في ذكراها السادسة “30 يونيو” تثير الجدل والأسى بمصر.. ومعارضون: “نكبة ثانية”!

انقسمت مصر في الذكرى السادسة لفاعليات 30 يونيو 2013، حيث احتفت السلطات الحالية بها واعتبرتها ثورة مهمة في تاريخ مصر، فيما اعتبرها المعارضون حراكاً تم التدليس عليه واتخاذه بوابة لتمرير تغيير غير دستوري بالبلاد أطاح وقتها بالرئيس الراحل د. محمد مرسي.

وكانت السمة اللافتة في العام السادس التقاء معظم خصوم تلك المرحلة في السجون، حيث تم توقيف أبرز المنظمين للفعاليات بجوار خصومهم من جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أثار حالة من الأسى على مواقع التواصل الاجتماعي.

نكبة ثانية

ورفض الكاتب الصحفي الليبرالي المعارض سليم عزوز وصف “30 يونيو” بأنها “ثورة” وأنها من أعظم أيام تاريخ مصر الحديث، كما تتحدث وسائل الإعلام الرسمية، مؤكداً أنها من أعظم أيام اثنين فقط في مصر؛ هما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والناشط محمود بدر، مقرر حملة تمرد، التي شاركت في مظاهرات 30 يونيو، كونهما وحدهما من استفاد من هذا اليوم.

واعتبر عزوز هذا اليوم “نكسة” في تاريخ مصر مؤكداً أن كل من شارك فيها إما سجين أو طريد.

ووصف الكاتب الصحفي عضو الجمعية الوطنية المصرية قطب العربي “30 يونيو” بأنها “النكبة الثانية” في مصر، مؤكداً أن ثورة 25 يناير 2011 هي الثورة وهي التي ستعيش.

وأضاف المعارض والمحلل الرياضي البارز علاء صادق أن “30 يونيو” هي أكبر النكسات سياسياً واجتماعياً وأخلاقيا ودينياً واقتصادياً، بحسب رأيه.

وأضاف في تغريدة له أن عشرات الآلاف ممن شاركوا فيها اعترفوا وندموا، لكن الثمن غالٍ جداً دفعته مصر وشعبها لا سيما البسطاء، متوقعاً أن تبقى مصر غارقة في بركة فشل وخسائر حتى تتغير الأوضاع.

احتفال رسمي

وفي المقابل، شهدت البلاد أجواء احتفالية رسمية، تصدرها خطاب للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أثناء إجازة رسمية قررها مجلس الوزراء، أمس الإثنين، بالتزامن مع هجوم إعلامي واسع على جماعة الإخوان المسلمين وتحالفاتها.

وقال السيسي في خطابه: تحتفل مصر اليوم، بالعيد السادس لثورتها المجيدة في الثلاثين من يونيو.. تلك الأيام التي لا تزال حية في ذاكرة هذا الجيل.. الذي انتفض مدافعاً عن أعز وأغلى مبادئه وقيمه.. وهي وطنيته، وهويته المصرية الأصيلة.. وعلى الرغم من الظروف الصعبة، التي أحاطت بتلك الأيام عام 2013، فإنها كانت من أعظم أيام تاريخنا الحديث، ففي ظلام اليأس يولد الأمل، ومن قلب المحن تخرج العزيمة والإرادة.

وهاجم السيسي جماعة الإخوان المسلمين ضمنياً قائلاً: إن ولاء المصريين لمصر، ورفضهم لأي محاولة لمحو هويتهم الوطنية، هي حقائق، لا تتغير بفعل الزمن.. فهذا الشعب أصيل ووفي، وارتباطه بوطنه وهويته، يعلو عنده فوق أي انتماء، وفوق أي مصالح ضيقة لجماعات أو جهات خارجية ممن اعتقدوا أن إرهابهم الأسود سينال من عزيمة أمة صنعت التاريخ، وألهمت الإنسانية معنى التضحية من أجل الوطن.

وكان مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أعلن في وقت سابق أن الأحد الموافق 30 من يونيو إجازة رسمية مدفوعة الأجر في الوزارات والمصالح الحكومية والهيئات العامة ووحدات الإدارة المحلية وشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام والخاص.

وفي السياق ذاته، أفردت الصحف الرسمية والموالية للسلطة مساحات واسعة في منصاتها الإلكترونية وأعدادها الورقية الصادرة الإثنين للاحتفاء بذكرى 30 يونيو والهجوم على الإخوان المسلمين.

ودشنت جريدة “الأهرام” المملوكة للدولة، وموقع “اليوم السابع” الإلكتروني الموالي للسلطة حملة واسعة لإبراز إنجازات المرحلة وخطورة جماعة الإخوان المسلمين، وفق رصد “المجتمع”.

رموز بالسجون

وشهدت الذكرى السادسة، وفق مصادر حقوقية، تواجد أبرز منظمي فعاليات 30 يونيو 2013 في السجون مثلما يقبع من نظموا ضدهم المظاهرات من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والفريق الرئاسي وبعض أعضاء حكومة الرئيس الراحل د. محمد مرسي.

وبحسب المصادر، جاءت الذكرى بعد أيام من اعتقال المحامي زياد العليمي، والناشط الصحفي حسام مؤنس، من أبرز منظمي فعاليات 30 يونيو.

وانتقدت العديد من المنظمات الحقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، ومركز القاهرة لحقوق الإنسان، ومنظمة “كوميتي فور جستس” استمرار الاعتقالات في صفوف قوى المعارضة، مؤكدة أنها تعبير عن حالة الانسداد السياسي التي تعيشها مصر.

Exit mobile version