نورالدين البحيري: الآليات الديمقراطية حسمت مسألة مرشح النهضة للرئاسة

أكد رئيس كتلة حزب حركة النهضة بمجلس نواب الشعب، نور الدين البحيري، أن اختيار الأستاذ عبد الفتاح مورو كمرشح للحركة لخوض سباق الرئاسة، جاء بعد نقاشات جدية ومعمقة حول ما إذا كانت مصلحة البلاد تقتضي اختيار مرشح للرئاسة من داخل الحركة أو من خارجها.

وتابع، في تصريحات لـ”المجتمع”، أنه تم تصويت أوليّ داخل مجلس شورى الحركة، لكنه لم يفرز الأغلبية القانونية المطلوبة التي ترجح أحد الرأيين، ويوم 6 أغسطس2019م تمكن مجلس الشورى بفضل الله من الخروج منتصراً بتحقيق الأغلبية القانونية، فاختيار مرشح للرئاسة نعتبره قضية وطنية، فالرئيس سيواصل إنجاز وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي، ويحقق للتونسيين مطالبهم المشروعة في الحياة الكريمة، وينقذ الطبقات المتوسطة والفقيرة من حالة الانهيار في مقدرتهم الشرائية.

وتابع: نريد رئيساً يحمي السيادة الوطنية، ويستمر في بناء العلاقات الطيبة المتوازنة والمسؤولة مع الدول الشقيقة والصديقة.

وأشار البحيري إلى أن عملية انتخاب عبدالفتاح مورو كمرشح للحركة للانتخابات الرئاسية تمت بسلام، رغم ما اعترى النقاشات قبلها من صعوبات، واليوم رئيس الحركة والمكتب التنفيذي للحركة ومجلس شورى الحركة، وقواعد الحركة على قلب رجل واحد في التعاطي مع استحقاقات المرحلة، وهو تأكيد على أن لقواعد الحركة ومؤسساتها دوراً حاسماً في خيارات الحركة، وفقاً للآليات الديمقراطية.

وأوضح البحيري أن الحركة تدار من خلال آليات ومؤسسات ولا يوجد في الحركة دكتاتور يأمر فيطاع.

وبيّن أن هناك آليات تحدد مهام وحدود المكتب التنفيذي ومجلس شورى الحركة، وقد تم اختيار الأستاذ عبدالفتاح مورو في ظل الآليات الديمقراطية، بل في أبهى وأجل مظاهرها.

وقد خوّلنا مجلس الشورى لرئيس الحركة اختيار مرشح للرئاسية، ورغم أن القانون الأساسي يمنحه حق ترشيح نفسه للمناصب السياسية العليا، أو ترشيح غيره، وقد قام رئيس الحركة مراعاة لمصلحة البلاد ومراعاة للمصالح الوطنية العليا وكذلك مراعاة لمصالح الحركة التي في قوتها ونضج خياراتها مصلحة وخدمة للبلاد وخدمة لمسار الانتقال الديمقراطي بها، اقترح على مجلس شورى الحركة التخلي عن حقه في الترشح، ليكون نائبه الأول عبدالفتاح مورو مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية، وهذا ما تم التصويت عليه بإجماع 98 صوتاً.

ووصف تلك اللحظة التي تم فيها التصويت باللحظة المهمة والفارقة، في تاريخ تونس وحزب حركة النهضة، فليس من السهل أن يتم ذلك في بقية الأحزاب الأخرى، وتاريخ وحال كثير منها معروف.

وأشار إلى أن وحدة الحركة مسؤولية الجميع، قيادات وأنصاراً، فقوة الحركة في قرارها الجماعي، والحمد لله أن الحركة توافقت على رئيس يؤمن بالديمقراطية ويمارسها، والمكتب التنفيذي مستعد لمراجعة الخيارات، وهو لا يبحث سوى عن مصلحة البلاد من خلال حلول توافقية داخل الحركة وداخل المنتظم الوطني.

وأعرب البحيري عن اعتقاده بأن عبقرية حركة النهضة تكمن في تحويل الخلافات إلى نقطة التقاء ووضع اليد في اليد، إذ إن المصلحة الوطنية تبقى دائماً فوق كل اعتبار.

