيلة، والكويت محفوظة من الله تعالى.

كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع.

Exit mobile version