المنطقة الشرقية في المسجد الأقصى.. استهداف مرعب

الناظر إلى مسار الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى التي تبدأ صباحاً بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية وجهاز الاستخبارات، ينتابه شعور بخطورة هذا المسار وأن الأهداف المبيتة خبيثة ولها دلالات مرعبة.

باب المغاربة الذي تسيطر الشرطة الإسرائيلية على مفاتيحه منذ عام 1991 يفتح صباحاً من يوم الأحد حتى الخميس، لتفويج المقتحمين باتجاه الشرق من أمام المسجد القبلي ومنطقة الكأس باتجاه المصلى المرواني إلى المنطقة الشرقية والعودة من صحن قبة الصخرة والخروج من باب السلسلة، وما يرافق هذا الاقتحام من صلوات تلمودية استفزازية لمشاعر المصلين، وبث أشرطة فيديو من قبل المشاركين في الاقتحام من قادة المستوطنين أمثال الحاخام “جليك” ووزير الزراعة وغيرهم.

وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري في حديث معه: المنطقة الشرقية تشكل خمس مساحة المسجد الأقصى، وحدودها من المصلى المرواني حتى باب الأسباط بمحاذاة السور الشرقي، وتركيز الشخصيات السياسية والدينية يوضح أطماع المحتلين بالمنطقة الشرقية لتكون منطلقاً للتقسيم المكاني، فالاحتلال يسمح للأفواج المقتحمة بممارسة الشعائر التلمودية والتمرغ بتراب المنطقة، ويمنع الأوقاف من تبليط  المنطقة وتطويرها، حتى تبقى خالية من أي وجود إسلامي.

وأضاف: الاحتلال يحاول إيجاد موطئ قدم في المنطقة منذ زمن بعيد، فعلى عهد إيهود باراك أرادوا الدخول للمصلى المرواني من الباب المزدوج في الجهة الغربية، ولولا يقظة المرابطين والمرابطات وإعمار المصلى المرواني لتحول المكان إلى كنيس، حسب مخطط الجماعات المتطرفة، والمرحلة الثانية في الاستهداف كان مبنى باب الرحمة الذي أغلق 16 عاماً ظلماً من قبل الاحتلال، وفي فبراير الماضي افتتح بقوة وإرادة المرابطين والمرابطات ولن يغلق أبداً.

وتابع: وما زال التهديد للمنطقة الشرقية قائماً، حيث يحاول الاحتلال منع أي مظاهر فيها حتى زراعة الأشتال وتنظيفها من الأتربة أو تهيئتها من خلال ترتيب الأحجار الكبيرة بها، فهم يحرصون على أن تكون فارغة كي يتم بناء كنيس فيها والسيطرة على محيطها والدخول من السور الشرقي إليها حسب مخططاتهم المرعبة.

دلالات خطيرة

ولفت صبري إلى أن الاقتحام من قبل شخصيات سياسية ودينية له دلالات خطيرة، أولها أن حزب الليكود وهو حزب علماني يريد استمالة الأحزاب الدينية المتطرفة حتى يصوتوا إلى جانب الليكود في الانتخابات القادمة في سبتمبر، والهدف الوصول للحكم ولا علاقة  بالدين بذلك، بل يستخدمون الدين عندهم لمآرب انتخابية مصلحية، وأما الدلالة الثانية فهي رسالة للعالم بأن دولة الاحتلال  لها سلطة على المسجد الأقصى وساحاته، وهي التي تسيطر على مقاليد الأمور، وأن الأوقاف لا علاقة لها بالولاية على المكان، وهذا الأمر خطير جداً يجب التنبه إليه، والتوضيح لكل العالم باستخدام كافة الوسائل المتاحة بأن المسجد الأقصى بالمساحة الكلية داخل السور وهي 144 دونماً ملكاً خالصاً للمسلمين ولا علاقة للخرافات التلمودية والقوانين الإسرائيلية التي سنها الكنيست بحق المسجد الأقصى وساحاته.

وأوضح أن الاحتلال يريد أن يستغل الظروف الإقليمية في المنطقة لتنفيذ الضربة القاضية بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس، وقد أثبت المقدسيون وأهلنا في الداخل وفي الضفة الغربية، الذين شدوا الرحال في الجمع الرمضانية بأعداد غفيرة أرعبت المؤسسة الإسرائيلية بأن المسجد الأقصى ليس وحيداً كما يظن قادة الدولة العبرية، وما محطة البوابات الإلكترونية وفتح باب مبنى الرحمة عنا ببعيدة.

وقال المصور الصحفي محمود معطان الذي صور كل زوايا  ساحات المسجد الأقصى بلمسات فنية: خلال تصويري بآلات التصوير التي أدخلتها للمسجد الأقصى، اتضح لي أن المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى لها وضع خاص، فهي تكاد خالية، وشاهدت أفواج المقتحمين وهم يتجهون إليها، وخلال تفقد الصور كل ساحات المسجد الأقصى فيها إعمار واضح سواء بالمصلين أو البناء، إلا المنطقة الشرقية المليئة بالأتربة والصخور، وقد حدثني العديد من رواد المسجد الأقصى من المقدسيين أن الاحتلال العام الماضي قام بحملة ضد من قام بتنظيف المنطقة وترتيب أحجارها، واعتقل العديد منهم ومن ضمنهم شباب قدموا من دول أوروبية اعتكفوا داخل المسجد الأقصى، وهذا دليل على أن الاحتلال يستهدف المكان.

Exit mobile version