إبراهيم فرحات: مؤتمر المنامة ولد ميتا وفشل قبل أن يبدأ

اعتبر أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، إبراهيم فريحات، أن مؤتمر المنامة “ولد ميتا وفشل قبل أن يبدأ”، معززا وجهة نظره بمؤشرات عدة أبرزها ضعف المشاركة وعدم وجود جهة تتبنى المؤتمر عمليا. 

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه الأناضول تعليقا على ما تضمنته مسودة جدول أعمال المؤتمر الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية في العاصمة البحرينية يومي 25 و26 يونيو/حزيران الجاري، تحت عنوان “ورشة الازدهار من أجل السلام”، في أول إجراء عملي لإطلاق خطتها للسلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”. 

وتساءل فريحات مستنكرا: “كيف لورشة تناقش مستقبل الفلسطينيين لا ترد في جدول أعمالها كلمة فلسطينيين”، واصفا ذلك بأنه “مشكلة كبيرة”.

وأضاف الأكاديمي الفلسطيني المعروف أن برنامج الورشة الذي سُرب “لا يوجد فيه شيء حقيقي؛ بل هو عبارة عن فعالية تشبيك علاقات فقط لا غير”.

ولم يرد في مسودة برنامج عمل مؤتمر المنامة، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، أي استخدام لكلمة فلسطينيين أو لدولة فلسطينية؛ وإنما استخدم فقط تعبير الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح فريحات أن “معظم جدول الأعمال يركز على التشبيك؛ أي تطبيع علاقات. والسؤال: تطبيع مع من إذا لم يحضر الفلسطينيون ولم تتم دعوة إسرائيل رسميا، فهل الهدف هو تشبيك علاقات بين العرب؟”. 

وحسب مسودة البرنامج، ستكون فعاليات اليوم الأول (25 يونيو/حزيران) مقتضبة؛ حيث سيخصص لاستقبال الوفود وتسجيل الحضور مع جلسة افتتاحية مدتها ساعة واحدة بعنوان: “حان الوقت الآن لبناء تحالف من أجل رخاء الشرق الأوسط”.

أما اليوم الثاني والأخير (26 يونيو/حزيران) فسيكون مزدحما بالفعاليات، ويضم جلستين رئيسيتين، الأولى بعنوان: “إطلاق العنان للإمكانيات الاقتصادية”، وتحتها حلقتان نقاشيتان؛ الأولى بعنوان “القطاعات الاستراتجية للنمو”، والثانية بعنوان “تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال”.

وستكون الجلسة الثانية بعنوان “تمكين الشعب” عبر تعزيز خدمات التعليم وتنمية المهارات وتقديم التدريب المناسب، وتحتها حلقتان نقاشيتان؛ الأولى بعنوان “أنظمة الرعاية الصحية في المستقبل”؛ فالاقتصاد الصحي يحتاج لشعب يتمتع بالصحة، والثانية بعنوان “تطوير بيئة عملية محلية مزدهرة”

كما ستشمل فعاليات اليوم الثاني حلقتين نقاشيتين آخريتين بعنوان: “تحديد أفضل طريق لتحقيق الرخاء في الضفة الغربية وقطاع غزة والمنطقة” و “التحول الاقتصادي: حوار مع وزراء المالية”.

ووفق مسودة البرنامج، فإن المتحدثون سيكونون من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والسعودية والإمارات والبحرين وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى مدراء شركات. 

** مؤشرات الفشل

ويرى فريحات أن “هناك مؤشرات على فشل هذه الفعالية قبل انطلاقها؛ أولها التراجع عن تسميتها من مؤتمر الى ورشة، إضافة إلى عدم وجود من يتبناها عمليا”.

وتساءل: “منذ متى (عند الدعوة لفعالية) يُذكر اسم الدولة الصغيرة في البداية (البحرين) ثم الكبيرة لاحقا (الولايات المتحدة). هذا طبعا يشير إلى فشل وتراجع الموضوع كله؛ حيث يريد غاريد كوشنر (مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) أن يتنصل ويُصدر الفشل إلى البحرين، خصوصا أنه لا أحد يتبنى التنظيم، فقط الاستضافة”.

وأكد أن “هذا يُظهر بأن هناك تخبطا كبيرا في الورشة”.

وأضاف أنه “بعد كل هذا الإعداد والتخطيط والضجة نجد فعالية تعُقد ليوم واحد (لكون اليوم الأول لا يتضمن سوى فاعلية واحدة مدتها ساعة)”، معتبرا ذلك “مهزلة وإفلاس”.

ولفت إلى “تراجع المدعوين والحضور؛ فهناك دولتان أكدت المشاركة هي السعودية والامارت، بينما لا تزال مشاركة دول محورية كمصر والأردن غير مؤكدة، حتى وإن شاركوا فلن يشاركوا على المستوى الوزاري المطلوب”.

وبجانب الولايات المتحدة والبحرين، أعلنت كل من السعودية والإمارات والأمم المتحدة اعتزامها المشاركة في مؤتمر المنامة، بينما انضم كل من العراق ولبنان إلى فلسطين في رفض المشاركة في الفعالية.

في حين أعلن مسؤول بالبيت الأبيض أن كل من مصر والأردن والمغرب أبلغتهم بمشاركتها في الورشة، وفق إعلام أمريكي، في الوقت الذي لم تعلن فيه أي من الدول الثلاث رسميا مشاركتها.

وترفض القيادة والفصائل الفلسطينية تلك الورشة، وتقول إنها جزء من “صفقة القرن”، وهي خطة سلام أمريكية مرتقبة، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين.

وتهدف الخطة إلى توفير فرص اقتصادية ممكنة للفلسطينيين، فيما ألمح كوشنر إلى أنها لن تؤيد الدعوات الدولية لإقامة دولة فلسطينية. 

 
Exit mobile version