“فيسبوك” تحرم “هواوي” من تطبيقاتها امتثالاً للعقوبات الأمريكية

أعلنت شركة “فيسبوك”، أمس الجمعة، أنها ستحرم شركة “هواوي” الصينية من تطبيقاتها الرائجة في مجال التواصل الاجتماعي، ما يزيد من عزلة المجموعة الصينية العملاقة للتكنولوجيا التي تعتبر واشنطن أنها تشكل تهديداً للأمن القومي.

وأفادت الشركة العملاقة للتواصل الاجتماعي أنها اتّخذت الخطوة بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمنع تصدير التكنولوجيا الأمريكية إلى هواوي على خلفية القلق من أنها تتعاون مع الاستخبارات الصينية.

وقالت متحدّثة باسم موقع “فيسبوك” لوكالة “فرانس برس”: ندرس القرار الأخير لوزارة التجارة والترخيص العام المؤقت الذي صدر مؤخراً ونتّخذ خطوات لضمان الامتثال له.

وأوضحت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها أنه سيكون بإمكان الأشخاص الذين يمتلكون أصلاً هواتف من طراز هواوي عليها تطبيقات “فيسبوك” مواصلة استخدام التطبيق وتحميل التحديثات.

ويعد تحرّك “فيسبوك” الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة خطوات تهدف لعزل “هواوي”، التي أصبحت ثاني أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم رغم المخاوف الأمنية التي أعربت عنها واشنطن.

وأعلنت “جوجل” الشهر الماضي أنها ستقطع علاقاتها بـ”هواوي”؛ ما يزيد من صعوبة الحصول على تطبيقات أساسية من المجموعة الأمريكية العملاقة.

وسيحرم قرار “جوجل” هواتف “هواوي” من الوصول إلى “جوجل بلاي” المتجر الافتراضي لمعظم تطبيقات منظومة “أندرويد”، وغيرها من عناصر النظام التشغيلي للهواتف المحمولة.

وأفاد موقع “فيسبوك” المحظور في الصين رغم أن لديه مليوني مستخدم حول العالم أن قراره سيؤثر على شبكة التواصل الاجتماعي الأساسية وتطبيقاته على غرار “إنستجرام” و”ماسنجر” و”واتساب” التي تحظى كل منها بمليار مستخدم على الأقل.

وفرضت العقوبات الأمريكية في 15 مايو لكن الإدارة الأمريكية سمحت بفترة امتثال مدتها 90 يومًا لإعطاء مستخدمي أجهزة “هواوي” الوقت لتحميل التحديثات ومنع حدوث أي اضطرابات اقتصادية كبيرة في قطاع الهواتف الذكية.

عزل “هواوي”

وأشارت “هواوي” إلى أنها ستؤسس نظامًا تشغيليًا خاصًا بها للحلول محل منظومة “أندرويد” التابعة لـ”جوجل”، لكن سيكون عليها كذلك تطوير سوق افتراضية خاصة بها لبيع التطبيقات إذا كانت ترغب بالمحافظة على مستخدميها خارج الصين.

ولتتمكن من مواكبة سوق الهواتف الذكية، ستحتاج “هواوي” كذلك للعثور على مصدر جديد للشرائح الإلكترونية والمعدات المرتبطة بها بدون موردين أمريكيين على غرار “إنتل” و”كوالكوم” و”برودكوم”.

ويرجّح كذلك أن تحرم “هواوي” من الحصول على معدات شركة “أيه آر إم القابضة” البريطانية لتصميم أشباه الموصلات التي تستخدم التكنولوجيا التابعة لها في معظم شرائح الهواتف المحمولة الإلكترونية.

وجاء تحرّك ترمب وسط مخاوف من أن “هواوي”، الرائدة في مجال شبكات إنترنت الجيل الخامس (5G) ستسمح للصين بالتجسس على شبكات الإنترنت فائقة السرعة، وتحاول إدارته منذ مدة إقناع حلفاء واشنطن بالتوقف عن استخدام معدات هواوي.

وقال ترمب للصحفيين الشهر الماضي: إن الشركة تشكل “خطراً كبيراً” من الناحية الأمنية لكنه أشار لاحقًا إلى احتمال إسقاط العقوبات كجزء من اتفاق تجاري.

ويأتي الخلاف بشأن “هواوي” على وقع حرب تجارية أوسع بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم والعقوبات المفروضة من قبل ترمب، الذي يتهم الصين بالقيام بممارسات غير منصفة ودعم شركاتها المحلية ماليًا.

Exit mobile version