الخطوات الفلسطينية في الانفكاك عن “أوسلو” صرخة للعالم أن القضية الفلسطينية حية

– التهدئة في غزة قائمة و”حماس” والاحتلال لا يريدان الدخول حالياً في حرب

– تشكيل لجنة وطنية من الفصائل الفلسطينية هي الضمان الأمثل لإنهاء الانقسام

– الكويت تقف صخرة منيعة ضد التطبيع مع العدو وتدعم صمود الفلسطينيين

 

قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس د. أحمد يوسف: إن الخطوات الفلسطينية بالانفكاك عن اتفاقية أوسلو هي خطوة لإرسال رسالة للاحتلال وواشنطن والمجتمع الدولي أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه، ولن يسمح بتمرير “صفقة القرن”، مؤكداً أن تحقيق المصالحة هي الطريق الوحيد لإسقاط “صفقة القرن”، وكل المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية.

وأشاد د. يوسف بالمواقف الكويتية المشرفة من القضية الفلسطينية، خاصة وأن الكويت تناهض بقوة التطبيع مع الاحتلال.

ولتسليط الضوء على التطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية كان لــ”المجتمع” الحوار التالي مع القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) د. أحمد يوسف:

تطورات مهمة تتعلق بإعلان السلطة الفلسطينية الانفكاك عن أوسلو، كيف تصفون تلك التطورات خاصة في هذا التوقيت؟

– هناك بالتأكيد مؤامرة أمريكية على الشعب الفلسطيني، وتماهٍ واضح للأسف من قبل العديد من الأطراف الإقليمية مع واشنطن لتطبيق “صفقة القرن”، وتشجيع الأمريكيين على المضي في صفقة القرن، وتهميش الفلسطينيين من أي دور، والانحياز الأمريكي فاضح مع الاحتلال، لذلك خطوات السلطة الفلسطينية بالانفكاك عن الاتفاقيات مع الاحتلال ربما تردع بعض الأطراف عن المضي قدماً في التساوق مع الاحتلال وواشنطن التي تضر بمستقبل القضية الفلسطينية، مثل تلك الإجراءات إيجابية وتوصل رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني يرفض الصفقة، ولن يتعامل معها نهائياً، ورسالة للأمم المتحدة بضرورة التحرك وعدم ترك القضية فريسة لواشنطن، وخطوات التخلص من أوسلو لا شك أن عليها إجماعاً في المؤسسات الفلسطينية بضرورة التصدي لـ”صفقة القرن”، وتحقيق ذلك يكون عبر المصالحة وإنهاء الانقسام.

هل أفق المصالحة مفتوح في ظل الحديث مؤخراً عن مطالبة “حماس” بتطبيق اتفاق المصالحة الموقع عام 2011 في القاهرة ورفض حركة “فتح” لذلك؟

– لا تبدو الأمور قريبة المنال، هناك مطالبات بضرورة إنهاء الانقسام، وإذا استمر الانقسام كما هو حالياً، الدول العربية لن تسمع منا في حال استمر التناقض الفلسطيني، يجب أن تكون هناك وحدة موقف وسياسة فلسطينية، والانقسام سيساعد على التطبيع مع الاحتلال، وهذا يشكل مشكلة خطيرة على القضية الفلسطينية، ويساعد واشنطن والاحتلال في تصفيتها.

ماذا عن لقاء إسطنبول بين رئيس الوزراء محمد إشتيه مع قيادات حركة “حماس”؟

– هذا اللقاء بالفعل حدث في بداية تشكيل الحكومة الجديدة، وهناك لقاءات كذلك حدثت في الضفة الغربية، ولكن عملياً تلك اللقاءات تحتاج لرؤية وقراءة يتوافق عليها الطرفان، و”حماس” قدمت رؤية للخلاص الوطني، الأطراف الفلسطينية حين تتفق وتعود الأمور للرئيس الفلسطيني محمود عباس تتعثر ونعود للسجالات، لذلك نريد أن تكون هناك لجنة وطنية تشرف على تطبيق اتفاق القاهرة للمصالحة الموقع عام 2011، وهو بمثابة المرجعية لكافة الاتفاقيات، ونحن بحاجة أن يكون الرئيس أبو مازن يعطي مباركة منه لأنه لا مبرر لاستمرار الانقسام.

