“ستراتفور”: “الإخوان” معتدلة ولها نفوذ لدى 17 حكومة عربية وآسيوية.. فكيف تُصنف “إرهابية”؟!

رسم بياني يوضح نفوذ الإخوان بالدول العربية والآسيوية.

نشر مركز ستراتفور الأمريكي للدراسات الأمنية والسياسية، القريب من المخابرات الأمريكية، دراسة ورسماً بيانياً لتأثير “الإخوان المسلمون” حول العالم، خلص منها إلى أن “الإخوان” لها تأثير واسع حول العالم، وأن محاولات إدارة ترمب تصنيفها “إرهابية” خطأ وتشكل مجازفة أمريكية كبيرة بالنظر لشعبية الجماعة في العالم بل ومشاركتها في حكومات وبرلمانات.

وتضمن الرسم البياني (بالأعلى) اللون الأخضر الذي يعبر عن نفوذ ما للإخوان في الحكومات المختلفة، وتضم 11 دولة عربية وآسيوية، والأزرق الذي يشير لدرجة تحالف الحزب السياسي في البلدان المختلفة مع جماعة الإخوان (قرابة 6 دول عربية)، والأحمر الذي يشير إلى تأييد في هذه البلدان للأعمال العسكرية التي يقودها إخوان (ويقصد بها حصرياً غزة وحركة “حماس” التي ترفع السلاح في وجه المحتل لا للقيام بأعمال عنف).

وجاء اللون الغامق في الرسم البياني ليوضح الدول الأعلى تأثيراً للإخوان، واللون الفاتح ليشير إلى الدول الأقل تأثيراً.

لا ترضوا الدكتاتوريات بمعاداة الإخوان

وشددت دراسة مركز ستراتفور الأمريكي على أن نفوذ الإخوان المتفاوت لدى الحكومات المختلفة عربياً ودولياً يشير إلى أن الجماعة معتدلة وليست متطرفة، وتساءل: كيف تخاطر إدارة ترمب بتصنيف الجماعة “إرهابية” لإرضاء الحكومات الدكتاتورية العربية واليمين المتطرف وتخاطر بالتضحية بحلفائها الذين يتعاونون مع الإخوان؟

وأشارت إلى أن تأثير الإخوان واضح في دول مثل تركيا وباكستان وتونس والأردن؛ ما سيؤثر بالضرر على مصالح أمريكا لو صنفتها “إرهابية”؛ لأن نفوذ الإخوان هناك قوي في السياسة الداخلية للبلاد، حيث سمحت هذه الدول للأحزاب القريبة من الإخوان بالعمل بحرية في تداول السلطة.

وقال المركز: إنه إذا صنفت الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين كمجموعة إرهابية، فإنها ستضع عقوبات على حكومات تلك الدول التي تعد من ضمن حلفائها حتى الآن رغم التوترات.

الإخوان الأكثر اعتدالاً

وشدد التقرير الأمريكي على أن هذا التأثير للإخوان لم يأتِ من فراغ؛ لأن الجماعة مارست دوراً بارزاً في المجتمع والسياسة بجميع بلدان العالم العربي لأكثر من 90 عاماً، وبالتالي خرجت من رحم المجتمعات التي تسعى لتمثيلها والحفاظ على عقيدتها.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان، التي أسسها الشهيد حسن البنا في مصر عام 1928م، لا تزال هي الأبرز والأكثر اعتدالاً، برغم ظهور منشقين عنها، وفصائل الإخوان لا تؤيد العنف كأداة سياسية، بخلاف جماعات أخرى مثل “القاعدة”، و”داعش”، التي تعتمد أقصى درجات العنف، لهذا مارست “الإخوان” دوراً في إلهام والتأثير على العديد من الجماعات والأحزاب في العالم العربي ودول أجنبية أخرى.

مخاطر تصنيف الإخوان

وقال الموقع الأمريكي: إن سعي إدارة ترمب لتصنيف الإخوان “إرهابية” يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية تضر بإستراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية، لأنها تخلط من جهة بين المعتدلين والمتطرفين.

ومن جهة أخرى، فإن هذا التصنيف يدفع منتسبين من كيانات الإخوان المسلمين للعمل تحت الأرض باعتبارهم محظورين ومضيقاً عليهم وممنوعين من العمل العام، وهو ما قد يجعل بعض أعضائها أكثر عرضة للجماعات الإسلامية المتطرفة.

وقالت الدراسة: إن جانباً آخر من هذه المخاطر يتعلق بالتداعيات على الأمن القومي الأمريكي على المدى الطويل، بسبب رغبة ترمب في التعاطي مع رغبات القيادة السعودية والإماراتية لعزل قطر، ومن ثم منح حلفاء سياسيين مزايا سياسية على حساب الأمن القومي.

“الإخوان” تحكم عام 2020

وكان تقرير سابق حول مستقبل جماعة الإخوان والإسلام السياسي بحلول عام 2020 لمركز «ستراتفور» الأمريكي الاستخباراتي قد طرح عدة احتمالات حول مستقبل الجماعة أبرزها احتمالية تولي جماعة إسلامية حكم دولة عربية بحلول عام 2020، وعودة مشاركة الجماعات الإسلامية في الانتخابات بالشرق الأوسط كما حدث في السنوات الماضية.

Exit mobile version