تضامن مصري مع الشعب السوداني.. وسيناريو مبارك يلاحق البشير

أعلنت السلطات المصرية دعمها الكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة المهمة بالتزامن مع تضامن شعبي واسع خاصة من قوى المعارضة، وسط توقعات من مراقبين بتكرار سيناريو الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مع الرئيس السوداني المعزول عمر حسن البشير.

مصير مبارك

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشأن السوداني عبدالمعز الشرقاوي لـ”المجتمع”: إن سيناريو مبارك يلوح في الأفق أمام البشير في ظل عدم الترحيب به في الخارج لملاحقته دولياً إلا إذا ظهر فيما بعد وجود صفقة توفر له ملاذاً آمناً.

واستبعد الشرقاوي أن يستضيف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي البشير في ظل اهتمامات أخرى داخلية وخارجية تقدم مصالح النظام المصري فوق أي حسابات أخرى تأتي بمثل هذه الاستضافات المضرة له.

وتوقع أن أهم السيناريوهات التي تلاحق البشير هو السيناريو المصري بالإبقاء على البشير رهن التحفظ اللائق به كرجل عسكري وتقديمه للمحاكمة على طريقة تقديم مبارك لها والبحث عن مخرج قانوني له يحفظ له ماء وجهه مع البقاء في السودان دون ملاحقة هنا أو هناك، لكن لم يستبعد الشرقاوي أن يهدد البشير بمصير الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي في حال أي تطورات عنيفة.

دعم كامل

وأعلن رموز كثيرة من المعارضة المصرية دعمها الكامل لحراك الشعب السوداني وطالبته بالتمسك بمدنية الدولة ورفض الانقلاب العسكري أو الالتفاف حول مطالبه.

ووصف الكاتب المعارض وأحد ممثلي جماعة الإخوان في “الجبهة الوطنية المصرية” قطب العربي سقوط البشير بأنه “انتصار للإرادة الشعبية”، مشيراً إلى أن الأنظمة العسكرية والقمعية تظل قوية ظاهرياً حتى آخر 5 دقائق في عمرها ثم تنهار بشكل مفاجئ، متسائلاً: هل سيظهر سوار ذهب جديد يفتح الباب لديمقراطية حقيقية؟!

وأكد وكيل نقابة الصحفيين المصريين الأسبق والقيادي اليساري خالد البلشي دعمه للحراك الشعبي وبيان قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان الذي اعتبر أن سلطات النظام نفذت انقلاباً عسكرياً تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات ومتمسكين بالميادين.

ورفض القيادي بتيار الكرامة الناصري تامر هنداوي الإطاحة بمطالب الشعب السوداني، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على “فيسبوك”: بيان السودان.. انقلاب عسكري واضح فترة انتقالية لمدة عامين.. فرض الطوارئ 3 أشهر.. حظر التجوال شهر.

رسمياً رفضت مصر في أول رد فعل توصيف الأحداث في السودان بالثورة أو الانقلاب العسكري، وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان تحت عنوان “حول التطورات في السودان” رصدته “المجتمع”: تتابع مصر عن كثب وببالغ الاهتمام التطورات الجارية والمتسارعة التي يمر بها السودان الشقيق في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه الحديث، وتؤكد في هذا الإطار دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني الشقيق وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة المهمة، استناداً إلى موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادة السودان وقراره الوطني.

وأعربت مصر عن ثقتها الكاملة في قدرة الشعب السوداني الشقيق وجيشه الوطني الوفي على تجاوز تلك المرحلة الحاسمة وتحدياتها بما يحقق ما يصبو إليه من آمال وطموحات في سعيه نحو الاستقرار والرخاء والتنمية، كما تؤكد مصر عزمها الثابت على الحفاظ على الروابط الراسخة بين شعبي وادي النيل في ظل وحدة المسار والمصير التي تجمع الشعبين الشقيقين وبما يحقق مصالح الدولتين الشقيقتين.

ودعت السلطات المصرية المجتمع الدولي إلى دعم خيارات الشعب السوداني وما سيتم التوافق عليه في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، كما تناشد الدول الشقيقة والصديقة مساندة السودان ومساعدته على تحقيق الانتقال السلمي نحو مستقبل أفضل بما يحقق الطموحات المشروعة لشعبه الكريم، مؤكدة أن مصر ستظل شعباً وحكومة سنداً ودعماً للأشقاء في السودان وصولاً إلى تحقيق ما يصبو إليه الشعب السوداني من استقرار ورخاء.

Exit mobile version