ملوخية الجدار في قلقيلية تحدٍ لإجراءات الاحتلال الظالمة

مدينة قلقيلية ابتليت بجدار عنصري أحاطها من جميع الجهات كما يحيط السوار بالمعصم، والأراضي القريبة منه أصبحت في مربع أمني وتحت بصر من يحرس الجدار في الأبراج العسكرية،  والمزارع في أرضه الملاصقة للجدار يعيش عذابات هذه الإجراءات.

المزارع أحمد سلمي”45 عاماً” من قلقيلية ورث الزراعة عن الآباء والأجداد الذين امتهنوها كمهنة العائلة وأبدعوا فيها.

يقول المزارع  أحمد الذي يتواجد طوال نهاره في الأراضي التي يزرعها قرب الجدار:” إقامة الجدار كان بالنسبة لنا كمزارعين بمثابة النكسة الحقيقية والنكبة التي جعلت الأراضي الزراعية ما بين خلف الجدار وخارجه، وأصبح المزارع يتنقل كأنه يتنقل بين دولة وأخرى كي يصل إلى أرضه التي عزلت خلف الجدار”.

وأضاف :” أقوم بزراعة ما يقارب الأربعين دونماً زراعياً في قلقيلية في قطع مختلفة والأراضي الملاصقة للجدار نزرعها كي نثبت للاحتلال أن أرضنا لن نتركها ما دام فينا عرق ينبض، فما بيننا وبين الأرض جذور لا يمكن أن تتقطع “.

في هذه الأثناء يزرع المزارع أحمد سلمي الملوخية يانعة الخضرة بالقرب من الجدار في المنطقة الغربية، ويعرض بيعها من خلال موقع الفيسبوك.

يقول سلمي:” من يشاهد الملوخية كبقعة خضراء تحيط بها جدران وأسيجة أمنية يقتنع أن المزارع الفلسطيني له قدرة على  الثبات في

أرضه، وكل المعيقات يتجاوزها في سبيل إظهار وجوده على أرضه، فالمساحات المزروعة بالملوخية نبتت رغم قنابل الغاز والمطاط وتهديد الاحتلال لنا خلال تواجدنا في أرضنا، فأنا وأولادي نتواجد في الأرض كي نقوم بالعناية بالمزروعات، وتواجدنا خلال اندلاع مواجهات فيه خطر شديد، فجنود الاحتلال يتعمدون التعرض للمزروعات والمزارعين كوسيلة ضغط لوقف المواجهات”.

وعن ميزات ملوخية قلقيلية والتي تزرع في مناطق حدودية يقول المزارع سلمي:” الأرض التي تنبت بها الملوخية وباقي الخضروات هي أرض خصبة والمياه التي تسقى بها الملوخية تخرج من آبار ارتوازية من باطن الأرض لها مذاق مميز، فهي انقى من المياه المعدنية، وطعم الملوخية عند طبخها أيضا له مذاق خاص، والكثيرين من خارج قلقيلية يأتون إليها كي يشتروا الملوخية، فهي مرغوبة عند الكثيرين، وربات البيوت تفضل الملوخية المزروعة فيها “.

أما عن  المعوقات التي  تواجه المزارعين في المنطقة الغربية يقول سلمي:” زارنا الكثير من المسؤولين وتحدثوا عن دعم لنا ونحن ننتظر الدعم، فنحن هنا لا نزرع فقط بل نثبت حقاً يحاول الاحتلال سرقته، والجدار في فصل الشتاء يشكل لنا عائقاً من خلال حجزه لمياه الأمطار المتدفقة من المنطقة الشرقية إلى المنطقة الغربية ونحن نقع في منطقة منخفضة وفي بعض المواسم كانت المياه المتراكمة تصل إلى مترين وثلاثة أمتار في بعض المناطق بعد انسداد الفتحات التي تمر منها المياه أسفل الجدار، كما أن القناة التي تستخدم لمرور المياه العادمة لمستوطنات كوخاف يائير وايال والمعبر الشمالي تسبب لنا كارثة بيئية من حيث انتشار الحشرات والأوبئة، وهذا يكلفنا عمليات مكافحة مضاعفة “.

المزارع أحمد سلمي يستذكر كيف كانت الأرض قبل إقامة الجدار ويقول:” من يسمع عن الجدار يظن أنه ألواح من الأسمنت وضعت على الحدود ولا يعلم كم فعل هذا الجدار في محيطه، فكل شيء حول الجدار مستهدف، ولا نستطيع البقاء في الأرض في ساعات المساء خوفاً من نيران جنود الحراسة، كما أن الدوريات تجوب المنطقة بشكل مفاجيء من فتحات أقيمت خصيصا لهذه الغاية، والمزارع بالقرب من الجدار هو فعلاً على خط النار “.

Exit mobile version