تونسيون: “صفقة القرن” لن تمر بفضل الشعوب لا حكامها

استبعد تونسيون تمرير “صفقة القرن” بشأن القضية الفلسطينية بفضل الرفض العارم للشعوب العربية والإسلامية، رغم المواقف الضعيفة للحكام.

وعبّر تونسيون، تحدثوا للأناضول بشكل منفصل، عن رفضهم المبدئي والكلّي للخطة الأمريكية التي تمهد لها “ورشة المنامة”، المقررة الأسبوع المقبل.

ودعا التونسيون، الدول العربية إلى “عدم التورّط بالموافقة على هذه الصفقة”. 

وفي هذا الصدد، قال حاتم (47 عاما – موظف حكومي) “ّنحن ضدّ صفقة القرن لأنها ستقضي على القضية الفلسطينية وستسلّم فلسطين والقدس للكيان الصهيوني (إسرائيل) في إطار تسوية شاملة”. 

وأضاف حاتم “نحن ضد صفقة القرن ومع المقاومة”. 

من جهته، اعتبر الصحبي صمارة ( 40 عاما -إعلامي تونسي) أن “صفقة القرن مرتبطة بالنفوذ الأمريكي الجديد في المنطقة ومحاولته إرجاع القوى المنافسة له على غرار الصين وروسيا وإيران وتركيا وغيرها إلى نقطة صراع قديمة وهي الملف الفلسطيني”.

وأضاف صمارة “طرح أن تصبح القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ليس فقط محاولة لاستفزاز مشاعر أكثر من مليار مسلم بقدر ما هو دفعهم لمناقشة قضايا أخرى تتعلّق بخلاف سياسي تاريخي وعقائدي”.

كما يهدف إلى تجنب أن تبني هذه الشعوب قوتها الصناعية والاقتصادية والفكرية والعلمية، وفق صمارة. 

ويرى صمارة أن “نقاش صفقة القرن مازال رهين الخطاب الإعلامي لكن مازالت قوى المجتمع المدني والقوى السياسية المتحررة والمناضلة ذات الموقف المبدئي لم تدرك خطورة هذا الملف”. 

واستبعد صمارة أن “تكون الإدارة الأمريكية قادرة على تمرير صفقة القرن لأن هناك نوعا من اليقظة الشعبية باتجاه الدفاع عن فلسطين وحتى في دول الخليج”.

ورأى أن الشعوب الخليجية، وبينها السعودية والإمارات، على سبيل المثل، “تختلف عن القيادة وترفض التطبيع” مع إسرائيل.

وشدّد صمارة على أن “صفقة القرن لن تمر شعبيا مهما كانت موازين القوى المتوفرة حاليا، وستظلّ القدس العاصمة التاريخية والمستقبلية للشعب العربي الفلسطيني”. 

من جانبه، حذر مروان سليماني ( 26 عاما -مخرج أفلام وثائقية) من أن “صفقة القرن” من شأنها تشريد الشعب الفلسطيني من جديد وسننسى ملف عودة اللاجئين لأراضيهم.

ويضيف سليماني “إذا لم يقف العرب مع فلسطين سيبقون في صراعهم الدائم”. 

إبراهيم عمّار ( 26 عاما – سائح ليبي في تونس) يقول معلّقا على صفقة القرن، “أتمنى من رؤساء الدول العربية أن يستفيقوا لأنفسهم لأن ما يحصل في الوقت الحالي سواء في مصر أو السودان أو ليبيا أو سوريا أو الجزائر هو جزء من صفقة القرن”.

ويتابع عمار، وهو وعامل بشركة نفط ليبية، “بالنسبة لنا أكبر عدو للإسلام وللأمة الإسلامية هي إسرائيل، وقد نجحت في تقسيمنا إلى دويلات ضعاف، والشعب العربي كلّه مغيّب”. 

بدورها، تقول فاطمة فايدي، صاحبة محلّ تجميل، “صفقة القرن من أبشع ما حصل من صفقات مع العرب وهي من إعداد إسرائيل منذ زمن طويل”. 

وتضيف فايدي (41 عاما) “هذه الصفقة ستجعل العرب تحت سلطة إسرائيل”.

وعلّقت إكرام مالكي ( 22 عاما – طالبة ماجستير) قائلة “أنا ضد هذه الصفقة لأنها ستعمّق مأساة الشعب الفلسطيني وستُبقي فلسطين تحت سيادة إسرائيل، وستبقي الفلسطينيين مُشردين”.

وشددت على أن “الشعب التونسي والشعوب العربية ترفض تلك الصفقة وسنبقى مساندين للقضية الفلسطينية”. 

الموقف نفسه، عبرت عنه نادية سلامة (موظفة في القطاع الحكومي- 47 عاما). 

وقالت سلامة إن “أمريكا حرصت على عقد صفقة القرن بموافقة عدد من البلدان العربية، دون موافقة فلسطين وهي البلد الأصل وصاحب الأرض، ويريدونها أن تقبل بهذه الصفقة وبالتقسيم”.

وتضيف سلامة “هذه الصفقة يتم الإعداد لها منذ سنوات وللأسف الشديد من الواضح وجود اتفاق عربي إسرائيلي أمريكي على تفعيلها حتى دون موافقة فلسطين”. 

ومن المقرر أن تعقد ورشة عمل اقتصادية بالعاصمة البحرينية المنامة في 25 و26 يونيو/حزيران الجاري، دعت إليها الولايات المتحدة، لبحث الجوانب الاقتصادية لـ”صفقة القرن”، وفق إعلام أمريكي. 

و”صفقة القرن”، هي خطة سلام بين فلسطين وإسرائيل تعتزم أمريكا الكشف عنها نهاية الشهر الجاري. 

وبحسب مصدر غربي عام 2017، وضع فريق أمريكي اللمسات الأخيرة على “الاتفاق النهائي” الذي وضعه الرئيس دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والذي يعرف بـ”صفقة القرن”. 

Exit mobile version