إبراهيم عيسى والشيخ الشعراوي.. استعراضات النهاية

 

تتصاعد حملة شرسة بحق الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، من قبل زاعمي الاستنارة.

 يقود الحملة على مواقع التواصل من يزعمون أنهم يناهضون الأفكار المتطرفة والإرهابية.

ودخل على الخط الكاتب المعروف بمعاداته للإسلاميين إبراهيم عيسى.

ورأى مراقبون أن عيسى يحاول أن يستعيد بهارات إبهاره، بما بدأ به أولى كتاباته في مجلة “روزاليوسف” بانتقاد الشيخ الشعراوي، تلك الكتابة التي كانت فاتحة الخير عليه يومها، لعلها اليوم تنجي شمسه الصيفية من الغرق في الغروب.

نفس الانتقادات القديمة بحق الشعراوي، يكررها عيسى عساه ينجح مجدداً اليوم، فيقول إنه لم ير “شيخاً يمثل مجموعة من الأفكار المناهضة للعلم إلا الشعراوي”.

بدأت معاداة عيسى للشعراوي حينما أراد التوائم سريعاً مع سياسة المجلة التي بدأ العمل بها أواخر الثمانينيات، ليحاول الصعود فيها سريعاً.

قرأ الشاب الريفي ـ القادم من المنوفية والمتدرب في المجلة بتوصية من خاله السياسي والناشر المعروف – سياسة المجلة الشهيرة آنذاك، قرأها جيداً وعرف بذكائه أن أي كلام سيكتب في حق أي شيخ، سيجد طريقه للنشر، فاختار أن يبدأ بالشيخ الأشهر، ليكون الوقع أشهر.

حينما تقرأ ماكتبه الشاب اليافع ـ آنئذ ـ تدرك أنه لايرقى للتصنيف تحت أي فن من فنون الصحافة، فلا هو خبر محمل بجديد، ولا هو تحقيق مدعم بمصادر، ولا هو تقرير موثق بمعلومات.

في أفضل التقديرات يمكن تصنيفه كمقال لشاب هاو للكتابة، ولكنه نُشر وكان لعنوانه نصيب على غلاف المجلة، لأسباب تتعلق بسياستها التحريرية.

ومثل الممثل محمد سعد الحالب لشخصية الليمبي حتى الدم، كتميمة جالبة للحظ في كل مرة، استثمر عيسى مجدداً خطة الهجوم على الشعراوي وقام بنشر كتاب عام 1994م عنوانه “أفكار مهددة بالقتل”، جعل الشعراوي صاحب أهم هذه الأفكار.

وأعاد مؤخراً نشر غلاف الكتاب على حسابه بموقع  تويتر، مصحوباً بتعليق يشي بأن هناك ما يدفع عيسى لاجترار إفيهاته العتيقة، مجبوراً برغبة جامحة للبقاء على خشبة المسرح لأطول وقت ممكن، وأنه لا يريد أن يموت مثقلاً بالديون.

ربما انتاب الفزع إبراهيم وهو يكتب ـ مؤخراً ـ اسمه الأول في موقع  جوجل، ليرشح له الموقع أكثر من عشر ترشيحات، ليس بينهم إبراهيم عيسى، كما حدث مع الباحثيين عن اسمه على جوجل.

من المؤكد أن ذلك يمثل نذيراً لأحد رواد مدرسة “الزياط التنويري” بأن نجمه آخذ في الأفول، وأنه لم يعد ذلك الكاتب المثير للجدل كأسلوب للبقاء في الأضواء، بدليل أن اسمه لم يعد محط أصابع رواد الانترنت، رغم محاولاته التشبث بأضواء الكاميرا، ولو كانت كاميرا قناة الحرة، الرامية لتحسين صورة أمريكا لدى العرب، بحسب إعلان وزارة الخارجية الأمريكية نفسها.

من المؤكد كذلك أن إبراهيم، الذي حطم طوال عمله كل أركان “علم” الصحافة، لصالح الإثارة، لو كان فعلاً جاداً في إعلان حرب على أفكار الخرافة المعادية لـ”العلم”، لوجد ضالته في كثيرين مقربين للسلطة الآن، ولكن السلطة يدها ثقيلة، وقد جربها.

يقول إبراهيم: إن الشعراوي هو الأكثر تأثيراً، لذا فإنه الأجدر بالنقد، ولو سألت أشد المفتونين بالشيخ عن خرافة يؤمن بها نتاج تأثره بأفكاره لما وجدت، يعني إذا سألته هل تنكر يابني كروية الأرض؟ هل تستنكر العلم؟ لأجابك بالنفي، بل إن عديداً ممن أعرف عنهم غرامهم بالشيخ الراحل هم علماء في تخصصاتهم.

من نافلة القول ذكر حقيقة معلومة بالضرورة من الدين والدنيا أن الشعراوي بشر يصيب ويخطيء، وله آراء يمكن أن يختلف عليها ويخالفها أقل المسلمين علماً.

ولكن، ولأسباب لا علاقة لها بالشعراوي، كان الأولى بعيسى ـ المتأثر بتراجع أسهم اسمه في محركات البحث ـ البحث عن أسباب ذلك التراجع، ليفهم أنه بسبب استعراضاته المتقلبة خلال السنوات الأخيرة، لو هاجم أي شخص لأحب الناس ذلك الشخص نكاية في عيسى.

إذن، فهجوم أصحاب التعليقات على عيسى أسفل تدوينته لا يتعلق بالشعراوي أو دفاعاً عنه، بقدر ما يتعلق بعيسى نفسه.. على مشغليه ومموليه الجدد إدراك ذلك.

كان عليه أن يتساءل: لماذا تراجع الاهتمام بما أفعله وأقدمه؟ الإجابة ستفتح عينيه على حقيقة أن أسلوبه المعتمد على الإتيان بكل استعراض غريب ومثير لن يوقفه طويلاً على خشبة المسرح.

كان على عيسى أن يوقن أن انقلابه على كل أفكاره المدعاة من قبل، أسقطه من عيون الجميع، فلا المنقلب إليهم قبلوه، ولا المنقلب عليهم تفهموه.

كل مواقفه، التي عاينها العامة، وعايشها الخاصة، جعلتهم يعتقدون أن الرجل إما أنه كان يمثل عليهم طوال الوقت، وإما أنه ركن مكرهاً إلى كل مكروه، وبات يرتكب كل ما انتقده من قبل.

Exit mobile version