في يوم الأسير الفلسطيني.. منازل عائلة البرغوثي المهدومة شاهدة على ألم الذكرى

تجدد آلام عائلات الأسرى في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وعائلة البرغوثي في قرية كوبر قضاء رام الله التي هدم الاحتلال منزل العائلة، صبيحة هذه الذكرى شاهدة على ألم هذه الذكرى عليهم وعلى الكل الفلسطيني.

المحرر المسن المريض عمر البرغوثي الذي تحرر من اعتقال إداري قبل أيام وقف أمام منزل نجله الشهيد صالح المهدوم لا ترمش له عين، لسان حاله يقول: “قدمنا الدماء فهل نبخل بالحجارة”.

وتقول المحررة إيمان نافع، زوجة أقدم أسير فلسطيني نائل برغوثي، في ذكرى يوم الأسير وهدم الاحتلال لمنزل عائلة البرغوثي: شاهدت اليوم هدم المنزل، وأتحدث وأنا أمام بوابة السجن لزيارة زوجي، فالجرافة العسكرية التي هدمت منزل الشهيد صالح سكنه زوجي الأسير نائل البرغوثي وقبل نائل كانت والدته الحاجة فرحة (أم عمر)، فهدم المنزل استهداف لتاريخ العائلة وذكرياتهم، وما زالت آلة الاحتلال تلاحق عائلة البرغوثي بالجرافة ودوريات الاعتقال وبنادق القتل والإعدام، فسنوات الأسر للعائلة تزيد على قرن من الزمان.

وتضيف إيمان: الاحتلال أعدم الشهيد صالح قبل أن يحاكمه وهدم منزله، فهذا الظلم المبرمج ضد العائلة له أهداف انتقامية، فكل العالم مدان على هذا الصمت المريب؛ حيث يهدم الاحتلال منزل شهيد لم يحاكمه، بل تعامل معه بلغة الرصاص والإعدام.

وتتحدث حنان البرغوثي (أم عناد)، والدة ثلاثة أسرى وشقيقة الأسير نائل البرغوثي، وهي على بوابة السجن لزيارة شقيقها نائل: في صباح يوم السابع عشر شاهدت جرافة الاحتلال وهي تهدم أعز بيت في حياتي؛ بيت والدي ووالدتي، فالوجع الناجم عن هدم البيت كان كبيراً، ومع ذلك سيكون بعد هذا الهدم قوة انطلاقة جديدة نحن كفلسطينيين نحدد البداية والنهاية فيها، وسوف أخبر شقيقي نائلاً عن صمودنا في يوم الهدم ويوم الأسير، فحياتنا لا تتوقف عند إجراءات ظالمة من الاحتلال فقد تعودنا عليها منذ بداية الاحتلال ولم تؤثر علينا، فذكرياتنا في المكان لا تتأثر بعنصريتهم وهمجيتهم، فالذكريات أقوى من آلة حربهم وقتلهم، ونحن في حالة صمود وشموخ، وهم يعلمون أن هدم البيوت للأسرى والشهداء ليس له تأثير سوى عملية انتقام روتينية.

ويقول صديق العائلة المحرر شاكر عمارة، من مخيم عقبة جبر في أريحا: عائلة البرغوثي من العائلات الفلسطينية التي قدمت فاتورة باهظة ممزوجة بالدماء والأعمار، فقد توزعوا في السجون والمقابر، والقاصي والداني يعرف تفاصيل تضحياتهم وثباتهم في كل المواقع، التي كانوا فيها، فكل الميادين تعرفهم وتعرف قوة إرادتهم، حتى إن المحققين يصدمون من قوة حضورهم بين أبناء الشعب الفلسطيني، ويستغربون من قوة الحاضنة الشعبية لهم.

ويضيف: في يوم الأسير الفلسطيني يستذكر كل فلسطيني تضحيات عائلة البرغوثي في كوبر الصمود والتحدي، حتى إن ضباط المخابرات لا يستطيعون سماع اسم عائلة البرغوثي من شدة وقعها على قلوبهم وما قدمته العائلة من تضحيات متواصلة لم تتوقف لحظة، فالأسير عاصم البرغوثي عاد إلى الأسر بعد خروجه بعد أشهر من اعتقال استمر 11 عاماً، وعمر البرغوثي أمضى 26 عاماً، ونائل البرغوثي 39 عاماً، ومروان البرغوثي دخل عامه الاعتقالي الثامن عشر، واعتقل سابقاً عدة سنوات، وأسماء العائلة في قوائم الأسرى والشهداء كثيرة وتطول في قائمة شرف يعتز بها كل فلسطيني.

وتشير عبلة سعدات (أم غسان)، زوجة الأسير أحمد سعدات، إلى سياسة الانتقام الصهيونية في هذا اليوم، وتقول: في هذا اليوم يزيد الاحتلال من همجيته وعلى الأسرى وعائلاتهم ويهدم منزل الشهيد صالح البرغوثي، ووالده الشيخ المحرر عمر البرغوثي يرد على الاحتلال أن كل بيوت الفلسطينيين بيته، وكذلك سياسة الانتقام التي تمارس ضدنا كعائلة أسير، فزوجي الأسير لم يشاهد ثلاثة أحفاد من أحفاده، وعلى مدى 13 عاماً لم يشاهد أولاده إلا في زيارات قليلة، فالاحتلال يمارس الانتقام حتى يتراجع الفلسطيني عن مقاومته، إلا أن العزيمة تتجدد يوماً بعد يوم، وأسرانا يواجهون أعتى احتلال في العالم، وعائلاتهم لا ترفع الراية البيضاء بل ترفع راية الصمود والتحدي، فعلى أنقاض المنازل نبني صرحاً شامخاً يغيظ الاحتلال، فأسرانا يحافظون على ثوابت القضية، لذا فالهجمة عليهم لا تتوقف، وفاتورة الحساب مستمرة حتى يتحقق النصر.

Exit mobile version