الشهيد الأسير طقاطقة.. شاهد جديد على إعدام الاحتلال للأسرى

ارتقاء الشهيد الأسير نصار طقاطقة (31 عاماً) من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، صباح اليوم الثلاثاء، داخل عزله الانفرادي، الذي لم يمضِ على اعتقاله قرابة الأسبوعين في الأول من يوليو الجاري، مؤشر خطير يدلل على خطورة ما يتعرض له المعتقلون في بداية الاعتقال، والتحقيق القاسي الذي يتعرضون له من قبل المحققين في مراكز التحقيق.

الأسير الشهيد نصار طقاطقة الضحية الـ220 من شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967م، إضافة إلى استشهاد العشرات من المحررين عقب الإفراج عنهم بفترة وجيزة؛ ما يشير إلى عملية اغتيال بطيئة للأسرى عند تحررهم، فالملفات الطبية بالنسبة للأسرى تعتبر من الملفات السرية التي يحظر على أي جهة الاطلاع عليها، خوفاً من انكشاف أمرهم، فالتقارير تشير إلى استخدام أجساد الأسرى كحقل تجارب لشركات الأدوية.

عائلة شهيد الأسير معزوز دلال الذي استشهد في أبريل 1995م أكدت أن الاحتلال استهدف ابنها الأسير بالقتل البطيء، وقبل وفاته بساعات أفرجت عنه حتى تتخلص من عبء استشهاده داخل الأسر.

تقول زوجته أم مصعب: زوجي الشهيد اعتقل وهو يعاني من عدم الحركة نتيجة ورم في ركبته، ولم يسمح له الاحتلال بالسفر للخارج بهدف العلاج، وقام باعتقاله في السابع من سبتمبر 1994م، وحوله للاعتقال الإداري بدون تهمة، وحرمه من العلاج حتى استشهد بعد تسعة أشهر من الاعتقال.

تصفية متعمدة

يقول شريف طقاطقة، عم الشهيد الأسير نصار: تم اعتقاله وهو يتمتع بصحة جيدة، ولم يدخل مستشفيات، وهذا هو الاعتقال الأول له، ولم يسمح الاحتلال للمحامين بزيارته، وهذا يدلل على أن الاحتلال ارتكب الجريمة بتعمد وأخفى كل شيء، وهو الرابع في الأبناء الذكور، ونطالب بلجنة تحقيق فورية، لأن استشهاده كان تصفية متعمدة له، والاحتلال يحاول تبريد ملف استشهاده بالقول: إنه استشهد من خلال جلطة مفاجئة، فجولات التحقيق التي خاضها الشهيد الأسير نصار ومنع زيارته من قبل المحامين السبب المباشر لاستشهاده، ووضعه في عزل انفرادي قاتل.

المحررة سونا الراعي من قلقيلية، اعتقلت 12 عاماً، وشقيقة الشهيد الأسير إبراهيم الراعي الذي استشهد في أقبية التحقيق عام 1988 تقول: عندما سمعت بخبر استشهاد الأسير نصار طقاطقة تذكرت شقيقي الشهيد إبراهيم الراعي الذي استشهد بتصفية وإعدام من ضباط المخابرات في جولات التحقيق، وأي ذريعة يسوقها الاحتلال فهي مرفوضة، فإعدام الأسير يكون ضمن قرار من قبل فريق التحقيق معه، ولا يكون بشكل عفوي، فالشماعة الصحية للأسير عبارة عن هروب من الحقيقة، وإخفاء خيوط الجريمة خصوصاً أن الاحتلال يرفض تدخل أي لجان للتحقيق في ظروف استشهاد أي أسير وهذا يكفل عدم كشف خيوط الجريمة.

زنازين قديمة ومهجورة

أما أسماء حوتري، زوجة الأسير المريض رائد حوتري، المحكوم 23 مؤبداً، فتقول: استشهاد الأسير نصار طقاطقة يدق جدران الخزان بقوة لإنقاذ الأسرى في سجون الاحتلال، فظاهرة استشهادهم زادت نتيجة ظروف التحقيق القاسية، وسياسة الإهمال الطبي والفحص الوهمي للسير لما يسمى بطبيب السجن في عيادة لا تصلح إلا أن تكون زنزانة، وطبيب السجن في الأصل يمارس دور المحقق، فلا رعاية طبية تذكر خصوصاً في زنازين الحقيق القاسية.

ويلفت مكتب إعلام الأسرى إلى أن ضباط التحقيق الصهاينة وضعوا الأسير نصار طقاطقة في زنازين قديمة جداً ومهجورة منذ وقت بسبب سوئها وعدم صلاحيتها للحياة ومليئة بالصراصير والحشرات إضافة إلى الرطوبة العالية، حيث تعاملت إدارة السجون مع الأسير على أنه ممثل ويدعي المرض، كما شوهد الأسير وهو ينزف الدم من الأيدي والأقدام نتيجة الاعتداء عليه والقيود الحديدية.

تحقيق دولي

إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، بفتح تحقيق دولي في وفاة الأسير نصار طقاطقة في سجن إسرائيلي، وحمّلت “إسرائيل” وأذرعها الأمنية بما فيها مصلحة إدارة السجون المسؤولية الكاملة والمباشرة عن وفاته.

ودعت الوزارة في بيان لها إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوقوف على ملابسات وتفاصيل هذه الجريمة العنصرية، وتوفير الحماية القانونية والسياسية للأسرى جميعاً، وتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم.

واعتبرت أن اللامبالاة التي يبديها المجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المختصة باتجاه انتهاكات وجرائم الاحتلال تشجع سلطات الاحتلال على التمادي في ارتكاب مثل هذه الفظائع.

وأشار البيان إلى أن وفاة طقاطقة في أقبية التحقيق يستدعي تحرّكًا عاجلًا من المحكمة الجنائية الدولية وفتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال وملاحقة ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

Exit mobile version