ما المشكلة أن تطبق حركة “حماس” اتفاق عام 2017 الخاص بالمصالحة الفلسطينية كما تطالب حركة “فتح”؟

– اتفاق 2017 الموقع بين الأطراف؛ “حماس” تقول عنه خطوط عريضة، والتفاصيل الخاصة بالمصالحة موجودة في اتفاق عام 2011، وافق عليها الطرفان، لذلك يجب تطبيقه، نحن نحتاج لمرجعية وطنية مكونة من فصائل العمل الوطني الوازنة، التي لها ثقل في مشروع التحرر الوطني ومجابهة الاحتلال، أن تباشر بالإشراف على تنفيذ اتفاق المصالحة، وهذا ليس صعباً، بل يحتاج لنوايا صادقة لإنهاء الانقسام.

باعتقادكم، هل تشكيل حكومة وحدة وطنية هي الضمانة لتنفيذ المصالحة؟

– يجب أن تشكَّل حكومة جديدة من خلال توافق وطني، ونحتاج لحكومة توافقية يشارك فيها الجميع، والحكومة الجديدة هي من تنفذ وتشرف على الاتفاق ليتم تطبيقه بشكل كامل، ولا يمكن أن يطبق اتفاق المصالحة بدون أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية ذات إجماع وطني قوية قادرة على ضبط ومراقبة تنفيذ تفاهمات المصالحة.

ماذا بخصوص تفاهمات التهدئة في ظل عدم تقيد الاحتلال بها، واستمراره في التصعيد؟ وهل تتوقعون حرباً قبل الانتخابات “الإسرائيلية” المقررة في سبتمبر القادم؟

– الاحتلال لم يلتزم بالتهدئة التي أبرمت برعاية القاهرة والأمم المتحدة، وهو يضرب الشعب الفلسطيني في كل مكان، وهناك تصعيد في قطاع غزة من توغلات يومية وتشديد الحصار واستهداف الصيادين والمزارعين، لكن الاحتلال ليس في وارده حالياً تصعيد الأوضاع في قطاع غزة لتتدحرج لحرب، في ظل اقتراب الانتخابات “الإسرائيلية”، وهناك ظروف مأساوية في غزة تتطلب تضميد الجراح والتخفيف من معاناة الناس، ولا أحد من الطرفين “حماس” والاحتلال له غاية في التصعيد الآن، ولكن يجب أن يرفع الحصار الظالم المفروض على القطاع، وأن يتحرك المجتمع الدولي لإنهاء المأساة الإنسانية في قطاع غزة الناتجة عن الحصار والعدوان “الإسرائيلي”.

للكويت دور مشرف وثابت من القضية الفلسطينية حتى باتت مواقفها الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني عبر تاريخ قضيته حديث كل فلسطيني، حدثنا عن ذلك.

– الكويت، مشكورة، الحاضنة على الدوام للقضية الفلسطينية، وهناك دعم مطلق منها للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، وعلى صعيد تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، والكويت مواقفها مشرفة، وهي انعكاس لحالة الأحزاب والقوى والمؤسسات في هذه الدولة العظيمة بمواقفها الصلبة من القضية الفلسطينية، والكويت ضد التطبيع وهي تجابه من يسير على هذا الطريق، ولم تتخذ أي موقف يتعارض مع المواقف الوطنية الفلسطينية بالمطلق، بل تعزز هذه المواقف، وهذه المواقف المشرفة من الكويت الشقيقة جعلت الفلسطينيين ينسبون أسماء مؤسساتهم وشوارعهم باسم الكويت، فكل الشكر للكويت أميراً وحكومة وشعباً على ما قدموه ويقدموه للقضية الفلسطينية والدفاع عنها، وهذا مدعاة للفخر والاعتزاز.

Exit mobile version