أقام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية (الجديد) بإثيوبيا أخيراً برنامج إفطار جماعي على مستوى البلد بمناسبة الوحدة بين أطياف الشعب الإثيوبي.. وشكر رئيس الوزراء على جهوده في توحيد الشعب.
حضر الإفطار عشرات الآلاف يتقدمهم رئيس الوزراء الإثيوبي د. آبي أحمد، وعدد كبير من العلماء والدعاة والسفراء والدبلوماسيين واللجنة 17 واللجنة 9 والناشطين والناشطات، وذلك بقاعة الألفية.
وهذا اليوم يذكرنا بيوم بدر الكبرى (يوم الفرقان) حيث الملحمة الفاصلة، فلقد كانت أمسيتنا حداً فاصلاً بين الماضي القاتم حيث كان شأن المسلمين بإثيوبيا قاتما لتوسيده إلى غير أهله، وبين المستقبل المشرق حيث وسد أمرهم إلى أهله، فقلد أسندت قضية قيادة المسلمين في البلاد إلى العلماء الربانيين.
لذا كانت الأمسية مباركة ومليئة بالفرحة والسرور حتى ذرفت العيون سعادة وسروراً، واضطربت القلوب فرحاً بما لاقته من مشهد تاريخي عظيم.
في هذه الأمسية التقت الأجسام وتواءمت الأرواح وتناغمت القلوب واصطفت صفاً واحداً وأعلنت وحدتها وأبانت تعاضدها وتناغمها.
من مميزات الحفل:
1- حضور عدد هائل من علماء البلد بكافة أطيافهم ومشاربهم ومن كل الولايات.
2- نوعية الحضور، فلقد شكّل الحضورُ مع تنوع مناهجهم واختلاف مشاربهم وتنوع مذاهبهم وربما اختلاف عقائدهم صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص.
3- حضور كبار الشخصيات السياسية في إثيوبيا من رئيس وزراء ومستشاريه ووزيرة السلام ونائب رئيس بعض ولايات البلد وكبار رجال السفارات والدبلوماسيين ونائب رئيس العاصمة أديس أبابا وكثير من الدعاة النابغين والإخوة الناشطين.
ومن أهم ما جرى في الحفل:
1- إفطار جماعي نوعي وربما تاريخي على مستوى البلد وربما لم يسبق له مثيل.
2- دارت برامج وكلمات الحفل نحو العفو دون الانتقام، والصفح دون المؤاخذة، والوحدة دون التشرذم والتشتت، ونسيان جرح الماضي لبناء مستقبل زاهر، فلقد كانت الأناشيد وكلمات رجال المنبر تدندن بهذه الموضوعات، ولا أحد تحدث عن آلام الماضي والجرح النزيف الذي كان أمس، فمثل هذا طوي تحت خبر كان.
3- تكريم رجال الصحوة وأسود النهضة بدرع معبر، وعلى رأس من أكرموا رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد ونائبه السيد/ دمق مكونن، ووزيرة السلام، والمفتي المقدم واللجنة 17، واللجنة 9.
4- أفضل وأجمل وأمثل ما جرى في هذه الأمسية التاريخية بجانب ما تحقق من الوحدة والعفو والصفح أن بديع الزمان رئيس وزرائنا الدكتور آبي أحمد -هداه الله للصراط المستقيم- وعد المسلمين بأمور طالما ضحى المسلمون بالنفس والنفيس من أجلها، وذكر منها أمرين أثنين، هما:
1- سماح الحكومة بافتتاح بنك إسلامي وتمهيد كل الصعاب لتحقيق ذلك، وتوفير كل الاحتياجات لذلك.
2- بناء أكبر وأجمل مسجد للمسلمين يذكر بتاريخ النجاشي ويكون فخراً لمسلمي إثيوبيا ومصلى لهم خاصة في أيام أعيادهم.
كما نوّه الرئيس ودعا إلى تحقيق عامل الوحدة والتعاون حتى مع غير المسلمين، حيث أن النصارى تجهزوا لتنظيف أماكن صلاة عيد الفطر والشوارع المؤدية إليها قبل يوم العيد بيوم أو يومين، مطالباً المسلمين أن يقضوا أيام عيدهم بتفقد الفقراء والمساكين وأن يعينوا الضعفاء مادياً.
أخيراً..
طالب الرئيس كافة المسلمين بالتكاتف نحو مشروعه الجديد من مكافحة التصحر والجفاف بإعادة اخضرار البلد، ويهدف المشروع إلى غرس أربعة مليارات فسيلة هذا العام.
أصلح الله أمور المسلمين، وصرف شر المؤذين، وهدى الله هذا البديع إلى دين آبائه إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات ربي وتسليماته عليهم أجمعين، وما ذلك على الله بعزيز.. اللهم آمين.