“رمضان” يبدأ بمصر وسط استعداد رسمي وشعبي وغياب لدعاة بارزين

أعلنت دار الإفتاء المصرية رسمياً أن الإثنين 6 مايو غرة شهر رمضان 1440هـ، بالبلاد، وسط احتفاء شعبي واستعداد رسمي وغياب للعام السادس على التوالي لعدد بارز من الدعاة والعلماء الشرعيين.

ونظمت دار الإفتاء المصرية احتفالًا رسمياً وشعبياً كبيراً مساء الأحد بقاعة الاحتفالات الكبرى بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر في العاصمة القاهرة، لإعلان نتيجة استطلاع هلال شهر رمضان المعظم.

وكان مستشار مفتي الجمهورية د. إبراهيم نجم، حذر قبيل إعلان نتيجة الاستطلاع من مخالفة المسلم رؤية بلده، مؤكداً أن هذا يشق وحدة المسلمين في البلد الواحد ويزرع بذور التفرقة بينهم، الأمر الذي نهى عنه الشرع الحنيف ويرفضه جملة وتفصيلاً، في إشارة إلى موقف بعض السلفيين بمصر من اتباع دول أخرى في الصوم.

وأكد في بيان اطلعت عليه “المجتمع” أن مصر ملتزمة بمقررات مؤتمر جدة التي أقرتها منظمة المؤتمر الإسلامي وقرارات مجمع البحوث الإسلامية حول الضوابط المعتبرة في رؤية الأهلة.

احتفاء شعبي

وتزينت الشوارع والطرقات والمنازل بزينة رمضان، كما هو معتاد لدى المصريين، وباتت الفوانيس الرمضانية علامة مميزة لمظاهر الاحتفال في مصر.

وبدأت المساجد في القاهرة والمحافظات أداء صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء، مساء الأحد، وسط إقبال من المصريين، بحسب ما هو مرصود على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كثف نشطاء الدعوات لاستغلال روحانيات الشهر الكريم.

ويعتبر مسجد عمرو بن العاص والجامع الأزهر والحسين والسيدة نفيسة والسيدة عائشة وصلاح الدين الأيوبي والنور والفتح من أبرز مساجد التراويح بالعاصمة القاهرة.

كما أعلنت المطاعم والنوادي عروضاً متنوعة لاستقبال المصريين لتناول وجبتي السحور والإفطار، وسط تنافس واسع بينهم من أجل جذب الأسر المصرية.

وعادة في مصر يلتم شمل الأسر المصرية في سحور وإفطار أول يوم في رمضان، غير أن هذه العادة بدأت تتأثر في الفترات الأخيرة.

استعداد رسمي

من جانبه، أعلن الأزهر الشريف خطته استعداداً للشهر الكريم، حيث ينظم الملتقى الفكري والفقهي بالتعاون مع هيئة كبار العلماء ونخبة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، عقب صلاة العصر في الجامع الأزهر.

كما ينظم مجموعة من المحاضرات الخاصة بالنساء، خلال شهر رمضان، يقدمها نخبة من أساتذة هيئة التدريس بالجامعة ومجموعة من المفتيات بقسم فتاوى النساء بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، يتم خلالها عرض كافة القضايا التي تهم المرأة وما يجب أن تكون عليه على نحو يسهم في سعادة واستقرار الأسرة، وذلك عقب صلاة الظهر يومياً بالجامع الأزهر.

كما يقدم الأزهر محاضرة يومية عقب صلاة الظهر للرجال بالظلة العثمانية من خلال نخبة من وعاظ الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية.

وأعلن الأزهر كذلك ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح خلال الشهر بجامعة الشهير بمصر بجانب الدروس الليلية التي تتخلل صلاة التراويح.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الأوقاف المعنية بالمساجد في مصر تنظيم 12 ألف ملتقى خلال شهر رمضان في نحو ألف مسجد على مستوى محافظات الجمهورية بتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية ومشاركة أئمة وزارة الأوقاف وأساتذة جامعة الأزهر، بالإضافة إلى دروس القيام في شهر رمضان.

وأكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، تنظيم الاعتكاف في 3496 مسجدًا على مستوى الجمهورية تحت إشراف إمام من الأئمة المعتمدين لدى الوزارة كمسؤول عن إدارة جميع شؤون الاعتكاف.

كما أعلنت الوزارة غلق الزوايا غير المرخصة لمخالفتها الاشتراطات القانونية.

ودعت دار الإفتاء المصرية إلى حسن استقبال المسلمين لهذا الشهر الفضيل، مؤكدة أن المسلم الصادق حريص على الانتفاع بمواسم الخير والرحمة.

غياب اضطراري

ويغيب عن الساحة الدعوية للعام السادس على التوالي دعاة جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي المعارض للنظام الحالي، على خلفية الأزمة السياسية في البلاد التي نشبت بعد بيان 3 يوليو 2013 والإطاحة بالدكتور محمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية، وفق مراقبين.

ولكن تبرز قناة “دعوة”، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، في استضافة بعض الدعاة والعلماء المصريين بالخارج، حيث دشنت برامج دعوية خاصة بشهر رمضان.

وما زال عدد كبير من الدعاة خلف القضبان بمصر، وفق مصادر حقوقية وسياسية، أبرزهم د. صفوت حجازي، أمين عام رابطة أهل السُّنة، ود. صلاح سلطان، عميد كلية الدراسات الإسلامية سابقاً بجامعة مكة المكرمة المفتوحة، وأستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ود. عبدالرحمن البر، عميد كلية أصول الدين سابقاً بجامعة الأزهر، ود. حسام أبوالبخاري، المتحدث الرسمي للتيار الإسلامي العام بمصر.

ومن بين العلماء والدعاة المعتقلين كذلك الشيخ عبدالحفيظ غزال، والشيخ عبدالسلام جاد بسيوني، والشيخ هاني حمدي السيسي، والشيخ صالح عبدالهادي، والشيخ عبدالله محمد إبراهيم، والشيخ محمد نصيري، والشيخ محمد شحاتة مسعد، والشيخ عبدالرحمن محمد، والشيخ عبدالله بركات، والشيخ خالد عاطف، والشيخ رضا محمد فتحي، والشيخ أشرف بسيوني.

Exit mobile version