وحول استعدادات الحركة للانتخابات الرئاسية، وإمكانية أن تكون الفترة الماضية قد قلّصت من وهج الاستعدادات، أفاد بأن الحركة حاضرة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية عبر مرشحها الأستاذ عبدالفتاح مورو، لا سيما وأن هناك إجماعاً داخل مجلس الشورى، ورضا عاماً من أبناء الحركة على الخيار الأخير، بالتالي سنخوض الانتخابات بكل أمانة ومسؤولية.

واعتبر البحيري اختيار مورو للانتخابات الرئاسية من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية، لما يتمتع به مورو من إشعاع شعبي، وقبول من مختلف التيارات والتوجهات والكفاءات الوطنية، وواصل قائلاً: لا أحد يشك في أن الأستاذ عبدالفتاح مورو شخصية وطنية مهمة إشعاعها وتأثيرها يتحاوز حركة النهضة وحتى حدود الوطن.

ونوّه البحيري بخصال الأستاذ عبدالفتاح مورو، وبدوره في مكافحة الاستبداد، ودوره في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي، والعدالة الانتقالية، ودوره داخل مجلس نواب الشعب، أثناء ترؤسه للجلسات، ومشاركته في برامج وسائل الإعلام، وأثبت خلال ذلك قدرة على ملء الموقع الذي تبوأه، وهذا ما رشحه لمنصب مهم كرئاسة البلاد.

وهنأ البحيري النهضويين والتونسيين على ما وصفه بخروج الحركة من امتحان الترشحات، واحدة موحدة قوية لأن قوتها في وحدتها، وفي وحدتها وحدة للبلاد، والعكس بالعكس، فالمس من قوتها مس من قوة تونس، وعدم استقرارها مس من استقرار تونس، والانتقال الديمقراطي في تونس.

وأعرب عن تمنياته بالنجاح لتونس في عرسها الديمقراطي، وجدد ترحمه على الرئيس الراحل محمد الباجي قايد السبسي، الذي كان صديقاً مقرباً لمورو، وكان آخر قرار اتخذه رغم مرضه، هو توقيع دعوة الناخبين للمشاركة في الانتخابات.

وحول انتظار بعض السياسيين دعماً من النهضة في الانتخابات الرئاسية، وموقف النهضة الذي خيّب آمالهم وما يمكن أن يقول لهم أجاب: اختيار الأستاذ عبدالفتاح مورو لخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح للحركة ليس فيه أي مس أو قدح في بقية الخيارات من خارج الحركة وبقية المترشحين للانتخابات الرئاسية ممن عوّلوا على دعم الحركة أو غيرهم، كلهم أصدقاء وإخوة لنا، والمسألة تقدير من الحركة للمصلحة الوطنية، فلم يكن اختيار مورو سهلاً، بل كان بعد حوار طويل وصعب ومخاض عسير، أفضى لاختيار الأستاذ عبدالفتاح مورو، وهذه هي الآليات الديمقراطية المعتمدة صلب حركة النهضة، وسنخوض المنافسة بروح وطنية عالية.

ووجه البحيري رسالة لأبناء النهضة، نقول لهم: الحمد لله، رئيس الحركة، والمكتب التنفيذي، ومجلس شورى منتخب بين مؤتمرين آذانهم مفتوحة لكم وقلوبهم مفتوحة لكم وعيونهم مفتوحة من أجلكم، ومكاتبهم على ذمتكم، وقد استجابوا لما طالبتم به، ونقول لكم أيضاً: إن مسؤوليتكم كبيرة جداً في إنجاح مطالبكم وإنجاح الديمقراطية في تونس والحفاظ عليها، وأي مساس بها هو مساس بالأمن الوطني، ولا بد من حمايتها من أعداء الانتقال الديمقراطي، ومن أعداء أهداف الثورة في تونس، وأعداء الدستور والقانون، وهم يتمنون بل يعملون على إحلال الشر بتونس، ونيل الشر من تونس، وهم حلفاء الإرهاب الطبيعيين، وحلفاء الإرهاب بالتقاطع.

وأضاف مخاطباً النهضويين: كما فوّتم على المتربصين الفرحة بانقسام النهضة، فوتوا عليهم تحقيق أحلامهم في النيل من تونس وحريتها وديمقراطيتها، ودمتم موحدين كالبنيان المرصوص ومنتصرين، ونرجو أن يتوحد التونسيون خلف الأستاذ عبدالفتاح مورو لاستكمال مشوار خدمة تونس والتونسيين.

Exit mobile version