القرضاوي.. فقيه الاعتدال في مواجهة تشويه جديد بمصر

تعرض الدكتور يوسف القرضاوي الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والعضو السابق بمجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء بالأزهر، أبرز الهيئات الدينية بمصر، لتشويه جديد وصل إلى إطلاق دار الإفتاء المصرية تقرير مسيء بحقه تضمن العديد من الاتهامات التي سبق وأن نفاها تكرارا ومرارا.

ورغم أن الدكتور يوسف القرضاوي لقى تكريما واحتفاءا واسعا في مصر عقب ثورة 25 يناير 2011، لكن فور الأزمة السياسية في يوليو 2013 تعرض لهجوم اعلامي عنيف من وسائل الاعلام المملوكة للدولة، تبعه اعتقال السلطات المصرية ابنته علا وزوجها حسام خلف منذ العام 2017، ثم أصدرت  محكمة عسكرية مصرية في 17 يناير 2018 حكما بالسجن المؤبد على القرضاوي، بمزاعم التحريض على العنف في قضية اغتيال الضابط وائل عاطف طاحون عام 2015.

مزاعم الإفتاء

وأصدرت دار الإفتاء المصرية تقريرا الخميس 23 مايو الجاري ضمن سلسلة تقارير المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية الصادر حول حذف “جوجل” مؤخرا لتطبيق (الدليل الفقهي للمسلم الأوروبي) أو ما يسمى بـ(يورو فتوى) التابع للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ومقره كلونسكي في العاصمة الأيرلندية دبلن.

وأشار المؤشر إلى أن تدشين المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث تطبيقًا له عبر الهواتف في أبريل\نيسان 2019 ووصول خبر تدشينه إلى “ترندات” عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ أدى إلى تركيز الاهتمام حوله ومتابعة المستخدمين في الغرب لكل ما يصدره من فتاوى، بل ومراجعة أرشيف فتاواه وكذا الشخصيات المنتمية له عبر تاريخه.

ولكن المؤشر زعم في تقريره الذي وصل “المجتمع” نسخة منه أن أحد أهم أسباب حذف التطبيق هو رئاسة الدكتور يوسف القرضاوي للمجلس سابقًا.

وادعى المؤشر أن ذلك أثار الذعر في نفوس الكثير من الغربيين، لترسخ صورة ذهنية سلبية عنه لما يصدره من فتاوى تحمل الكثير من الكراهية والعنف والعداء بحسب مزاعمه.

ولم يصدر عن القرضاوي ردا رسميا حتى الآن لكن اتحاد علماء المسلمين أصدر بيانا في أبريل نفى فيها اتهامات مماثلة لقناة العربية ضد الشيخ القرضاوي مؤكدا أنه من الشخصيات المعروفة بإنكار الغلو والتطرف والتشنيع على من يستهدف الأبرياء..

 وأكد البيان وقتها أن “الشيخ العلاّمة الدكتور يوسف القرضاوي قضى عمره في الدعوة إلى الله والدعوة إلى الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف والانحراف والأفكار الضالة الهدامة، ومؤلفاته  العلمية الرصينة تؤكد ذلك”.

 سيرة ومسيرة

ولد د. القرضاوي في 9 سبتمبر 1926 في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر ، وحفظ القرآن وهو دون العاشرة، وقد التحق بالأزهر حتى تخرج من الثانوية وكان ترتيبه الثاني على مملكة مصر  حينما كانت تخضع للحكم الملكي ثم التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على العالمية سنة 1953 وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون طالبًا.

كما حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة. حصل يوسف القرضاوي على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب في سنة 1958، لاحقا في سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين، وفي سنة 1973 م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، وكان موضوع الرسالة عن “الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية”.

 وحصل على العديد من الجوائز وأنواط التكريم منها : جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ، 1990، وجائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك مع سيد سابق في الدراسات الإسلامية لعام 1994م 1414 هـ، وجائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م،وجائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997.

كما حصل على جائزة سلطان العويس في الإنجاز الثقافي والعلمي لسنة 1999م، وجائزة دبي للقرآن الكريم فرع شخصية العام الإسلامية 1421 هـ، وجائزة الدولة التقديرية للدراسات الإسلامية من دولة قطر لعام 2008م، وتسلمها من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 8 نوفمبر 2009، وجائزة الهجرة النبوية لعام 1431 هـ من حكومة ماليزيا وتسلمها من ملك ماليزيا في 18 ديسمبر 2009.

وحصل كذلك على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى في 29 سبتمبر 2010 من الملك الأردني عبد الله الثاني  

وفي  24 يونيو 2008 احتل المرتبة الثالثة ضمن أبرز المفكرين على مستوى العالم في قائمة عشرين شخصية أكثر تأثيرا على مستوى العالم لعام 2008، في استطلاع دولي أجرته مجلتا فورين بولسي وبروسبكت الأمريكية والبريطانية على التوالي.

واختير في المرتبة ال38 ضمن 50 شخصية مسلمة مؤثرة في عام 2009 في كتاب أصدره المركز الملكي للدراسات الإستراتيجية الإسلامية وهو مركز أبحاث رسمى في الأردن حول أكثر 500 شخصية مسلمة مؤثرة في عام 2009.

وللدكتور القرضاوي ما يزيد عن 170 من المؤلفات من الكتب  والرسائل والعديد من الفتاوى كما قام بتسجيل العديد من حلقات البرامج الدينية منها التسجيلية والحية تميزت بالسماحة والاعتدال ونشر مفاهيم الوسطية في الإسلام.

ومع اشتهاره بالعلم والفتوى والتفقه فإن له من القصائد والأشعار المتفرقة والتي لم تجمع بعد في صعيد واحد أو ديوان، ويميز شعره بحسب المتخصصيين بجزالة الأسلوب ووضوح المعاني، ويتناول عادة القضايا الإيمانية وطلب تحرير الأقصى وفضائل الأخلاق.

وتولى القرضاوي مناصب عدة في الفترات السابقة منها : رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وعضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر، وهو الرئيس السابق لجمعية البلاغ القطرية الممولة لشبكة “إسلام أونلاين على الانترنت  حتى 23 مارس 2010، وعضو مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

Exit mobile version