– البرغوثي: ضم الأغوار نهاية لحلم الدولة الفلسطينية ويجب مواجهته بالمقاومة وإنهاء الانقسام
– الخواجا: الأغوار تشكل 28% من مساحة الضفة وضمها سيحرم الفلسطينيين من مواردهم الطبيعة
تعد منطقة الأغوار بمثابة القلب بالنسبة للضفة المحتلة، فهي تشكل رئتها الاقتصادية ومصدر ثرواتها الطبيعية، وتتمتع بموقع جغرافي متميز، وقرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بضمها هي والمستوطنات الجاثمة على أراضي الفلسطينيين، ليس صدفة، فمخططات الاستيطان والتهويد والضم لم تتوقف، بل إن الاحتلال حول مناطق واسعة في الأغوار لمناطق تدريبات عسكرية واستولى على معظمها وطرد الفلسطينيين منها، وعملية ضم الأغوار والبحر الميت معناه من الناحية السياسية والجغرافية حصر الوجود الفلسطيني في كانتونات صغيرة يتحكم الاحتلال على مداخلها، والاستيلاء على أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية التي تشكل 21% من مساحة فلسطين التاريخية، وهذا يعني منع إقامة دولة فلسطينية.
الأغوار ومخططات الضم
يقول الخبير في مجال الاستيطان صلاح الخواجا لـ”المجتمع”: إن منطقة الأغوار تعد هي سلة غذاء الضفة، ومصدر ثرواتها الحيوانية والزراعية والمائية، فهي منطقة شاسعة تشكل ما نسبته 28% من مساحة الضفة الغربية، والاحتلال من خلال عملية الضم لهذه المنطقة يكون قد أجهض على حلم الفلسطينيين إقامة دولة لهم، وحارب الفلسطينيين في ثرواتهم الطبيعية.
وأكد الخواجا أن الاحتلال منذ احتلال الضفة المحتلة، وهو يقوم بتسمين المستوطنات وتوسيعها؛ بهدف ربطها مع بعضها في كتل استيطانية ضخمة يسهل تحويلها إلى مدن، وفرض السيادة الإسرائيلية عليه، لافتاً إلى أن الاحتلال أقام في محافظة سلفيت وحدها 24 مستوطنة، يضاف إلى ذلك الطرق الالتفافية التي يزيد طولها على 1400 كلم وذلك لربط المستوطنات مع بعضها.
الجدار والضم بهدف نهب الأرض الفلسطينية
بدوره، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع”: إن عزم نتنياهو ضم الأغوار والمستوطنات يجب أن ينقلنا لمرحلة تصعيد الاشتباك والمقاومة لإجراءات الاحتلال التي هي باطلة بالنسبة للشعب الفلسطيني، وقرار الضم لم يكن وليد اللحظة، فهي عملية تنفذ لخطة شاملة للاستيلاء على كل الأرض الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين بتشجيع من الإدارة الأمريكية التي تبارك الخطوات العنصرية لنتنياهو.
وأشار البرغوثي إلى أن على الفلسطينيين أن يتكاتفوا ويتحدوا ويغادروا مربع الانقسام من أجل إسقاط “صفقة القرن” ومشاريع نتنياهو التصفوية التي تهدف لابتلاع كل الأرض الفلسطينية، وعلى الدول العربية أن تتوقف عن التطبيع مع هذا الاحتلال المجرم الذي لم يعد يعترف لا بقانون ولا بشرعية دولية.
توسيع المستوطنات
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ”المجتمع”: الاحتلال لم يتوقف يومياً عن عمليات التوسع الاستيطاني في الضفة المحتلة، بهدف الوصول لمرحلة الضم لما يسمى بالسيادة الإسرائيلية، فهو شرع منذ فترة طويلة بمحاصرة القدس بالمستوطنات وعزلها عن الضفة المحتلة، بل وأن الاحتلال عمد إلى فصل شمال ووسط الضفة عن جنوبها من خلال الاستيطان وجدار الفصل العنصري الذي اقترب الاحتلال من الانتهاء منها بعد إنجاز 80%.
وأشار عساف إلى أن ضم الكتل الاستيطانية لما يسمى بالسيادة الإسرائيلية لن يغير من حقيقة أن هذا الاحتلال إلى زوال، وأن الشعب الفلسطيني صامد على أرضه في مواجهة الاحتلال، لافتاً إلى أن نموذج الخان الأحمر ووادي الحمص في القدس المحتلة سيتكرر في كل منطقة يحاول الاحتلال السيطرة أو الاستيلاء عليها.
التهويد وجدار الفصل العنصري
وقد وثقت تقارير حقوقية فلسطينية أن الاحتلال قام بالاستيلاء على أراضي 180 تجمعاً فلسطينياً في الضفة المحتلة، بهدف إقامة جدار الفصل العنصري الذي فتت أوصال المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، حيث تم نتيجة إقامة هذا الجدار العنصري الاستيلاء على 37% من أراضي البلدات والقرى الفلسطينية التي يمر بها جدار الفصل العنصري الذي يتجاوز طوله 770 كم بينها 181 كم في الجزء المحيط بالقدس المحتلة بارتفاع 8 أمتار وأكثر في بعض المناطق.
وفي ظل تصاعد حرب التهويد والاستيطان والضم، طالب الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية بالانفكاك عن اتفاق أوسلو الذي تصادف هذه الأيام ذكراه 26، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بسحب الاعتراف بالاحتلال ونبذ أوسلو وتبعات ما جاء في اتفاقها.